قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
جرت العادة أن يكتب الزعماء والرؤساء والشخصيات المهمة والمثيرة للجدل ، سواء في الوسط السياسي أو الاجتماعي أو العسكري مذكراتهم ، ليكشفوا الكثير مما خفي على الناس ابان حكمهم ومسؤولياتهم ، مما يدور خلف أروقتهم وكواليسهم . فيكشفوا كيف كانت حياتهم ونجاحاتهم بل واخفاقاتهم ، فتصبح مذكراتهم مادة دسمة للمؤرخين والكتاب والخبراء والمتتبعين لهم .
ما يهمني هنا وأود أن أكتب عنه هو . ماذا سيكتب الرئيس المخلوع علي صالح في مذكراته ؟ أشعر أيها الرئيس المخلوع كم هو الاحراج والخجل الذي ينتابك بين الفينة والأخرى عندما تفكر بمذكراتك !! أدرك تماما كم هي الصدمة التي ستواجهها ، لحظة اقترابك من محبرتك وامتشاقك لقلمك لتكتب أسوأ مذكرات زعيم مخلوع خلعه شعبه ... بالتأكيد ستقف متلعثما خجلا ، بماذا تبدأ وكيف تبدأ ...؟
صحيح أنك ستستعين بخبراء الاعلام والصحافة ممن شربوا من كأسك وأكلوا من مائدتك ، وستستعين أيضا بفلاطحة الغش والتزوير ممن تخرجوا على يديك واستلموا عطاياك وأوسمتك ، وممن لن تستغني عنهم دقيقة واحدة ، لأنك بنيت حياتك و ادارتك على الغش والتزوير .
لكن ماذا ستكتب ..؟ وماذا ستقول ..؟ هل ستكتب أنك حكمت قطعة من العالم تبلغ مساحتها 555.000 كم2 ، وتوجد على أفضل موقع استراتيجي من الكرة الارضية ، وتطل على أهم منفذ بحري ، ويوجد بها ثاني أهم ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك . وخلال حكمك تناقصت مساحتها لتصبح 445.000 كم2 ، ولتصبح مثال عالمي في التخلف والفقر والفشل وسوء الادارة ، وسلمت منفذها البحري الى قراصنة البحر على وقع أسخف لعبة عرفتها البشرية ، وبعت ميناءها المقدس بل أرضها وبرها وبحرها بثمن بخس دراهم معدودة . بل واغتصبتها أنت وعائلتك وجعلتها ملكا لكم تعبثون بها كيف تشاؤون . أفقرت شعبها ونشرت البطالة بين شبابه ، أكرمت سفاءها وأهنت كبراءها وعقالها ، غيبت العدل وأخفيت القانون وضيعت الدستور ، ونشرت الظلم . حتى رأى الناس أنفسهم في غابة يسودها البطش المنظم والنهب للوقف والأوقاف والسطو على الأراضي والممتلكات دون رقيبٍ أو حسيب.
ملأت أركان الدولة ومرافقها من أبنائك وآقربك والمقربين منك ، وتوجتهم بالرتب العسكرية والمواقع المرموقة ، والمراكز الهامة مع صغر سن أكثرهم ، فيما لم يزل يرزح في مكانه الكثير ممن أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن ، بل ويكون نصيب الكفوء منهم أن يحال إلى التقاعد ليكون بعدها الجو خالٍ لفراخ صالح كي تعشش وتبيض ...
كم أنا متعطش أن أقرأ مذكراتك، لأقرأها سطراً سطرا ، كلمة كلمة ، حرفا حرفا . لأكتشف كيف يستطيع المجرم واللص أن ينفذ جريمته ، ويخفي أدواتها ويمسح عنه عارها . أعدك أن أقرأ مذكراتك ، وأن أكتب تحتها توصية لتدرس كمادة للألغاز المستعصية ، وأمثلة لقلب الحقائق ، وعنوان للكذب والتزوير ، وفن لاحتراف الدجل والتدليس .