آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

ماذا يقصد الإرياني بالحضور الذهني القوي؟
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 04 يوليو-تموز 2011 08:01 م

من الغرابة أن الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح، يعود من الرياض إلى صنعاء عبر مطار دبي الدولي، فللوهلة الأولى التي التقيته فيها على ظهر طيران الخطوط الجوية الإماراتية المتوجهة من دبي إلى صنعاء ظننته عائداً من إحدى دول شرق آسيا أو من الإمارات نفسها، ولم يخطر في بالي أبداً أنه عائد من الرياض بعد زيارته للرئيس صالح في المستشفى العسكري هناك ..!!.

*فكرت في استغلال تواجدي مع الدكتور على ظهر طائرة واحدة لإجراء حوار صحفي سريع معه، أو على الأقل الخروج منه بتصريح خاص، وشرعت في تنفيذ الفكرة، حيث كتبت له على بطاقة اسمي ومهنتي، وطلبت من المضيفة إيصال البطاقة إليه، كل ذلك وأنا أتتبع الأمر بعيني، فرأيته يقرأ البطاقة ثم يقول للمضيفة: »أخبريه أنني نائم« لم يتردد لحظة في ادعاء ذلك بطريقة روتينية أشعرتني أنه لا يفعل ذلك للمرة الأولى.. وطبعاً كان من المستحيل أن أكرر المحاولة لأن رسالته وصلتني بوضوح كامل..

*لم يكن الرجل يرغب في قول شيء، ربما كان في تلك اللحظات بالذات يعد في مخيلته تفاصيل الأخبار التي سيدلي بها للصحف الرسمية اليمنية، التي طالعتني في اليوم  التالي لوصولنا إلى صنعاء بتصريحاته فعلاً عن الحالة الصحية للرئيس .

منذ سنوات طويلة وأنا أحرص كل الحرص على متابعة كل ما يصدر عن الدكتور الإرياني من تصريحات وأحاديث ولقاءات إعلامية سواء كان ذلك في الصحف المحلية أو في الصحف العربية، حتى أصبحت أرى نفسي خبيراً بلغة الرجل وإشاراته وما وراءها، لهذا استوقفتني عبارة في تصريحه لصحيفة »الثورة« المنشور في عددها (٠٣٠٧١) الصادر يوم الثلاثاء ١٢ يونيو ١١٠٢م، والذي استهله بالتأكيد على أن رئيس الجمهورية يتمتع بصحة جيدة، وحضور ذهني قوي..

*العبارة التي لفتت انتباهي واستوقفتني أمامها كثيراً هي عبارة »حضور ذهني قوي« التي تظهر لأول مرة في كل الأحاديث الرسمية التي تناولت حالة الرئيس الصحية، وتساءلت: ما الذي دفع الدكتور الإرياني لذكر الحضور الذهني القوي للرئيس؟!.. وما الذي قصد نفيه بهذه العبارة؟!.. ومن الذي شكك أصلاً في حضوره الذهني في ظل شح المعلومات الطبية عن حالته الصحية وتضارب التسريبات والمتوقعات؟ !..

*ما أنا واثق به أن الدكتور الإرياني لم يأتِ بهذه العبارة ا عتباطاً، بل فتح بها باباً عريضاً ينحو بالتخمينات إلى منحنى آخر، وجديد كلياً .. أترك للقارئ العزيز حرية التفكير فيه ..

* النقطة الأغرب في تصريح الدكتور الإرياني هو تأكيده أيضاً بأنه ناقش مع  الرئيس عدداً من القضايا على الساحة اليمنية، وتلقى التوجيهات اللازمة بشأنها .

وهذا التأكيد يحمل إشارة واضحة من الدكتور الإرياني بأن الرئيس صالح ما زال هو من يدير شؤون البلاد من جناحه الخاص في المستشفى العسكري بالرياض، في وقت يفرض فيه الدستور أن تؤول إدارة البلاد إلى نائبه، بل إن كل الأحاديث الرسمية الصادرة منذ مغادرة الرئيس للعلاج في الرياض تؤكد أن زمام الأمور بات في يد النائب، وهو ما أكده أيضاً في الأمس القريب نائب وزير الإعلام عبده الجندي، حين قال صراحة: إن النائب يحاول تطبيق النقاط الأربعة التي تعهد بتطبيقها وطبعاً هذا وضع طبيعي لأنه من غير المنطقي أن يدير الرئيس البلاد بالهاتف، أو عبر توجيهات يصدرها لزائريه من المسؤولين في اليمن، وهذا أمر يفهمه الإرياني أكثر من أي شخص آخر، ومع ذلك أصر على تجاهله، مقدماً رسالة ثانية إلى الداخل اليمني وربما الخارج أيضاً مفادها: أنه لا حول للنائب ولا قوة، وكل ما يقولوه أو يتعهد به ما هو إلاَّ اجتهاداً شخصياً لا يعتد به ما لم يوافق توجيهات الرئيس، الذي يغيب عن البلاد ويغيب عن حقيقة واقعها المعاش.. وبهذه الرسالة الثانية للدكتور الإرياني يعيد الجميع إلى مربع ظنوا أنهم تجاوزه بمراحل، وأيضاً يؤكد أن الضوء الذي خاله البعض في آخر النفق ليس إلاَّ ضوء خادع، أو إشارة إلى مرحلة جديدة يمتد فيها النفق أكثر وأكثر من أي وقت مضى بكثير!!.