مُسْتَقبَلُ اليَمَنِ مَرْهُونٌ بِنَجَاحِ الإنْتِخَابَاتِ الرّئاسِيّةَ
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
الخميس 16 فبراير-شباط 2012 06:08 م

بعد نجاح ثورات الربيع العربي بشكل عام والثورة اليمنية الشبابية بشكل خاص فان الشعب اليمني بمختلف أطيافه وقواه السياسية وشبابه الأبطال الأشاوس يتطلعون اليوم نحو المستقبل الذي لطالما كانوا يحلمُون به أو يتوقعون تحقيقه على أيديهم فقد كان الجميع يحلمُون بتغيير النظام ورحيله ومحاسبة الفاسدين وقد تحول الحُلمإلى حقيقة والخيال إلى واقع والمستحيل إلى شيء ممكن وتوصّل الشباب بثورتهم السلمية إلى صناعة المعجزات وإسقاط عروش الطغاة ورحيل الحكام مكرهين ومجبرين وها نحن اليوم نشاهد وعلى سبيل المثال في اليمن ثورات المؤسسات تنتفض ضد مسئوليها ورؤسائها مدنين وعسكريين ولا تكاد تمر يوم إلا وتسمع سقوط فاسد أو فاسدين وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح الثورة والثوار وانتهاء عهد الظلام ولكن لابد اليوم من تكثيف الجهود ورص الصفوف لبناء يمن جديد يمن الحرية والديمقراطية يمن المساواة والعدالة الاجتماعية يمن الإخاء والمحبة والتسامح والتصافح يمن جديد ومستقبل أفضل ليس بالطريقة التي زعمها الحاكم في انتخاباته الرئاسية السابقة 2006م ولكن يمن 2012م التي يتجه اليمنيون فيها نحو الشراكة الوطنية الحقيقية التي تقبل الآخر ولا تقصيه ولا تبعده من منصبه ما دام خادماً للوطن ويعمل من اجله إذن فمستقبل اليمن الذي ننشده ونتلمّس الخير والعطاء فيه والنجاح لن يكون أو يتحقق إلا بالاصطفاف الوطني الحقيقي ورص الصفوف وتوجه الجميع نحو مشاركة فعّالة لإنجاح الانتخابات الرئاسية في 21 من الشهر الجاري وبقدر ما يتفاعل معها الشعب اليمني ويتجه نحوها فانه بذلك سيُعبّر عن ما وصل إليه من ثقافة أخلاقية وسياسية واجتماعية واقتصادية وقانونية وتنمويّة لان مستقبل اليمن اليوم مرهون بنجاح الانتخابات الرئاسية فبقدر نجاحها وإقبال الناخبين عليها ذكورا وإناثا وبقدر النسبة العالية التي سيحصل عليها المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية بقرد ما ستتلقّى اليمن وحكومتها من دعم سخي من الدول الشقيقة والصديقة وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي والدول الغربية التي أوعدت بالدعم اللاّ محدود الذي سيمول الخزينة العامة للدولة التي نهبها الحاكم ورموز الفساد ولم يرفع يده عنها إلاوهي مصفرة أو ربما تحت الصفر انتقاما من الشعب الثائر الذي طالبه بالرحيل وبقدر تفاعل اليمنيين مع الانتخابات وتدافعهم الكثيف نحو صناديق الاقتراع بقدر ما ستتحرك عجلة التنمية في اليمن على مستوى جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية وعلى اثر ذلك تُبنَى السدود وتُصلَح قنوات الريّ وتُستصلَح الأراضي الزراعية ويُعاد للكهرباء حياتها وإنارتها وللطرقات تعبيدها وزفلتتها هذا فضلا عن دعم التعليم والصحة والجيش والأمن الوطني بعد دمجه وهيكلته وتحرُّره من الولاء للفرد والأسرة أضف إلى ذلك تشجيع الاستثمارات وتوسّع المصانع وانتشارها في عموم المحافظات لتستوعب اكبر قدر ممكن من مختلف الكوادر اليمنية المؤهلة العاطلة عن العمل منذو سنوات طويلة في عهد النظام الفاسد وأيّتقاعس أو تخاذل عن الإدلاء بالأصوات في الانتخابات سيؤثر سلبا على عجلة التنمية في اليمن فأيهما أفضل ! أن تحضى اليمن بالدعم الدولي وتقضي على الفقر والجهل والبطالة وتُنافس دول الجوار في مجلس التعاون الخليجي وأيضا العالم أم تضل في وضعها السابق الرديء الذي هَرِمنَا بسببه ونَحِلَت أجسامنا وشابت رؤوس شبابنا؟ إذن فالأول هو الأفضل الذي يسعى إلى تحقيقه ثوار اليمن وحرائره لاسيما وان الانتخابات الرئاسية التي يرعاها المجتمع الدولي ويترقب نجاحها في القريب العاجل هي البوابة الموصلة إلى الحرية والعدالة والى الحقوق المشروعة التي كان يُستحَال عليَّ وعليكَ الوصول إليها ومطلوب منّا أن نكون أصحاب همم عالية وأراء سديدة ونظرة ثاقبة نافذة إلى المستقبل في دفع الآخرين ممن نعرفهم وممن لا نعرف سواء أكان أخا أم قريبا أم صديقا أم جارا أم زميلا في الدراسة والعمل أم غيرهم وذلك نحو صناديق الاقتراع فهي فرصة لم ولن تتعوض مالم تحضى الانتخابات باهتمام الجميع فان ذلك سيعود بنتائج غير حميدة على حاضر اليمن ومستقبلها فالدعم الدولي سيَقِل وسيؤثر على عجلة التنمية بمختلف أشكالها ومعالمها ولا يُجدينا أو ينفعنا الندم قال الشاعر :

