العرادة .. تحدياتنا القادمة يمن جديد

الأربعاء 21 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - الجزيرة
عدد القراءات 2330

كنا في مأرب 48 ساعة للتعرّف كيف تحرَّرت والأحداث التي وقعت فيها من خلال الكلمة والصورة وكيف تم طرد الحوثيون ومليشيات علي صالح من هذه المحافظة.

المدينة رأيناها هادئة لا يوجد فيها ما يعكر صفو الناس.. الكل في متجره ومزرعته الكل يحرس المدينة.. الكبير والصغير وجدنا فيها رجال وشباب يحبون وطنهم.. وجدناهم ساهرين على أمن المحافظة حتى إن بعضهم يخدم وطنه ولم يتقاض حتى الآن أي رواتب على أمل أن يتم ضمهم للجيش النظامي.

هذه المحافظة كنت أتوقّع أن أجد فيها مقومات الحياة خلال حكم علي صالح 40 عاماً وبحكم أن هذه المحافظة مصدر للبترول والغاز ولكن تفاجأت وتفاجأ من معي من الصحفيين بأنها تحتاج إلى جهد كبير رغم أن حراسها والغيورين عليها لم يسمحوا لهذه المليشيات أن تهدم مباني المدينة ومنشآتها.

التقينا بالعديد من القيادات الواعية في هذه المدينة فوجدناهم مصممين على مطاردة هذه المليشيات حتى إخراجها من محافظات اليمن.

وكما قال محافظ المدينة الشيخ سلطان العرادة نحن علينا مسؤولية تاريخية أن نتكاتف حتى نخلق وطن آمن ومستقر لا نزاعات فيه فإذا توحّدنا نجونا.

وقال الشيخ العرادة على بعض مشائخ القبائل أن يصحوا وأن لا يبيعوا ولاءاتهم للمليشيات وخونة الوطن، عليهم واجب ديني وأخلاقي وعرقي وأن يعطوا ولاءهم لدينهم ووطنهم كل مسؤول سوف يغادر كرسيه ومنصبه ولكن شيخ القبيلة يحمل معه هذه الصفة حتى مماته ثم يخلف الأبناء هذا الإرث.. وأني أناشدهم بالرجوع إلى شرعية الدولة ويساندونها حتى يسطر تاريخهم القبلي أجيال اليمن. نحن نعمل وكلنا أمل أن يعيش في يمن جديد، فاليمن يملك الرجال والشباب الواعد والقيادات العسكرية التي التقيناها متفائلة جداً وتؤكّد أن النصر قريب وأن أمن اليمن خط أحمر، مشيرة إلى أن دول التحالف بقيادة المملكة لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على أمن اليمن ووحدته.

«آثار تاريخية»

أثناء وجودنا في مأرب زرنا مدينة الملك سليمان الأثرية التي احتلتها المليشيات الحوثية، هذه القلعة الأثرية التي تشكّل إرثاً إسلامياً في صدر التاريخ الإسلامي لم تسلم من شر هذه المليشيات التي دمّرت جزءاً منها واتخذت منها موقعاً لإطلاق نيرانها تجاه الناس.

طلب من أحد المصابين أن يتشهّد فرفض

يقول أحد الجنود المرابطين في هذه المدينة الأثرية إنه تم طرد الحوثيين وتم قتل بعضهم. ويقول جئت لأحدهم وهو مصاب ينزف وقلت له تشهّد ولم ينطق الشهادة، وقال أشهد أن عبدالملك الحوثي هو سيدي ومات على هذه الكلمة.

أثناء لقاءاتنا بالمسؤولين في مأرب عرضوا علينا أجهزة اتصال لاسلكي تم العثور عليها مع الحوثيين الذين تم أسرهم، وهي أجهزة إيرانية تم تزويد المليشيات بها بالإضافة إلى بعض الأسلحة النارية التي تصنع في إيران..

عرش بلقيس

اتجهنا إلى متحف عرش بلقيس فوجدنا آثاراً يتعجب الواحد كيف شيّدت وهذه الأعمدة المنحوتة من الصخور والتي يبلغ ارتفاعها بالأمتار الشاهقة وجدنا هذا المتحف الذي يحتوي على العديد من المدرجات والرسومات التاريخية... لكن المشكلة لم تجد فيه من يحكي لك قصة هذا المكان وما يحتويه من معالم.

الحياة طبيعية

وأثناء وجودنا في محافظة مأرب توجهنا إلى الأسواق العامة فوجدنا كل يعمل في تجارته، جميع الدكاكين داخل المدينة وخارجها وحتى البقالات على الطرقات تعمل وهذا يؤكد على الأمن في المحافظة تجد بعد كل ما يقارب من 2 كيلو نقطة تفتيش وجدنا أهم من ذلك وهو وجود محلات الصرافة على الأرصفة يبيعون ويشترون العملات وغالباً العملة السعودية والتي أكد لنا أحد الباعة أنها الأكثر طلباً يليها الدولار.. الكل في طريقه القنوات ووسائل الإعلام يتنقلون من مكان إلى مكان بأمان.. الكل يرحب بهم خاصة بعد أن عرفوا أنها وسائل إعلام سعودية ويقولون لنا سلامنا للملك سلمان صاحب العزم والحزم.

وكيل المحافظة

وقال د. عبد ربه مفتاح إن مأرب آمنة وتغذي محافظات اليمن بـ70 % من مشتقات البترول ونعمل حالياً على تحرير صرواح بالتعاون مع قوات التحالف والشعب اليمني لن ينسى وقفة المملكة ودعمها لليمن في شتى المجالات، مشيراً إلى أن الجهود حالياً تنصب لحماية مواقع البترول ومحطات الكهرباء.

نعم الأخلاق ونعم التعامل

وفي ختام الجولة التي رافقنا فيها عددٌ من الأمن اليمني من ضباط وأفراد كان تعاملهم معنا بأخلاق عالية وكرم، وكانوا حريصين على حمايتنا، وقد سهّلوا لنا كل ما نطلب حتى في مكان إقامتنا..

وعند ركوبنا الطائرة صافحونا بحرارة ومحبة.. فنعم الأخلاق.. ونعم التعامل.

* نقلا عن صحيفة الجزيرة السعودية 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن