علي العمراني.. مثقف مهول
بقلم/ محمود ياسين
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الأحد 11 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:21 م

علي العمراني بداية مشجعة. مثقف مهول ومبالغ في تقديره للعلم. صديقنا الان في وزارة الإعلام بكل الوعود التي قدمها أثناء أحاديثنا المطولة. وعود قاطعة بتقدير العلم. هو لم يقل يوما أعدكم بتقدير العلم عندما أصبح وزيرا للإعلام. ذلك أن العمراني كان بتفانيه المعرفي يذكرك بالمصير المعذب لضحايا العلم. أصبح وزيرا وسنرى.

أصبح صخر الوجيه صديقنا أثناء مغادرته للمؤتمر. عاملناه كمحارب غادر معسكر الشر لأجلنا. كنا قد أحببناه كضحية عنف ليحيى الراعي بكل مايمثله الراعي من تاريخ النخيط وبما يمثله صخر من عذابات القادم من منزل بلا قبيلة ولا عصبه فكنا عصبته .صخر نزيه ومستقيم ومريض بالسكر .لاشيئ غير الأمانة يمكن لصخر تقديمه للماليه .أعرف مساجلاته الطويلة بشأن عقود النفط لكنني لم أحبذ فكرة مسؤوليته عن المال العام وأعود لأقول الأمانة معيار معقول بالنسبة لشعب أنهكه اللصوص. المهم أن صخر سيعذب كل الباحثين عن تمويل وستخرج الموازنات من بين فرث ودم . وكأنني الان مهدي أمين أسطر طوالع الوزراء، مع أن مآلات سيئة أدركت كل الذين تنبأ لهم صاحب بيت الفقيه بصعود نجمهم . حتى أن مجرد إستعدادي لسرد أسماء الوزراء الذين أعرفهم وضعني في ذات الأجواء النفسيه لمهدي أمين، وأصبح علي أن أقول عن عبد السلام رزاز كل الأشياء الوزارية، مغفلا كم أنني أحب عبدالسلام المثقف الرائع وأقرب من في هذه الوزارة لتمثيل جيلنا . لكنني أتذكر أنه أمضى يوما كاملا لايدري كيف يجلب الماء لبيته كأي مثقف تنهكه التفاصيل الصغيره .الآن كيف سيصرف عبد السلام مياه شعب كامل .من أين سيأتي عبد السلام بالماء أصلا .هذه حكومه توافقيه ياسيد محمود وليست مسرحية عن الصداقة وما شابه .أنا لست راض وسأخبط رأسي في الجدار والحياة تمضي والثورة تمضي وفصائل البلد تمضي وكل شيئ وحده لايتفق مع شيئ بما في ذلك الحكومة التوافقية التي جعلتني منقسما لا أدري ماالذي ستلبيه هذه التشكيلة أكثر من فرح أحدنا بتقدم أصدقائه في حياتهم العملية.

استبقى الاصلاح لنفسه الوزارة العزيزة على قلبه اكثر من أي شيئ <التربيه>خذ عين الاصلاح ودع له التربيه .هذا الحزب يتعلم مع مرور الوقت واصبح مدركا لفداحة الثمن الذي دفعه في الماضي بسبب ضغائن التربيه .نوع من ولع تاريخي بوظيفة تاريخيه لم تعد على مقاس حزب سياسي كان النواة الصلبة في ساحة التغيير .قائمة المعارضة معقولة رغم بعض الاسماء كالدكتور صالح سميع الذي يفترض به التنظير لأمن اليمن الإستراتيجي وما شابه ،إذ لا علاقة للكهرباء بأكاديمي متوتر لأسباب غير مفهومة غالبا ،وهو يشبه الدكتور عبد الله الفقيه في ذللك النوع من رعونة أكاديمي يعتقد ان المجتمع لا يقدره ويعيش على حساب هذه المظلومية التي توشك على الانتهاء ،يحدث هذا للدكاترة الذين يخفقون في تحقيق ذاتهم المعرفية بسبب الكسل والاتكاء على رغبة الساسة في إظهار اهتمامهم بالعلم .أظن السبب في انعدام ارتباطهم السوي بالمنجز المعرفي الانساني كحلم والتزام .المخلافي دكتور أيضا لكنه لا يصرخ ويمضي حياته وفقاً لهويته المعرفية ويدخل الوزارة الان متأبطا الحداثة وليس الشهاده .يبرع اليسار في تمثل المعرفة سلوكيا اكثر من غيرهم ،مما يجعل أحدنا شغوفا للغاية بحصول النخبة المظلومة أخيرا على وزارة الثقافه. عوبل من بيت اليسار العتيد ،ومن حزب الجاوي الذي يشبه كتابا رائعا بقي لزمن عرضة للقوارض.