وعاجزُ الرّأيِ مضياعٌ لفرصَتِه ***حتّى إذَا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدرَ

فالوطنيون الحقيقيون الذين يحبون الخير لهذا الوطن سَيُعرَفون من خلال تفاعلهم مع الانتخابات الرئاسية ودعوة الغير إليها ممن لم يكن يعلم بأهميتها وبقدر ما نحمل من ضمائر حية وعزائم قوية بقدر ما نسعى إلى نجاح الانتخابات بحشد اكبر عدد ممكن ممن بلغ السن القانوني وبمالا يقل عن 95% قال الشاعر:

 على قدرِ أهلِ العزمِ تأتِي العزائمُ *** وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ

وتَكبرُ في عينِ الصّغيرِ صغارُهَا *** وتَصغرُ في عينِ العَظيمِ العظائمُ

إن أي تقصير أو إهمال في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية سيكون له أثره البالغ على الوطن ومن منا لا يحب الوطن أو يعمل من اجله إلا عدو لهذا الوطن وهل منا من يقبل لنفسه أن يكون عدوا لوطنه وتربته ومنشأه فمن يقبل ذلك على نفسه؟وإذا ما قبل ذلك احد لا سمح الله فليعد إلى التاريخ وليتصفحه وسيجد أن أعداء الوطن وخائنيه هم أعداء الشعوب ولن يستقر لهم قرار فإن عاشوا فيه عاشوا أذلاء حُقراء مُهانين يُشَار إليهم بالأصابع لسوء فعالهم وقبيح أعمالهم فيكونون أشبه بمرتبكي الجرائم الأخلاقية المخلة بالآداب العامة والحياة والمخالفة للنظام العام فالوطن مهما طال صبره على بقاء الخونة على تربته إلا انه بالنهاية لن يسمح لهم بالاستمرار طويلا فيتم نفيهم مع أسرهم إلى خارج الوطن ويذهبون بالخزي والعار إلى مزبلة التاريخ وهذا اقل جزاء يجازَوْنه على خيانة الشعب والوطن ناهيك أن الأمة الإسلامية والشعوب العربية والشعب اليمني على وجه الخصوص لم يعد يهمهم في ثورات الربيع العربي والانتخابات الرئاسية من هو الرئيس القادم أو المرشح ومن أي حزب هو؟ مثلما يهمهم تغير الكوابيس السابقة الجاثمة على الشعوب واستبدالهم بغيرهم ولمدة قصيرة تنظمها دساتير جديدة ولمّا كان الأمر ذلك كذلك وقد أصبحت الانتخابات الرئاسية قريبة فإن الاصطفاف الوطني لجميع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات فيكون لزاماًعليهم جميعا إحياء هذا العرس الديمقراطي بكل نشاط وشفافية وجد فيكونون بذلك قد حققوا أهم أهداف الثورة المباركة في انتخاب رئيس جديد ليمن جديد ولا ننسى هنا إلى التنويه عن أهميّة دور المرأة الفعال والأساسي في المشاركة بالعملية الانتخابية وبما لا يقل حضورها يوم الاقتاع عن حضور شركائها في المجتمع وهم الرجال فقد كان للمرأة دور أساسي وشراكة فعالة في المسيرات والمظاهرات والاعتصامات ولابد أن يكون لها نفس الدور وأكثر في الانتخابات الرئاسية فالمرأة نصف المجتمع إن لم نقل كلّه فلنُعِد أنفسنا لحضور ذلك اليوم الذي سيكون مرحلة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث فيشترك الجميع في بناء يمن العطاء والرخاء والحرية والمساواة .