هو اليوم أصدق الصحائف حديثا، وأمضى السيوف بشعبه
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر
السبت 26 مارس - آذار 2011 08:28 م

اليوم ، علي عبد الله صالح يقترب كثيرا ً من نهاية رحلته المؤلمة الشاقة في الحكم ،مغادرا ً السلطة ليعود إلى قريته بيت الأحمر ، يسوق أمامه إبله وشويهاته وخيوله التي جمعها بعناية مزارع ،وبعناية راعي ،وبعناية حادي نياق، فشكلت قطيعا مصغرا من الدواب أسكنها معه دار الرئاسة مستقدماً إياها من مناطق يمانية مختلفة منذ سنوات خلت ، وهو يقضي معها وقتا يوميا، بل ويعلف لها من حشائش ما تجود به الأرض، ولعله يخاطبها عندما يفقد الأصدقاء الأولياء واحدا ً يعقبه آخر ، يريد أن يرحل وكلنا نعرف اليوم أن الرئيس  أصدق الصحائف حديثا الآن وأمضى السيوف بشعبه، إنه سيف اليمانيين الخالد وما شهره يوما على شعبه في غير حق مدعوم بكتاب الله، نعم يريد وهو القادم إلى المدينة العودة إلى القرية التي شكلت شخصيته في الحكم ، قال أسطورة اليمن عبد الله البردوني عنه ـ أي ـ علي بن عبد الله صالح أقوالا كثيرة أعظمها قولة في اليمن الجمهوري " لقد أتى من أنقى الشرائح "اليمانية ، هذا النقي شخصا وإنسانا يُجهز حقائب ملابسه ليعود إلى القرية ففي المدن دائما الأعداء يتوالدون كالفطر، ولاتستطيع ان تجزم بحسم في المدن من يكون العدو الفعلي والحليف الفعلي، في القرية الأعداء مفضوحين بدون كثير جهد ، الرئيس بالفعل يريد مغادرة ليس المدينة صنعاء ولكن كل المدن لولا أنها مدنا ً يمانية، لكنكم تأبون له ذلك ، كيف..؟ دعاكم لكلمة سواء لتأمين تسليم اليمن لكي يغادر وترفضون ، وسرى نحوكم طوال ساعات الشهرين الماضيين بليلها ونهارها، إلا أنكم زغتم بعدها تهربا ً من مواجهته ،ثم تنازل عن حقه في خروجه نهاية شرعيته الدستورية ودعاكم للشروع في تأسيس دولة برلمانية وذلك يتطلب أن تجلسوا معا ً لإعداد دستور يحكم النظام البرلماني ، ردتم بالرفض ، ثم دعا حملة كتاب الله من مسجد الصالح للحكم بينه وبيينكم فوافقتم ظاهرا ورفضتم باطنا بوضع الحجارة في طريق المصحف، من يرفض تحكيم القرآن ُثكلتكم أمهاتكم ياهؤلاء ، ثم تنازل للمرة الرابعة للرحيل نهاية عامنا هذا ودعاكم لإنتخابات رئاسية مبكرة ،ورفضتم رابعا حتى هذا، لكأنكم على موعد في أن تُنهون اليمن بعد عامنا هذا ، لم تكونوا تُغلقون الأبواب أمامه ، لكنكم أغلقتم أبواب اليمن أمامنا ، فكان البديل أن توجه اليمانيون لتبضع الرصاص لحشو بنادقهم لينظر بعدها كل واحدا منهم إلى عين جاره ، تكبرتم على دعواته فكان البديل أن ينشق الجيش وأن تسقط صعدة وأن تسقط الجوف وأن تسقط غدا صعدة أخرى وأخر جوف ،لنسقط نحن في كل محافظة رويدا ً رويدا ، تقولون أن وعوده جُربت وطلعت (فالصو) ، فلماذا لاتجعلوها تجربة أخيرة ، فالإطلاع على النيات من تخصصات الله.

ألم تعلموا أن الحافظ الثقة من طبقة اعلام النبلاء الهيثم بن جميل ر وى عنإمامي الحجة مالك بن أنس الأصبحي الحميري رضي الله عنه قائلا "شهدت مالكاً وقد سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في إثنتين وثلاثين منها لا أدري" وروى آخر ممن تتلمذ على مالكاً، انه سُئل عن اثنتين وأربعين مسألة فقال في ثمانية وثلاثين منها لا أدري، فمابال قومنا اللقائيين في اللقاء المشترك بهمة لاتعرف الكلل وبكثرة تصريحات لاتعرف الوهن يجرون بها حديثا في الأسواق ، يقولون لنا أنهم يعلمون علم الأولين والاخرين في أن الرئيس صالح ليس جديا ً في التنازلات التي قدمها هذه الأيام الشاقة لحل الأزمة السياسية في البلاد ، تصريحات ياسين نعمان الليبرالي ومحمد قحطان صاحب غرف النوم إياها، تفترض لنا سلفا سوء النية في مبادرات الرئيس ولايفترضان بالمقابل سوء النية في تصريحاتهم السائبة النائبة في تخليق أجواء عاتيات قلع حدائق المدن، أجهر بموقفي هذا مع الرئيس وفي عنقي شهادة لمصلحة ياسين وقحطان ومن في طبقتهما من اللقائيين أن لاحجة عليهما في مواضي مابدر من الرئيس فيما سبق من مناورات سياسية فقد وعد بالوفاء بها ، ثم تلكأ أي والله في إجراء متطلبات الوفاء، لصراع سياسي بينه وبين اللقائيين من سنوات سبع أو أكثر خلت ، كلاهما الرئيس واللقائيين مارسا مكر وخدع السياسة لم يكن لليمانين منها شياء ً من حمر النعم ،كانا يتصارعان ،على من يتسلمنا مثل بندقية منحت عهدة لجندي ويتصارعان على من أحقهما في ذلك الرداء الذي ألبسه الله سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن زملائه الصحابة وعن محمد بن عبد الله الحجة المهداة.

والآن تغيرت قوة النيات وصدق التوجهات ، صار الرئيس أصدق القوم حديثا ،وقد استعد مرة مرتين وثلاث واربع وخمس، لتسليم سلطة نسر سبأ مشترطا فقط لحظة آمان لحفلة إطلاق النسر، لكثرة جموع المتربصين لصيدة وقد ظهروا من كل نفق ، يريد فقط لحظة أمان لحفلة إطلاق النسر ، لكي لايسقط تحت مناكب المتزاحمين في الشوارع ، وهو لعمركم شرط صاحب همة وبصيرة سياسية كما هو مطلباً شريفا ً ، يحفظ للنسر فرد جناحية وفرد ريشة ليحلق في أمان أعلى ثم أعلى ولوبعد حين، وثقوا بالعروة الوثقى، لولا أن الرئيس يخاف على سبأ ونسرها لغادر الرئاسة على وجه السرعة هذه الأيام غير أسفا ولا ملتاعا ، بعد ما رأى من سفه بعض الناس وقلة مرؤتهم ، سيغادر الرئيس اليوم أوغدا ً، وكلنا راقب الرئيس وهو ينشط بين شعبه مبادرة تلوها مبادرة ولا من مجيب ، يرفضون وهو اليماني القح والزعيم المتسامح دعواته المتكررة للجلوس والحوار، يعطونه في ذلك طينا ً من عجين ، في حين يسعون فرحين مستبشرين خفافا وثقالا إن دعاهم سفير أمريكا أو المانيا أو فرنسا أو بريطانيا ، يالياسين عبد العزيز ويالياسين بن نعمان ، ثم أن اللقائيين حافظوا على وتيرة تصريح ، عليه الرحيل موازيا مع سوقهم لنا ــ كثيران بامبلونا إسبانيا ــ ليلتقي شباب المؤتمر وشباب الكل ( إصلاحي وحوثي وحراكي ولامنتمين )، ليلتقوا في الشوارع حاجزا بحاجز ، أما هم قادة التغيير، فقد حوط، كلاً منهم جلسته في أركان الشوارع للحشد والتصفير،يدفعون بنا الاتباع وكلا منا وجهده وطاقته وعضلاته وعزمه وحقده على الثور المقابل ، وتلك والله من تكتيكات الخوارج غابت عنها نقاوة الإصطفاء اليمانية في جماعات اللقائيين المتدينيين وخلدت للنوم مجسات عقل النفع العام لليمانيين في بقية مجموع اللقائيين الليبراليين، بحيث لم نرَ، هُدد سليمان ياتينا عنهم ،بخبر يقين ، وكأني بهم قد وقعوا في مخطط،هدم التاريخ الثاني لقوم سبأ دون أن يفطنوا لذلك، انطلاقا من رفض الحوار، وما نخشاه أن يكونوا قد وقعوا بيد أهل الزيغ وذاك والله شان الحوثة والحراك، فهاتين الطائفتين واقولها على يقين النبوة، أن حسبتهم لمنافع ومكاسب رحيل الرئيس غير منافع ومكاسب حسبتنا نحن الأغلبية الأخلاقية اليمانية ، فإذا كنا نرفض بقاء الرئيس حاكما من منطلق ديمقراطي فإن الحوثة لايجيزون الحكم لنا وله من منطلق ديني ثابت وإن تقاسمنا معهم في ساحات التغيير بيضاً ببيض وتمرا ً بتمر ، إما الأخوة في الحراك فقد حسموا بحزم أمرهم بمفارقتنا عندما يسقط النسر بين المناكب، وخشيتي أن يكون حال إصلاح اللقائيين وياسين نعمان بمفرده بينا مثل حال آكلي الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

*إعلامي يماني