اتبع الكذاب الى باب المملكة
بقلم/ عبدالرب بن احمد الشقيري
نشر منذ: 13 سنة
الأربعاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 10:24 م

كلنا يتعجب من موقف المعارضة اليمنية اللاهف وراء توقيع علي صالح للمبادرة الخليجية، ويزداد تعجبنا يوما بعد يوم وكأن هناك شيئا ما خلف الكواليس لا نعلمه نحن الشباب.

فمرة اتسائل هل قادة المعارضة أصيبت بالخرف السياسي من كونها تسعى جاهدة الى انتزاع التوقيع ولها حساباتها الخاص بعد التوقيع؟ أو أنها تريد الحصول على التوقيع من اجل التوقيع فقط!! وكانها تريد تذكيرنا بدعوات علي صالح للحوار من أجل الحوار.. فالسؤال هنا للمعارضة هل أنتم فعلا جادون في انتزاع التوقيع من هذا المسخ ولكم مشاريعكم المنطقية والملامسة للواقع اكثر من كونها تصريحات نارية تطلقونها؟ هل انتم جادون في طرح مشروعكم في مابعد التوقيع في مؤتمر صحفي يشهده العالم كي نحاسبكم عليه؟ حتى نشعر ولو مؤقتا بأننا انتقلنا الى دولة النظام والقانون والشفافية.. لا أظن ذلك؛ فتلهفكم وراء الحصول على التوقيع بحسابات بالية وإرهاصات لاتمت الى الالفية الثالثة بصلة، تجعلنا نعيد النظر في الوثوق بكم وبما تقدمون عليه، وننصحكم ان لا تصدقوا كلام المسخ الذي وكما تعلمون جيدا أن هدفه الوحيد هو إحراقكم معه واظهاركم للشعب بانكم لا تسعون الى لمصالحكم الحزبية الضيقة وان هدفكم هو الحصول على السلطة، وهذا ما يريده لكم، وأذكركم هنا بأنه قد أفرغ خزينة الدولة حتى تواجهوا عبئا ثقيلا لاتقدرون على التخلص منه وستكونون أنتم الملامون أما الشعب، حينها ماهي تبريراتكم إذاً؟ هل ستقولون بانكم جعلتوه محشوراً في زاوية ضيقة أمام العالم وأصبح معزولا سياسيا؟؟ ان هذا الكلام تفهمونه أنتم فقط، أما رجل الشارع البسيط لايفهم الا كيف يأتي بقوت من يعول، ونحن الشباب لا نفهم إلا كيف نبني بلدنا بأيدينا، وكيف نصنع مستقبلنا بطموحاتنا، لا تعنينا حساباتكم منتهية المفعول التي قدر مر على انتهاء فترة صلاحيتها عقود بحالها، نحن نريد ان نرى يمناً جديداً ليس فقط في صورة الحاكم وإنما في إيدلوجية الحكم، يمناً نحس بأننا فعلا جزأ من اتخاذ قراره، يمناً يسود فيه القانون لا التوافقات المقيته، إن الشعب اليمني تواقع ويحلم بحياة مدنية رائعة وأقول رائعة هنا أي أن الكل يعمل والقانون يسود، فلا تشتركوا يا قادة المعارضة في قتل هذا الحلم الجميل ثانية، كما فعلها المسخ طيلة ثلاثة وثلاثون عاما.. دعوا هذا الشعب يعيش الحلم لكي يحققه، دعوه يلامس الحياة التي سلبها منه النظام سنين وسنين.

إحذروا؛ لأن الشعب سينقم عليكم أكثر من نقمته على النظام المتهالك لأنه يعلم منذ سنين عن هذا النظام لكنه صابراً متحملاً من أجل يمن جديد مشرق، اما وقد خرج لتحقيق هدفه ثم تأتوا أنتم يا من شاركتموه الحلم في إيجاد هذا اليمن الذي ينشده وتكونون أنتم أول من ينحر هذا الحلم؛ ستجدون شعبا لن يرحم لكم موقفا وقفتموه معه لأنه حينها سيشعر بالخيانة، فسيطردكم كما طرد أسلافكم، ولكم أن تتخيلوا معي أشالكم وأنتم محصورين بين مطرقة الشعب وبين سندان قواعدك الغاظبة.

 

لكني هنا وكونكم كنتم معنا صفاً واحداً في ثورة شهد العالم بأسره على جمالها وروعتها أجد نفسي ملزماً بنصحكم بأن تعودوا لرشدكم فقد سنحت لكم الفرص تلو الأخرى حتى تنفضوا أيديكم من هذه المبادرة التي تبيع دماء الشهداء من أجل حقائب وزارية شكلية، ولكم أن تتطهروا بعدها بالماء سبعا مصحوباً بالتراب.

كما أدعوكم الى الالتحام بشعبكم وبشباب الثورة الذين حققوا لكم مالم تحققونه طيلة السنين الماضية، فما أن حققوا لكم هذا سرعان ما خذلتموهم؟ أهذه من أخلاق الرجال؟ وأخيراً لا أريد أن أسمع أحداً منكم يتعلل ويقول: نحن نعلم بمراوغة صالح وكذبه لذا تتبعناه غرفة غرفة زنقة زنقة زبالة زبالة وتذكرون لي المثل الشعبي القائل اتبع الكذاب الى باب بيته!

كلامي لإخوتي ورفقاء دربي الشباب: أنتم الأمل؛ أنتم الحقيقة؛ أنتم الروح التي ستنفث في هذا الوطن حتى يقوم شامخاً معافاً من كل ما أصابه ممن ذكرت أعلاه..

abdarrab@yahoo.com