بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء''
وأخيراً صالح حزم أمتعته وقرر الرحيل ..!! متى ذلك ,,, عسى أن يكون قريبا .. لا فائدة من المناورة في ساحة أصبحت مكشوفة و لا فائدة من المناورة أكثر,, في مكان أصبح من فيه يتابع له كل حركة , وبقراء بوضوح كل صغيرة وكبيرة , بل يتنبأ للأحداث القادمة.
نعم لم يعد هناك مجال للبقاء مدة أطول بعد أن انتقل وجع الرأس ( الثورة ) إلى المؤسسات المحصنة ( بالأمن القومي ,والمقربين والمنافقين ,... ).. لقد تمنت جولد مائير وزيرة الخارجية الإسرائيلية يوماً أن تصبح ولا ترى طفل فلسطيني أمام عينها , وهي نفس الأمنية لعلي صالح أياماً أن يصبح ولا يرى معتصم واحد في ساحة من ساحة اليمن .!
لكن.. كيف ذلك وقد انتقلت الثورة بكل ثقلها إلى المؤسسات الحكومية تقتلع المدراء والأركان ومسئولي الفساد بأساليب لم تكن تخطر على بال ولا حتى في أسوء الاحتمالات .؟
كيف له أن يبقى في اليمن وهو يرى من كانوا سنداً ومدداً له على طول البقاء يناصرونه ويبررون له كل تصرف يتهاوون واحداً تلو الأخر .! كيف له أن يتحمل وهو يرى تلك الكلمة المشئومة بالنسبة لدية (أرحل ) تطال بعضاً من مسئولية طبل لسيادته ومارس التعجرف المصغر على الناس يتهاوون أما صرخات الموظفين لهم وعلى وقع معزوفتهم المفضلة التي أخذت من الساحات (أرحل) .
أنها ثورة تزحف على كل ما له علاقة أو صلة أو نسب بصالح , وكأنها لا تريد أن يبقى شخص واحد يتصل بالنظام السابق , ثورة نظيفة لا تبقي المرضى ولا من بهم صلة بالنظام السابق . أنها ثورة من الداخل لا ينفع معها شيء ولا يقوى على إخمادها بأي سلاح ..هل بعد ذلك يمكن المناورة والتفكير بالبقاء لا أظن ذلك وهو يدرك ذلك تماماً..؟
يعتقد صالح ويدرك أنه لعب على خصومه السياسيين بما فيه الكفاية , أحرقهم تارة , أربكم أخرى , أحرجهم ثالثة, وظن أن ذلك سوف يبقى ما بقي على العرش ممسكاً بزمام القوة (الجيش, المال , الأعلام ) وتناسى أن الأيام دول ومن صفاتها التغيير الدائم , وها هو اليوم يتجرع من نفس الكأس ولكن بأسلوب حضاري وسياسية نظيفة ويرد له بالصاع صاعين ..
في بداية الثورة لم يكن من السهل أن يقال لشخص عجوز خرف عرف عنه التعجرف والمكر بخصومه وحتى أصدقائه أن يسمع كلمة أرحل , لقد تماسك كل تلك الفترة يناور من أجل أن تسقط أرحل من مفردات الثورة كونها بالنسبة لديه سبة الدهر ..!
بل شاهد الكثير ما كتب على أللفتات التي ترفع في التحرير وفي السبعين مؤخراً ( انتصرنا , أسقطنا كلمة أرحل , وأقمنا حكومة توافق ) هكذا المهم كلمة أرحل,, (لا) ,,
لم يكن يتوقع أنه سوف يرحل معه فاسدوه ومعاونيه بصورة تعكس طهارة الثورة وغباء النظام السابق طبعاً . صالح لا يقوى على البقاء خارج الأضواء ولم يكن يتوقع ذلك ,وها هو اليوم يرى الأعلام ينزاح عنه قليلاً ,بل ويعيش ذلك الغياب واقعاً فلم يعد له في الأضواء سوى التعزية والتهنئة وحضور نادر وخافت في نفس الوقت, هل يقوى على الاستمرار أكثر , لا أضن ذلك ,,
صرح أنه سوف يبقى وصرح بذلك كثيراً من أنه سوف يبقى يمارس السياسة من فوق سلم المؤتمر وسوف يسكن في بيته في تعز هكذا بكل استخفاف ,, كانت مجرد أحلام الغرض منها الهروب من كلمة أرحل ووقعها الصارخ الذي لا يحتمل ..
بل أن الأحلام قد ساورته بأنه سوف يسقط حكومة المعارضة في الانتخابات القادمة وسوف يعود إلى الحكم مرة آخري ولكن بالديمقراطية هذه المرة , لم يكن يعرف أن ذلك عين الوهم وهروب واضح من أرحل , إنها الأحلام وهي طبعاً ترافق الدكتاوريين دائماً , فزين العابدين قيل له أنت سوف تعود إلى البلاد بعد أن تهدأ الأوضاع , وظن ذلك وخرج ولكنه عرف أنه خدع فطار ولم يعد واستقر في ذهنه أن أحل واقع لا مجال للهروب منها ..
أما بالنسبة لصالح فهو شيء لا يطاق أن يرحل بعد أن زاد الخناق عليه وحرم حتى من الحلم في إدارة المؤتمر الشعبي العام بعد أن خلافات لم يكن يتوقعها من النائب وأخريين.
كان صالح يظن وكل ظنه إثم أنه ما أن يوقع على المبادرة حتى يعود إلى ممارسة مهنة الحواة المفضلة لديه .! ليكتشف ولكن بعد فوات الأوان أنه أصبح خارج المعادلة تماماً , وأن الأيام تأكل من مما تبقى له من وهم وأن الرحيل آتٍ ولا محالة.
رواد نفسه أنه لم يخرج بثورة وإنما بتسوية ورواده هذه الوهم كثيراً وتبين له أن الضحك على الناس اليوم لم يعد يجدي ومثله التاريخ وها هو يرى من يتنكر عليه اليوم حياً قبل أن يموت . يدرك صالح أن المعارضة اليوم خرجت من قبضته وأن بقائه يعني بقاء مسلسل الحفر والتي وقع فيها على خلاف عادته والبقاء أكثر يعني السقوط والانحدار وقد يطال ذلك روحه طبعاُ.