عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
تركت كل ذلك الجمال الثوري البهي، وانشغلت بالحناجر وهي تعزف مقطوعة موسيقية، لم تجر لها بروفات مسبقة، ولم يشتغل عليها العازفون والملحنون ولم تخضع لتجارب أي من درجات السلم الموسيقي السبع، لكنها أطربت الملايين، ولعمري أنها ستتجاوز الحدود المصرية ليسمع صداها في أرجاء بلدان الربيع العربي.
مقطوعة من أربع كلمات فقط، لا أكثر من ذلك، لكنها تعبير صادق عن حالة رفض لواقع مفروض قسراً على الشعوب العربية منذ ما يزيد على خمسة عقود من الزمان تسلطت فيه أنظمة الاستبداد القمعية بتبعيتها للوصاية الأجنبية، هذا نصها: "يَسْقُط..يَسْقُط.. حُكم العسكر"!!.
لقد أحدثت الثورات العربية فيما بات يعرف بـ"الربيع العربي" تحولات – وان كانت متواضعة- في مستوى وعي المجتمعات وكيفية تفكيرها تجاه قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة، ونظرتها للمستقبل، إلا أنها تمثل حالة متقدمة للخروج من الارتهان للاستبداد السياسي، والتخلص من تركة الاستعمار الداخلي التي أثقلت كاهلها منذ خروج آخر مستعمر أجنبي من على أراضيها.
في ميدان التحرير هتفوا قاصدين المجلس العسكري الحاكم في مصر، لكنه هتاف يصلح ايضاً للثوار في اليمن للمطالبة بإسقاط حكم العسكر الذين تساقطوا في أحضان الثورة كأبرز انتكاسة لها، على أن صلاحية هذا الهتاف تظل سارية حتى بعد انتخابات الزيف يوم 21 فبراير على اعتبار أن عبدربه منصور هادي "ميري" ويمثل حكم العسكر، وان ظل مرتدياً للبدلة الايطالية الأنيقة.
يتملكني اليقين ايضاً من أن الهتاف ذاته سيلقي بظلاله على أجواء "الحراك الجنوبي السلمي" وسيأخذ حيزاً مكانياً وزمانياً على حساب أغاني "عبود خواجه"، لتوافر البيئة الخصبة والمناسبة والمتمثلة في حكم العسكر للحراك وقبضتهم الحديدية على مفاصله.
لا يختلف اثنان على أن "العسكر" في الجنوب كان لهم الفضل في إشعال جذوة الحراك بتصدرهم للمشهد وخروجهم للساحات العامة قبل غيرهم، وبتأسيسهم لجمعياتهم ولمجلسهم الأعلى وبقيادتهم للحراك، لكن هذا لا يعطيهم الحق في الإمساك بزمام الأمور إلى ما لانهاية.
الباحث في خلفيات معظم – إن لم يكن كل- المتصدرين للواجهة في شتى مكونات الحراك الجنوبي سيجدهم قادمين من المؤسسة العسكرية والأمنية باختلاف مسمياتها وتكويناتها، ولو حاولوا أن يضفوا على أنفسهم صفات المدنية، او يسبقوا أسماءهم بألقاب علمية او مهنية، فلدى كل واحد منهم "بيادات" و "رُتب"، وهذا بحد ذاته ليس معيباً ولا ينتقص منهم في شيء، لكنه يضع الأمور في سياقها الصحيح.
حالة الانقسامات التي يعيشها الحراك، وتعدد الهيئات، وعجزه عن إيجاد قيادة موحدة، ورؤية سياسية ناضجة، منذ انطلاقته في 2007م، ربما من بين أسبابها "العقلية العسكرية" التي تحكمه وتتحكم في مصيره- انا هنا أقول من بين الأسباب- لأنها عقلية تربت على الإقصاء والإلغاء وعدم القبول بالآخر، حتى لو كان هذا الآخر لديه الحل الناجع، وتتوافر فيه صفات القائد الحقيقي، عقلية عسكرية مركبة، أخذت نصيبها من شمولية النظام الاشتراكي في الجنوب ومن شمولية نظام صالح، لذا بدت عصية على التطويع وغير قادرة على استيعاب متطلبات العصر، وضرورة الانفتاح على الآخر، ونجدها تروّج لمفاهيم التخوين والتشكيك وتعمل على تعزيزها بين نشطاء الحراك وكوادره والشواهد كثيرة ليس هنا مقام تفصيلها.
ونحن نعيش زمن الربيع العربي حرياً بنا أن نقول لهؤلاء العسكر "كفى"، لقد أديتم دوركم وساهمتوا في كسر حاجز الخوف، لذا عليكم اليوم أن تسلموا الراية لشباب الجنوب ونخبة السياسية والمدنية والأكاديمية، قبل أن تسمعوا ذلك الهتاف مدوياً في فضاءات الساحات والميادين.
القضية الجنوبية باتت حاضرة ولا يمكن تجاوزها، لكنها بالمقابل تحتاج إلى طاقات شابة قادرة على إيصالها إلى بر الأمان، إلى حيث يريد الشعب في الجنوب، لكنني استبعد أن يتحقق ذلك في ظل قبضة العسكر.