شيخنا العريفي ، لماذا لم تعترف !!
بقلم/ عمر عبدالملك القصوص
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و يوم واحد
الأحد 25 سبتمبر-أيلول 2011 11:03 م

بعد وقع المجازر وسيل الدماء وتقطيع الأشلاء ، تقطّعت قلوبنا وتشرّخت صدورنا وسُلبت من هول المناظرِ عقولنا وسائنا ذلك الصمت الدولي الذي عمّ العالم وكأن شيئاَ لم يكن .

وأكثر ما يؤلم ، سكوت أشقائنا الذين نصرتهم لنا أوجبُ من غيرهم ، وتطلعتُ وتطلّع كل الشعب اليمني علّه يجدُ تصريحا من هنا أو هناك ولكن دون جدوى . ليس هذا فحسب بل إستضاف العاهل السعودي صالح في ثاني أيام المجزرة في تصرّف لايمكن أن يتخيّله ذو قلبِ رحيم .

في يوم الخميس ، ليلة الجمعة وأنا أتصفّح صفحات الفيس بك إذا بي أجدُ مكتوباَ في صفحة الشيخ محمد العريفي \" ساء حال إخواننا في اليمن وغداَ أخطبُ عن أهل اليمن \"

فأستبشرتُ وقلتُ خيراَ إن شاء الله .

في اليوم التالي ، تابعت الخطبة من بدايتها ، تحدّث عن وجوبُ طاعة الحاكم مادام يقيم فيهم حدود الله ، ومن حقّ المجتمع إنّ رأى في الحاكم إعوجاجاَ أن يقوّمه .

تحدّث بعدها عن فضل أهل اليمن في التاريخ وأصلهم وفصلهم ، وأورد الأدلة الكثيرة على ذلك ، ولكي أكون صادقاَ ، لقد إستفدتُ من ذلك التأصيل وسمعت مالم أسمعهُ من قبل عن ذلك الفضل العظيم !

جميل جداَ ما قاله الشيخ العريفي من مدحِ ومديح لأهل اليمن \" عامّة \" ،فتلك الأدلّة والأحاديث في وصف أهل اليمن لا يختلف فيها ثائرٌ ولا بلطجي !!

ثم بدأ في الكلام على أن هذه الدماء لا يجوز أن تسفكَ من أجل كرسيِ ورئاسة ، وأن على أهل الحكمة التدارك سريعا .

لفت إنتباهي قوله حين قال أنّه لا يدافع عن رئيسِ ولا مرؤس ! ولا يميل إلى هذا ولا ذاك .

قاربت الخطبة إلى النهاية وخلاصته هو الدعوة إلى الصلح بين الطرفين كما لو أنهُ شجارٌ طبيعي بين طفلين وأقصى مافعله أحدهما هو أنّه شج رأس الأخر بحصاةِ صغيرة !!

لست هنا لأطعن أو أجرّح ،، ولكن كل واحدِ يؤخذ من كلامه ويرد .

وأظنّ أن من حقّي أن أتسائل .. وأطرحُ سؤالاَ يخالج فكري

لماذا هي في ليبيا وسوريا ثورةٌ وحكّامها طغاة - في نظر الشيخ العريفي - وهي في اليمن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا ؟ وليتهُ أكمل بقيّة الأية \" فإن بغت إحدائما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله \"

ولا أظنّ الشيخ محمد العريفي يجهل ما قام به شقيقهُ الزيّاني من محاولاتِ للإصلاح وتقديم المبادرات وكلها بائت بالفشل لتملّص صالح أكثر من مرّة ..

قال الشوكاني في تفسير الأية السابقة \" فعلى المسلمين أن يسعوا بالصلح بينهم ويدعوهم إلى حكم الله، فإن حصل بعد ذلك التعدي من إحدى الطائفتين على الأخرى ولم تقبل الصلح ولا دخلت فيه كان على المسلمين أن يقاتلوا هذه الطائفة الباغية حتى ترجع إلى أمر الله وحكمه \"

وشبابنا – الغير مقاتل – يتعرّض للقتل وإستباحة الدماء بعد كل محاولةِ صلحِ ومبادرة .

لماذا ثوّار تلك البلدان ياشيخ محمد مجاهدون في سبيل الله ، مرابطون ، أهل حقّ ... إلخ ،، أمّا في اليمن فهم ليسوا أكثر من مطالبي حقّ !!

هل لي أن أتسائل يا شيخينا الفاضل لماذا يقف شخصك الكريم في صفّ ثوار ليبيا وسوريا وعندما يتعلّق الأمر باليمن يكون محايداَ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..!!

 

هل لأن إسم بلادنا – يمن - مسبوق ب \" ال \" التعريفية وأنتم لا تقفون إلا مع الثوار الذي لا يملكون \" أل \" التعريفية – تونس – مصر – سوريا – ليبيا !؟؟

سمعنا في الحرم ونسمعُ في دعائكم دائما \" اللهم أهلك طاغوت الشام وليبيا ، ألهم ثبت أقدام الثوار هناك وأنصرهم على القوم الظالمين \" ..

وعندما تتجه بوصلة الدعاء إلى اليمن ينحصر في قولكم \" اللهم أصلح ذات بينهم \" !

كلّ ما أخشاه يا شيخ محمد العريفي أن يكون السبب هو أن قلب الملك عبدالله المبجّل طيّب الله ثراه لم يطمئن بعد إلى ثورة اليمن المباركة !!؟؟؟ .