آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

انحدار......
بقلم/ حسين السقاف
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:01 م

إذا كان من رجال الأمن من يقوم بإقلاق سكينة المواطن وأمنه ويعمل على الاتجار بما هو ضار و ممنوع بعد أن يتملكه الاعتقاد بأن الجريمة هي أقصر الطرق إلى تكوين الثروة.

إذا كان من القائمين على صحة الناس وعافيتهم من نجدهم يعملون على نشر الأمراض والأوبئة ليتم لهم بذلك الاستئثار أو الاستفادة من إبرام المقاولات بشأن مكافحة تلك الأمراض والآفات.

إذا كان من قادة الجيش الذين تقع على عاتقهم مهمة الدفاع عن الأرض وسيادتها والذود عنها من نجدهم سباقين إلى بيع هذه الأرض وهذه السيادة ويتاجرون بالسلاح و إشعال الحروب والفتن الداخلية.

وإذا كان من القائمين على تزكية الناشئة وتربيتهم من يقوم بتجهيل فلذات أكباد الأمة و تغبيتهم ، لتعوج نظرتهم لما هو حولهم وتشذ طباعهم عن الفطرة. 

ما أوردته وغيره مما قد يدور بخلدك ربما يجعلك تعتقد بأن المثقفين والمبدعين -باعتبارهم نُخَب الأمة- قد سقطوا سهواً من هذه المعادلة ومن هذا المعترك الذي يسعى فيه المتعاركون إلى تحقيق مصالحهم الذاتية التي تتعارض بطبيعتها مع الصالح العام. وربما يعتقد المرء بأن الناس قد ألهتهم هذه المسرحية عن النظر إلى ما هو جميل من تلك الإبداعات ، غير أن الأمر لم يقف عند ذلك فحسب . إذ لا تعوز الشياطين حيلةً ولا سلاحاً في محاربة كل ما هو جميل، حينما تستبد بها وبزبانيتها شهوة الوأد لتلك الإبداعات ؛ فتجدهم تارة يستخدمون سلاحهم باسم الحداثة وتارة باسم النزعة القومية وتارة أخرى باسم الأممية أو الشعوبية وأخرى باسم الدين والفضيلة . من أجل ذلك تجدهم يتكبسلون بما يجدونه مناسباً من تلك الأقنعة التي يحملونها على الدوام في كناناتهم للفتك بهذه الإبداعات ؛ تماما مثل الفيروس الذي يفتك بالأجسام السليمة، فكلما وجدوا إبداعاً استعرت وتسعّرت لديهم هذه الرغبة الجامحة في النيل منه بغية تسطيح و تصحير الحياة مما هو جميل ، لتشذ بعد ذلك أذواق البعض من الناس ليرو في القبح جمالاً وفي الجمال ما تستقبحه ذائقتهم ، فأختلط على كثير من الناس من هو ناقد بمن هو حاقد ، والتبس على البعض أمر من يمارس مهمة النقد التي يعوَّل عليها في تهذيب ذائقة الأمة إلى من يمارس الحقد تحقيقاً لتشويه هذه الذائقة. ولا ينفي ذلك وجود نقاد يتمتعون بالذوق الرفيع المتجدد واضعين نصب أعينهم الأهداف السامية للأدب والفن كرسالة إنسانية سامية تسمو بها النفس عن بوهيميتها وتنشر من خلالها المحبة بين بني البشر عن طريق الحوار والاحتكاك الثقافي الايجابي متجاوزين بذلك كل الحواجز والحدود التي يضعها المستفيدون من صناعة صراع الحضارات والثقافات غير أن تلك النخب من النقاد والمفكرين تخوض ببسالة الصراع الأزلي بين الخير والشر.

لعل نتائج هذا الصراع توشك أن تعصف بكيان الأمم مستفيدة من الدور السلبي للإمبراطورية الإعلامية والدعائية التي دأبت مؤخراً على تشويه الحقائق لينعكس ذلك سلباً على جملة من مجالات الإبداع حتى ان ذلك قد أثَّرَ في فطرة وسلامة الذائقة بدءً بما يُبث من برامج الأطفال في القنوات الفضائية ومروراً بما برز من بعض الأعمال الأدبية و الإبداعية بكافة أجناسها في مجال المسرح والشعر والرواية والقصة وأخيراً الدراما حتى ان هذه النتاجات بدت مبتورة الانتساب والصلة بتراث أمتنا لتأتي بما هو متناقض مع نفائس ذلك التراث التراكمي الذي نفخر به والذي أصبح اليوم – في خضم هذه التداعيات- هو كل ما بقي ليذكرنا ونذكر به الآخرين بأننا كنا في يوم أمة ذات شأن عظيم.