دفاعاً عن القبيلة من كتاب الحداثة
بقلم/ طالب ناجي القردعي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أسابيع و يومين
الأحد 26 فبراير-شباط 2012 05:47 م

القبيلة في الوطن العربي وخصوصًا اليمن ضاربه بجذورها في عمق تاريخه والأصل في المجتمع العربي هو القبيلة والبداوة على مر تاريخه القديم قبل الإسلام وكثيرا من فصول الحديثة.

وبمراجعة سريعة واختصاراً للقراءة نسرد من زمن بعثة المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم،فقد جاء الحبيب من مجتمع قبلي ومن اعرق القبائل العربية أصلا وأرفعها جاها.

وبعد خذلان قومه وعشيرته له حاول الانتقال إلى المجتمع الحضري لنصرته وقد كانت الطائف حاضرة الجزيرة العربية وقبائل ثقيف. وقد وجد الخذلان من ذلك المجتمع وما من مسلم إلا ويعرف ماذا حدث لهُ صلى الله عليه وسلم هناك من استهزأ ورميه بالحجارة من قبل سفها وغلمان ثقيف حتى أدمت قدميه صلى الله عليه وسلم .

ومع استمراره صلى الله عليه وسلم في البحث لمن ينصر دين الحق وجد في المدينة المنورة وفي قبيلتي الأوس والخزرج ذات الأصول اليمنية المكان والملجئ لنصر دعوة .وهذا من أول فضائل القبيلة على المسلمين عامة في مشارق الأرض ومغاربها ولا يعارض ذالك إلا جاحد.

وأستمر دور القبيلة في نشر الإسلام ودفعت في جميع الفتوحات التي تلت عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير وقد لمعت أسماء كثيره لكثير من قبائل اليمن في قيادات تلك الفتوحات وكانت القبيلة هي الرافد الطبيعي والحامي للمجتمع الحضري على مر التاريخ الإسلامي .

وفي نظره سريعة لدور القبيلة في تاريخ اليمن الحديث. خلال الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن والحكم الأمامي الكهنوتي في شمال الوطن كان لقبائل اليمن ومشائخها عظيم الشرف في مقارعة ذالك الظلم والاستعمار والأمثلة على ذلك كثيرة نورد على سبيل المثال ،شخصية الشهيد الشيخ على ناصر القردعي هذا القائد الذي أتى من عمق الصحراء ومن مجتمع بدائي قبلي بإمتياز فكان شاعراً ثائراً بإمتياز وقارع الظلم في حكم اليمن الشمالى آن ذاك واستمر في نضاله حتى قضى على تلك الخرافه في عام ١٩٤٨م وكان ذالك النور لاستمرار الشعب والثوار حتى قضي على الملكية في صبيحة ٢٦-٩-١٩٦٢م كما انهُ لم يكتفي بمقارعة ظلم الإمام بل إن لهُ باع طويل في مقارعة الانجليز في شبوه حتى رضخوا لشروطه وإملائاته عليهم وتم توقيع اتفاق عدم اعتداء من قبلهم على حدود المملكة آن ذاك .

وأنا هنا اضرب مثلاً بهذا الشخص ليس تعصباً مني لذلك بقدر ماهو دفاع عن حق هذا الشهيد والقبيلة اليمنية وكذلك إنصافاً لدوره ودور القبيلة اليمنية وخصوصاً لما لقيت أسرته وقبيلته من إجحاف في كتاب التاريخ وسياسة الوطن بشكل عام ، وأكثر من ذالك تصويره من قبل نظام على صالح في احد مسلسلاته ( نجوم الحريه ) بباحثاً عن ثأر والده كما صوره ذلك المسلسل البغيض ، مع أن حقيقة الأمر ان والد الشهيد الشيخ على ناصر القردعي لم يقتل من قبل الإمام وجنده وإنما مات على فراشه ، ومثلما زور في الوطن كل شئ تم تزوير حتى ماضي الثوار والثورة في كتابات كاتب البلاط الصالحي وعلى رأسهم المزور ( سعيد الفلاحي ) .

وفي هذه الثورة تُبلى القبيلة اليمنية بلاء حسن ابتدأ من قبائل أبين وحربه لعناصر الظلام العفاشيه مروراً بنهم وأرحب. والحيمتين وحجه وتعز وسجل أبناء تلك القبائل أروع البطولات في التصدي للحرس العائلي وكسر شوكته ، ولن أتي عل ذكر ما حصل في الحصبه وصوفان لكي لا أُتهم من قبل الكثير وعموماً ماحدث الجميع يعلمه إلا ذوي النفوس المريضة الذين حولوا الموضوع الى ثأر بين ساكني الحيين وبين عفاش .

وقد أسهم أبناء تلك القبائل إسهاماً فاعلاً في الثورة من خلال إعتكافهم في الساحات والميادين وكان أبناء تلك القبائل السباقة والتواقة قولاً وفعلاً لإنهاء ذلك النظام والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة .

وحدها القبائل اليمنية وحكمتها وليس السياسيين او العسكريين من حافظ على رداع من كارثة محققة ، وحدها القبائل في الجوف من حرس وحمى ذلك اللواء مروراً بمأرب وشبوه وأبين والضالع ،وحدها من يحمي تلك المدن والقرى من تغلغل قاعدة صالح ،وايضاً من حفظ سلم أهل دماج غير مصالحة قام بها أبناء القبائل اليمنية ولم يكن للسياسيين أي دور في ذلك.

ولن أبالغ إن قلت أن القبائل اليمنيه ورجالها ومشائخها وغيرتهم ووطنيتهم وترابطهم هم الضامن الوحيد للحفاظ على وحدة الوطن واستمرارها .

وأنا لا أعول على السياسيين في هذا المضمار بالذات، لأن السياسيين أقرب لتنفيذ مخططات خارجية في ارض الوطن وكل سياساتهم تمعن وتعمل على تمزيقه ابتداءاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .

كما ان القبيلة وأبنائها لم تكن في يوم من الأيام ضد التطور والبناء والحضارة بل إن أبنائها رافد من روافد البناء والتطور،

إذا ما وجدت الإرادة السياسية لبناء الأوطان وإذا ما وجدت العدالة بين أبناء الشعب ، والدليل على ذلك موجود وحاضر للأذهان في دولة عمان المجاورة لنا والمشتركه معنا في العادات والتقاليد ،وفي دولة الإمارات العربية المتحدة حوله الشيخ زايد رحمه الله من مجتمع قبلى صحراوى جلف إلى مجتمع مدني حضاري متمدن بإمتياز