خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
يستمر القلق العام على الوضع اليمني ، وتحتار الأقلام وتتوه الأفكار في طريقة التعامل مع الحالة اليمنية ، وغض الطرف عن كثير من الأطراف التي كان – ومازال – بإمكانها حماية الشعب اليمني – وليس النظام – من كل مايتعرض له من سفك وهتك يُمارس ليل نهار دون وازع أوضمير – حاضر أو غائب – من بعيد أو قريب أو صديق أو حبيب ، قديم او جديد ..!!
ومهما تخلى صالح عن كرسي الرئاسة – شكلياً أو فعلياً - فإن نائبه عبدربه منصور أثبت في خطابه الأخير أنه غير جدير بالمهمة الملقاة على عاتقه عندما لاك لسانه أكثر من مرة في جلسة حزبهم - المؤتمر - بأنه عاجز عن إدارة شئون البلد ، وأكد أنه لن يملاء الفراغ الذي سيتركه صالح ، وكأنه يقول إعفوني من المهمة ، أو يتوسل لرئيسه أن لا يبتعد عنه بحجة أن أل16سنة التي قضاها إلى جوار صالح غير كافية لأخذ تجربة الإمساك بزمام الأمور وقيادة دفة البلد ، ومع هذا المعطى الجديد ومؤشر فشل الفترة الإنتقالية – الهلامية – يبرز على السطح قلق آخر وورقة إضافية تحسب لصالح خارجياً وتضاعف أرصدته الديمقراطية الوهمية ، ستلهي مقص الرقيب الجنوبي عن فعالية ملاحظة الأداء الحكومي العام ، تتمثل في إطلاق سراح الرمز الجنوبي الزعيم حسن باعوم بُعيد ساعات من إعلان تشكيل الحكومة المستنسخة التي لاتمثل إلاَّ نفسها ومن زكَّاها .!!
ولأن المعارضة الديكورية التي كانت ترفض حتى السلام على صالح فيما مضى ، قد ارتضت مؤخراً أن تجلس إلى جواره وتستمع إلى خطبته – الوداعية – في سبيل الوصول إلى الكرسي قد فقدت مصداقيتها وهيبتها المموهة ، فإن الشارع اليمني يكاد يجمع على أن مبادرة الخليج إنما جاءت لإنقاذ صالح – حسبما يقول الثوَّار – لكن صالح وإلى اللحظة لم يحاول إستيعاب الدرس الليبي أو المصري ، ولم يعر أي إهتمام لما قد تحمله الأيام له ولنظامه من إنتكاسات مريرة آتية لامحالة إذا ماتمادى الظالم في ظلمه ، وإذا ما استكمل الثوار وأحرار العالم ثورتهم القاضية التي لن تبقي ولن تذر ولن تدع حتى بقايا أثر ..!! وما تعامل العالم مع النظام السوري القمعي ببعيد ..!!
وعلى سبيل المثال كان غالبية أهل الجنوب اليمني يعتقدون بأن صالح رجل خير وسلام ومحبَّة ، وظل الإتهام بالبلطجية والفساد يطال ( بطانة السؤ ) المحيطة بصالح ، وكان الناس في الجنوب يقولون قديماً ( الرئيس طيب لكن الشر والخُبث والحنق والحمق فيمن حوله من وزراء ومستشارين ومسؤولين صغار يظهرون لصالح الولاء ويذيقون الشعب الويل والبلاء )..!! ولعل أهل حضرموت هم أول من أطلق على صالح لقب ( بشير الخير ) عندما دغدغ عواطفهم بحفنة مشاريع إستفاد منها أبناء الشمال الذين يقبعون في حضرموت وشتى مناطق الجنوب منذ إعلان الوحدة ( المذبوحة ) غير المتكافئة في الثاني والعشرين مايو من العام 1990م .
واليوم وبعد كل هذا الهرج والمرج ينكشف القناع ، ويتضح سواد الوجه وتتبدَّى قلة الحياء السياسي الذي فضح الحقيقة وكشف للعالم مدى اللامبالاة التي يتمتَّع بها نظام صالح ومن على شاكلته ، خصوصاً بعد نزاعه مع (المشترك ) على تقاسم الحقائب الوزارية ، وإستلام هبات المبادرة التي كان الأجدر بها والأشرف لنظام صالح رحمة الشعب اليمني ومغادرة سدَّة الحكم ، بعد ثلاثة وثلاثين سنة من التجربة التي لم تنتج لليمن سوى دمى مستنسخة ومكررة تبلورت في أبواق الصوفي أحمد والجندي عبده واليماني ياسر ، والطيور على أشباهها وأشكالها تقع ..!!
ولأن الحقوق تنتزع ولاتوهب ، ولاتسقط بالتقادم دعونا نمعن جيداً فيما تشهده اليمن ليس من قبل عشرة أشهر ، ولكن من بعد توقيع المبادرة الخليجية التي أخرجت صالح من دائرة المسئولية الدولية الإقليمية إلى كواليس المواجهة الشرسة التي يقابل بها صالح شعبه الأعزل المجرَّد من حمل السلاح في وجهه ..!! لأن فترة ماقبل المبادرة ستبقى في الأذهان ولن يغفر التاريخ لمرتكبي مجازرها فذاحة ووقاحة وبشاعة الأفعال المشينة ..!!
