آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

قُتِلَ محمد.. إرحل علي !
بقلم/ فؤاد فارس
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الجمعة 29 إبريل-نيسان 2011 03:21 م

كان هناك ... حيث الجميع مغرم بالحرية ، عاشق للكرامة

... هناك كان محمد مندفعا للأمام وسط الحشود المتقدمة يؤدي مع الجميع سيمفونية الشعب الثائر في تناغم يدهش العالم ، وأمام ذلك المشهد الرائع تقزمت الكلمات وتضاءلت العبارات عاجزة عن الوصف مقرة بذلك العجز.

هاهو الحشد يشق طريقه .. حداء ونداء .. حداء جميل لقافلة تبحث عن غد أجمل ، ونداء صادق لتوحيد جهود الأحرار في مسيرة الحرية .

وفجأة .. تاه الحداء على وقع عصي البلاطجة فوق رؤوس الأبطال ، واصطدم نداء الأحرار برصاص العبيد ، واشتد الصراع ، رصاص وعصي ..قنابل ومياه مجاري .. وسائل مبتكرة، وكلها تهدف لإيقاف تقدم المسيرة أو تحويل مسارها نحو العنف ، ورغم الأشلاء والدماء لم تتوقف المسيرة ولم ينحرف المسار .

وهناك .. مازال محمد يخترق الصفوف نحو الأمام مرددا مع الجميع فاصلا يختزل الهدف ( ارحل )، وعلى بعد أمتار منه كان شخص آخر كامنا خلف المتاريس، جاء به هدف آخر غير الذي جاء بمحمد ، لقد جاءت به حفنة من المال نزف من أجلها ما تبقى له من كرامة ، وباع بها كل ما ما لديه من حرية ، وجاء لينفذ ما يطلبه منه أسياده ، صوب قناصته وحدد هدفه وأصدر أمره فانطلقت الرصاصة نحو هدفها ولا شيء آخر تريد.

أصابت الرصاصة الهدف فانشطرت ( ارحل ) في فم محمد ، حرفان منها خرجا بلسان يكافح الموت ، وآخران كانت روح محمد أسبق للخروج منهما ، لقد أجاد القناصة الدور الذي طلب اليهم القيام به فهاهو أحدهم يصوب نحو قلب محمد النابض بالحياة والحرية وليس نحو أي جزء آخر في جسده الصغير .

سقط محمد .. كلا .. كلا .. بل ارتفع محمد في عداد الشهداء ، وانتظر القناصون فرار زملائه بعد سقوطه ، وبدأ الفرار ، نعم بدأ الفرار .. لقد فر زملاء محمد ولكنه فرار نحو الأمام وهروب إلى المقدمة ، لقد فروا من الجبن متسلحين بالشجاعة ، هربوا من مستنقع الذل والاستعباد ليحلقوا في عالم الحرية والكرامة .

سقط محمد مضرجا بدمائه فتقدم علي وعبد الله و.. ، تقدمت مريم وفاطمة و... ، تقدم الجميع ولسان حالهم يقول للقتلة ومن يأمرهم :

قد تقتل رصاصاتكم أجسادنا لكنها ستعجز حتما أن تغتال أحلامنا ، قد تكسر عصيكم أقدامنا لكنها لن توقف إقدامنا ، ضعوا رصاصاتكم وضرباتكم حيث تشاؤن فلم يعد كل ذلك يرهبنا ، كل رصاصة في الصدر تدفعنا نحو الصدارة ، كل ضربة في الرأس تستدعي مزيدا من التفكير بقتامة الوضع الذي صبرنا عليه طويلا ، أسيلوا الدماء أنهارا غزيرة لكن تذكروا أنكم تكثرون من وقود الثورة التي ستحرق الظالمين بنارها ويهتدي المظلومون بنورها .

اكتسحت الجموع بصدورها العارية متاريس القتلة ، فذهبوا يبحثون عن أطواق نجاة ، فأخطأوا مرة أخرى حين ظنوا النجاة في الرصاص فجاء رد الشعب الثائر : كلا لا مناص .. القصاص القصاص .

قُتِلَ محمد .. وقبض على اليد التي نفذت القتل ، فهل اتعظ الآمر لتلك اليد بأن تقتل فاختار الطريق الصحيح ؟

خطابات النظام بمضمونها تقول : لا ، فما زالت نبرة الاستعلاء تسمع بوضوح ، وما زالت أبواق تسمع هنا وهناك ، رغم أن دروس التاريخ ـ تاريخ الانسانية كلها على اختلاف دياناتها وأجناسها ـ واضح للجميع .. العنف والرصاص أعجز ما يكون عن قتل الروح أو هزم الإرادة إو إخماد الثورة .

قُتِلَ محمد .. ومعه قُتِلَ مائة محمد ومحمد وجُرح ألف محمد ومحمد ، وكل قطرة من دماء الجميع تخط :

قُتِلَ محمد .. إرحل علي !

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد مختار الشنقيطي
سياسة حَكايا شخصية عن العلَّامة المرحوم الزَّنداني
محمد مختار الشنقيطي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يوسف الدعاس
عبد المجيد الزنداني.. الظاهرة التي لن تتكرر
يوسف الدعاس
كتابات
ثورة الشباب والحصاد المر
د. عبده سعيد مغلس
أمل عبد العزيز الهزانيالرئيس العربي الأوفر حظاً
أمل عبد العزيز الهزاني
حمدان الرحبيوأشتعل الرأس شيبا
حمدان الرحبي
مشاهدة المزيد