هل ينجح حوار الفرصة الأخيرة؟

الثلاثاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - مصر العربية
عدد القراءات 1875

من مبادرة إلى أخرى ومن حوار إلى نظيره، المشهد لم يتغير والحرب الأهلية مستعرة، والمناطق المنكوبة تزداد يوما تُلو الآخر.. هكذا الحال في اليمن والتي تشهد أراضيه حربًا أهلية منذ أكثر من عام بين جماعة الحوثي المتمردة والرئيس عبد ربه منصور هادي، تخللها عدة جولات تفاوضية جميعها باءت بالفشل.

جولات التفاوض عقدت بين جماعة الحوثيين والرئيس هادي لعدة مرات، في الرياض وجنيف، لكن جميعها فشل بسبب تعنت الحوثي، وسط إدانة دولية للمبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ.

وبعد فترة من الحرب المستعرة بين الحوثي والتحالف العربي، دعت الأمم المتحدة إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات بين كلا الطرفين ستعقد في جنيف.

الخيار السياسي

الدعوة الأممية الجديدة، أثارت، كلًا من الحكومة اليمنية والحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، بسبب المخاوف من الدخول مجددًا بدوائر مفرغة لإطالة أمد الصراع وإجهاض مكتسبات الخيار العسكري، أو عرقلته تحت ذريعة الاتجاه لأولوية الحل السلمي.

قتال في اليمن

كما أنها طرحت تساؤلا بشأن فرص نجاح أو فشل هذه المفاوضات وإلى أين تتجه؟، وبخاصة بعد فشل جميع المحاولات الأممية السابقة، وسط بيئة يمنية داخلية وإقليمية تقلل من احتمالية الاتجاه لحل حاسم على الأقل في الأمد القريب.

مراوغة حوثية

وأعلنت الحكومة اليمنية، على لسان متحدثها الرسمي، راجح بادي، موافقتها للعودة للمفاوضات عقب تأكيدات الأمم المتحدة بالتزام الحوثيين وصالح بتنفيذ القرار 22016، وطالب بادي، الحوثيين إثبات حسن نيتهم قبل المحادثات بإطلاق سراح المعتقلين لديهم

المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أن المفاوضات الجديدة ستكون مثل سابقتها "مراوغة حوثية"، مضيفين أن التحالف والحوثي يسعيان للخروج بأية مكاسب، قائلين إن المفاوضات ووقف القتال يخدم الحوثيين.

نائب رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور مختار غباشي قال إن جماعة الحوثي وافقت على القرارات الأممية الأخيرة، بسبب ما تتعرض له الجماعة من ضغوط لفقدانها مناطق هامة كانت مسيطرة عليها لفترة طويلة، مضيفا أن هناك ضغط على قوات التحالف العربي والتي تواجه ضغطا بسبب طيلة الحرب.

وأوضح نائب رئيس المركز العربي للدراسات لـ"مصر العربية" أن الحوثي أنهك تمامًا، تحررت من تحت قبضته عدن وتعز ومأرب وشبوة، وبالتالي فالحرب على مشارف صنعاء آخر معاقلهم، ومن ثم يريدون تحقيق أية مكاسب من الحوار المقبل.

وتابع: لايمكن إنهاء وإقصاء الحوثي من اليمن، فهم جزء من المشهد اليمني، ولا يمكن إبعادهم من الصورة، كما أنهم يمثلون بـ8 % من اليمنيين، على عكس صالح الذي أنتهى تماما.

وأنهى غباشي كلامه، "نتائج الاستدعاء الأخير قد تنجح بدرجة 50%، فالجميع يرغب في الحل السلمي للبحث عن تحقيق مكاسب.

قصف مناطق الحوثيين

في حين قال محمد العامر المحلل السياسي اليمني، إن الحوار بين هادي والحوثي سيركز على تفعيل المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الدولية التي توافق تلك القرارات.

فرصة أخيرة

وأوضح السياسي اليمني لـ"مصر العربية" أن حوار جنيف المقبل يعد حوار الفرصة الأخيرة، لوقف نزيف الدماء، مضيفًا أن الحكومة اليمنية تمد يدها بالسلام وإحلال الأمن في اليمن.

وأشار إلى أن سيتم بحث اتفاق بشأن تولي قوات هادي ودول التحالف بحفظ الأمن في اليمن، إلى جانب تسليم الحوثي سلاحه لحكومة بحاح، وأيضًا العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

وتابع: على الحوثي وصالح أن يوافقا على نتائج التفاوضات الجديدة، والابتعاد عن الخداع السياسي، قائلا: اليمن تحول إلى مدينة منكوبة.

وتعد رعاية الأمم المتحدة وحدها للمفاوضات مع تقديم الرؤية نفسها باستثناء ما قيل إنه موافقة من قبل صالح والحوثي على القرار 2216، عامل ضعف بحد ذاته، حيث تطالب بحل سلمي بعد أن فشلت في إلزامهم بتنفيذه طيلة 6 أشهر منذ صدور القرار وحتى اليوم، كما أنه لا توجد رؤية واضحة لآليات ملزمة، حيث جاءت موافقة الحوثي وصالح فضفاضة وقابلة للتأويل، مع توقع اشتراطهم لفرض آليات بعينها قد تشمل فترات طويلة لالتقاط الأنفاس.

ولذلك تواجه الأمم المتحدة اختبارًا صعبًا لإرادتها، فالتحالف العربي، كما الحكومة اليمنية، كلاهما لم يرفع يده من الحل السياسي، لكنهما يريدان فقط تنفيذًا كاملًا وغير مشروط للقرار رقم 2216 بشأن اليمن، والصادر عن مجلس الأمن الدولي في 14 إبريل الماضي.

وحدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد نهاية الشهر الجاري موعداً للمفاوضات التي سترعاها المنظمة الدولية في جنيف، بين ممثلي الشرعية اليمنية والحوثيين وحلفائهم، محذّراً من أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة.

ورحبت وزارة الخارجية السعودية بالمفاوضات، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في الوزارة، أن المملكة ترحب بموقف الرئيس عبدربه منصور هادي الذي "جدد استعداد حكومته للعمل السلمي واستئناف المشاورات السياسية" لإنهاء أزمة اليمن.

وتشهد المدن اليمنية اشتباكات مسلحة بين جماعة أنصار الله الحوثي وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتي تدعمها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعملية عاصفة الحزم العسكرية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن