الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها
كنت أسمع أخبار الهند وباكستان وبنجلاديش بشأن الصراعات الدينية والمذهبية والطائفية هناك وجز الرؤوس وضربها بالفؤوس والمجازر البشعة التي تحدث بين الأطراف المتصارعة, لم أكن أصدق وكنت أظنها سينما, حتى اقتربت وسمعنا عنها ورأيناها في العراق ثم سوريا, لكننا لم نكن نتوقع أن تصل تلك الوحشية والبشاعة والفظائع إلى بلد الإيمان والحكمة والأرق قلوباً كما وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
دائماً ما أتهرب من رؤية مناظر وحشية وبشعة كتلك, إلا أنني وجدت نفسي مجبراً على السماع أولاً عن الجريمة التي وقعت في حوطة حضرموت وطالت 14 جندياً بصورة غادرة وجبانة, ثم وجدت نفسي «مكرهاً لا بطل» عرضة لصور ومقاطع فيديو تحكي تلك الفظاعة والبشاعة والوحشية.
هو ذلك الإجرام الذي لم تعرف له اليمن مثيلاً من قبل إلا في المجازر التي ارتكبها أحد الأئمة في البيضاء وأجبر مئات الأسرى على حمل رؤوس مئات القتلى على أكتافهم وهم مقيدون ومشياً على الأقدام حتى صعدة, وتلذذ بقتل الأسرى على أبواب صعدة وهو يرى سقوط رأسين مع بعض, رأس الأسير ورأس القتيل الذي حمله الأسير من البيضاء.
جلست اليوم التالي للجريمة المروعة مع أحد أبناء حضرموت القادمين بذات الباص، وسرد لي ماحدث واستفسرته كثيراً مندهشاً مما جرى, تساقطت دمعتان من عيناي وعجزت عن منعهما ولكنه لم يرَ ذلك, وكان ذلك قبل أن أرى الصور ومقاطع الفيديو, كان هو يتحدث ويتألم بحسرة, وأنا أتوجع, هو لا يصدق ماحدث ويحكي محاولة الجنود المقاومة والدفاع عن أنفسهم.
كتبت في هذه الصحيفة كثيراً عن الجنود كصيد سهل لكل الجماعات المسلحة والإجرامية وهم ضحية دائمة لكل القتلة والمجرمين, كتبت أيضاً عن منتسبي الجيش والأمن والمخابرات الذين يتساقطون باستمرار في حوادث اغتيالات واعتداءات وهجمات إرهابية, وعن حقوقهم المسلوبة جميعاً والأحياء منهم الذين ندعو الله لهم النصر والثبات في ميادين العزة والكرامة, ووجدت نفسي لم أعد قادراً على الكتابة وإنما النحيب والبكاء.
عن ماذا عسانا نكتب؟ عن الجنود والضباط الذين يقتلون ويستهدفون في شمال الشمال من قبل مليشيات الحوثي المسلحة والتي تفاخرت بقتل 60 ألفاً منهم في الحروب الست وتلاهم المئات في حروبها الأخيرة في عمران والجوف وصنعاء، أم عن الجنود والضباط الذين يذهبون بعمليات وجرائم تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظات الجنوب والشرق والوسط ومأرب والعاصمة صنعاء, أم الذين تقتلهم عصابات التهريب والإجرام والنافذون والناهبون لأراضي الدولة؟.
بشاعة الجريمة هذه تعيدنا إلى المربع الأول وهو حرمة الدم اليمني أياً كان وتحت أي مبرر, فلا القاعدة تحارب أمريكا والروافض كما تدعي بقتل اليمنيين ولا الحوثيون يواجهون أمريكا والتكفيريين كما يزعمون بقتل اليمنيين.. ينبغي أن نقف صفاً واحداً في مواجهة أي سفك لدم اليمنيين ونعلن حرمته تحت أي مبرر كان، سواء كانوا عسكريين أم مدنيين.
وهناك دولة ومؤسسات شرعية يفترض بها أن تمتلك زمام استخدام السلاح في مواجهة المتمردين والخارجين عن النظام والقانون والمجتمع, ومؤسسة الجيش والأمن هي وحدها من تمتلك حق احتكار القوة واستخدام السلاح لتنفيذ القانون ومنع المتمردين عليه.
يجب أن نتعامل مع الموضوع بجدية ويتشكل اصطفاف يمني يجرم سفك دم اليمني تحت أي مبرر كان وكذلك لتعزيز التسامح والتعايش الذي ساد اليمن قديماً ويسود الدول المتقدمة حديثاً.
كلما تواطأ البعض مع جماعة من هذه الجماعات المسلحة الإجرامية التي تسفك دماء اليمنيين وفي المقدمة منتسبو الجيش والأمن، كلما صار من الصعب عليه رفض جرائم جماعة بعينها, ولنكن مع الدولة ومؤسساتها والنظام والقانون ضد أي جماعات مسلحة تريد أن تستولي على الدولة أو السلطة بقوة السلاح وقتل اليمنيين وسفك دمائهم بمبررات مكشوفة ومفضوحة.
اللهم احفظ اليمن وأهله مما يراد له أن يغرق فيه وتسيل دماء أبنائه, اللهم عليك بالقتلة المجرمين أياً كانت جماعاتهم وأحزابهم ومذاهبهم وقبائلهم ومناطقهم وألوانهم.
rashadali888@gmail.com