مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات اليمن تسجل أول حالة إصابة بـ ''جدري الماء''.. ماذا نعرف عن هذا المرض؟
9 يوليو الجاري ..يوم فاصل في تاريخ السودان الحديث ..ففيه احتفل أبناء جنوب السودان بقيام دولتهم المستقلة وسط أجواء حزن عم شمال السودان ,فهو يوم انتهاء دولة السودان الكبرى , ويمثل فشلا ذريعا للسودان في الحفاظ على وحدته كأكبر دولة في إفريقيا والعالم العربي.
والانفصال نتيجة طبيعية لسلسلة الأخطاء للحكومات المتعاقبة في الخرطوم , والتي دفعت جنوب السودان للانفصال عن شماله.. فمنذ الاستقلال ولنحو نصف قرن ,تعامل الشماليون مع الجنوبيون باستعلاء وباعتباره جزء تابع لا حقوق له , وتم حرمانه من مشاريع التنمية والبنى التحتية , وحينما خرج الجنوبيون بقيادة جون جارنج مطلع الثمانينات للمطالبة بحقهم المشروع في الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية واحترام هويتهم الخاصة في إطار دولة السودان , قابلوهم بالرفض والتنكر وإعلان الحرب عليهم وإطلاق التهم والإشاعات الكاذبة , والتسبب في اندلاع أطول حرب في إفريقيا , والتي آتت على الأخضر واليابس في الشطرين.
وفي اعتقادي ان الجنوبيون خرجوا ثأرا لكرامتهم أكثر من أي شيء أخر , وان العدالة والديموقراطيه والانتخابات النزيهة وحكم محلي كامل الصلاحيات لو توفرتا للسودان لما حدث الانفصال اليوم.
عموما..ما حصل في السودان هو درس لم يستفد منه نظام صالح في المقام الأول , بالعكس اقترف الأخطاء نفسها , وواجه المطالب المشروعة لإخواننا في الجنوب بالقوة والعنف, ووصمهم بالانفصال والعمالة وغيرها , حتى شهدنا تحول الخطاب من ألمطالبه بالحقوق إلى فك ارتباط.
وإذا كان شمال السودان قد فشل في جعل الوحدة جاذبة مع جنوبه وهم خليط متعدد الأعراق والأديان من الوثنيين والمسيحيين وطوائف شتى, فأن مصيبتنا تبدوا اكبر , فنحن شعب واحد ووطن واحد , واصل واحد وعقيدة واحدة , وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا , غير أن غياب الحرية والعدالة , وهيمنت الحكم الأسري الاستبدادي, قد احدث شرخا في وحدتنا الوطنية , وأصابها بأفدح الضرر , وبات مستقبلنا في مهب الريح .
ومن الضروري على ثورتنا السلمية وضع القضية الجنوبية في طليعة اهتمامها بعد زوال سلطة صالح..واستغلال الزخم الوحدوي الذي أحدثته الثورة في الحوار مع إخواننا الجنوبيين والوصول معهم الى اتفاق يلبي مطالبهم أي كانت .. والقبول بأي حل يرضيهم تحت سقف الوحدة ..بما في ذلك التخلي عن الرئاسة ,وإلغاء مركزيه الحكم, وشكل النظام ,حتى النفط لا نريده .. فنحن نريد الوحدة ولم الشمل مع إخواننا لا النفط والموارد الأخرى ..ومثلما ضحى إخواننا الجنوبيين سابقا بالكثير وتنازلوا عن دولة في سبيل قيام الوحدة,علينا اليوم التضحية بالغالي والرخيص من اجل الحفاظ عليها,واستعادة الثقة بالوحدة التي دمرها علي صالح ونظامه العائلي الاستبدادي , وانأ على ثقة من سماحة إخواننا الجنوبيين واللذين كثيرا ما كانوا دعاة نظام وقانون ,ومن المنادين بدولة المؤسسات والشراكة الوطنية وقيام الدولة اليمنية الحديثة.
إن علينا اليوم الاعتراف بالقضية الجنوبية وان ثمة ظلم كبير لحق بإخواننا الجنوبيين خلال فترة حكم صالح الذي حول الوحدة من منجز عظيم تفخر به الأجيال إلى كابوس ومشروع فيد لا ينضب , وان نسعى لرفع الظلم وإعادة الحقوق لأصحابها ,وفتح صفحة جديدة تعيد الالق للوحدة اليمنية المباركة , وتحقق الخير والازدهار لكافة أبنائها ..