عشرات القتلى والآف الجرحى مازالت تنجبهم هذه الحرب الطاحنة التي يتعرَّض لها شباب الساحات خصوصاً في تعز الحرية والكفاح والنضال السلمي الخلاَّق ، والمثير للجدل في هذه الأثناء أن الطرف الضحية الرئيس من أطراف الأزمة في اليمن لم يكن طرفاً أساسياً في مبادرة الخليج ، وهذ الطرف هو طرف الثوار والمنشقين من الجناح العسكري ، كعلي محسن وتوكل كرمان وحميد الأحمر ، وهي الأطراف ذاتها التي يهاجم صالح الساحات بذريعة أنها هي المثيرة للشغب والبادية لإطلاق النار ..!!
قد يقول قائل أن الساسة هم من يحركون الشارع ؟ ولهذا تم إعتماد التعامل مع المعارضة ( المشترك ) ، كممثلين عمَّن في الساحات ، ولهذا تمت ( التسوية ) وحدث ماحدث في الرياض ..!!
لكن رجوع صالح إلى مواجهة الشارع بعد توقيع الرياض يعني إعترافه بالسقوط ، لأنه أثبت مكره وخُبثه وخيانته للوعد خصوصاً عندما تورَّط ( بانكيمون ) ونصَّب نفسه متحدثاً رسمياً بإسم صالح ، وأعلن أن صالح سوف يغادر الرياض إلى أمريكا لإستكمال العلاج ، وفي النهاية لم يمكث صالح في الرياض حسبما أشيع من مصادر مقربه منه ولم يدم ترنحه بها ، ولا هو رحل إلى نيويورك لإستكمال معالجة ربح الربح ، ولا هو عاد ملتزماً ومتزناً ومتعقِّلاً ، وهنا تكمن الكارثة ..!!
أسئلة كثيرة تفرض نفسها : من ذا الذي يشير على صالح بتصرفاته ؟؟ مَن بربكم ؟؟ أهو الهوى أم هي البطانة أم هي الحصانة والحضانة ؟؟؟
بعض الخبثاء ينبرئ في هذا الإطار بالقول أن صالح عاد ليسهم في الحل ، ويبدأ في ( حُسن النوايا ) ، بتطبيق مانصَّت عليه المبادرة ، التي إختزلت أزمة اليمن بين طرفين ( نظام الحكم ومشترك المعارضة ) ، بينما عين اليقين ، ويقين الحقيقة تؤكد أن خصوم النظام الحقيقيون الفعليون هم ثلاثة ( شباب الساحات من الثوار ، والفرقة الأولى مدرع ، والحراك الجنوبي ) ، وجميعهم في إطار التهميش الذي أنتجته المبادرة ، واستفاد منه صالح ونظامه فقط لاغير ..!!
إسمعوا ياسادة وافهموا مايريده الشعب اليمني وقبل ذلك انظروا إلى مايكابده ومايعانيه ، وخافوا الله في أنفسكم وفي مواقفكم ، وتأكدوا تماماً أن من كان يمتدح ويتامل ويتفاءل بالمبادرة من باب حسن الظن ، قد سخط اليوم بعد هذه النتائج القذرة التي لم تسفر إلاَّ هذا الخبال والوبال ، المبادرة التي أسهمت - مجدداً - في إيغال وتوطيد دعائم النظام القمعي العسكري الممقوت ، وماتكليف باسندوة بتشكيل الحكومة إلاَّ خير دليل على ماتوصَّل إليه الشارع اليمني والمراقب السياسي من قناعات ، كون باسندوة يحظى بسيرة شمالية طغت على كونه الجنوبي الذي إرتضى أن يكون من المحسوبين على نظام صالح في الشطر الشمالي منذ إنتقاله إليه في إكتوبر 1965 عندما قرر في نزوح إختياري الإنضمام إلى حركة " الكفاح المسلح " ، ثم بعد ذلك توليه في حكومة ماكان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية - الشطر الشمالي سابقاً – حقائب وزارات الشؤون الإجتماعية والعمل والشباب ، وكذا إحتلاله لمنصب المستشار السياسي لرئيس مجلس القيادة ووزير دولة ، ثم تسلمه – مجدداً - لوزارة التنمية ورئاسة الجهاز المركزي للتخطيط ، وكذا تعيينه وزيراً للإعلام والثقافة ، ثم وزيراً الخارجية ، ثم سفيراً وعضواً بالمجلس الإستشاري الذي يرأسه رئيس الجمهورية ، ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية ، وكذا تعيينه مندوب دائم لدى الأمم المتحدة ، وأخيراً عضوية المجلس الاستشاري بمختلف مسمياته ..!!
هذا هو شكل النظام الجديد القادم في اليمن بذات الوجوه وذات العقليات ، التي لم تأت من بعيد ، ولن تلبي الحد الأدني من متطلبات المرحلة والحاجات الضرورية التي إشتعلت من أجلها ثورة اليوم إستئنافاً لثورتي سبتمبر في الشمال وإكتوبر في الجنوب ، اللتان ظن العالم أن أهدافهما قد تحققت بتحقيق الوحدة ( المنكوبة ) في مايو من العام 90م ..!!
فلا عبدربه منصور قادر على ملء الفراغ الرئاسي القيادي الكفؤ ، ولا محمد باسندوة أمين على مستقبل النقلة النوعية السياسية ، ولاحسن باعوم حري بأن يخرج الجنوب من عنق الزجاجة ، ويبقى الجميع أسارى سجن الحاضر البائس والمغد المجهول ، الذي ضاعت مفاتحه ، وابتلعها نظام أكل وشرب عليه الدهر ، حتى تحنَّط وحنَّط الشعب إلى جواره ..!! وياخبر اليوم بفلوس بكره ببلاش ..؟!
* شاعر وإعلامي يمني