خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
أثار دخول السلفيين العمل السياسي اليمني عن طريق حزب الرشاد الكثير من الاهتمام المحلي والدولي، ولهذا الاهتمام أسباب كثيرة، أبرزها أن تيارا شعبيا كبيرا قرر المشاركة في العمل السياسي مما سيغير كثيرا النتائج والتحالفات والمواقف السياسية داخل اليمن.
لقد كانت كل المشاركات السلفية السابقة في العمل السياسي بالدول العربية ذات نتائج كبيرة وجذرية، وليست هامشية أبدا، ابتداء من المشاركة السلفية القديمة في مجلس الأمة الكويتي، والذي يحقق فيه السلفيون بشكل شبه دائم المركز الأول بين التيارات المختلفة الإسلامية والليبرالية، وذلك منذ ربع قرن أو يزيد، مرورا بسلفيي الجزائر الذين شاركوا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في انتخابات الجزائر سنة 1989م وحصدوا المركز الأول بنسبة تزيد على 80% ولكن الجيش العلماني المتطرف انقلب على النتائج لمصلحة الفرنسيين والغربيين في حينها، ومرورا بالمشاركة السلفية الفاعلة في الانتخابات البحرينية منذ سنوات، وكذلك الانتخابات البلدية السعودية الفريدة من نوعها التي جرت قبل أربع سنوات وحقق فيها السلفيون ما يزيد على 90% في الأصوات، وانتهاء بسلفيي مصر الذين حصدوا مايزيد على ربع أصوات المصريين بعد تأسيس حزبهم بثلاثة أشهر فقط...
تلك النتائج المبهرة والالتفاف الشعبي اللافت سيجعل جميع المتابعين يهتمون بالتأكيد بالحزب السلفي الوليد، ويعلمون أنه لن يكون حزبا هامشيا أو نخبويا، مثل الغالبية العظمى من الأربعين حزبا يمنيا المرخص لها، والتي هي عبارة عن مقر ومجموعة من الأعضاء الذين لا قواعد شعبية حقيقية لهم، باستثناء أحزاب قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
لقد كان السلفيون عازفين عن العمل السياسي في اليمن لأسباب متعددة خلال الفترة الماضية، ولما تغيرت تلك الأسباب اندفع كثير من السلفيين بحماسة للعمل السياسي بحماسة وتفاعل بعد زوال عوامل العزوف التي من أبرزها:
أولا: البناء الداخلي للجماعة السلفية، فعمر الجماعة السلفية الحديثة في اليمن ليس طويلا، فقد نشأت بهذا الشكل الحديث قبل ثلاثة عقود تقريبا، حين أخرجت الحكومة السعودية العشرات من العلماء اليمنيين سنة 1980م مرحلين بسبب أحداث جهيمان العتيبي الذي دخل الحرم المكي وقام باحتلاله بحجة المطالبة بتحكيم الشريعة، فأخذتها المخابرات السعودية ذريعة لطرد عشرات العلماء من غير السعوديين لتجفيف التدين وتقليل عدد العلماء المطالبين بالإصلاح والتغيير، وكان منهم العلماء مقبل الوادعي ومحمد المهدي وأحمد المعلم، وغيرهم من أهل الدعوة والخير والبعيدين عن منهج استخدام العنف الذي انتهجه الضابط السعودي جهيمان العتيبي وجماعته.
لقد كان ذلك الوصول للعلماء والدعاة اليمنيين من السعودية هو البذرة الأولى للدعوة السلفية الحديثة، والتي تعد امتدادا لمدرسة أهل السنة والجماعة في اليمن، والممتدة منذ مئات السنين ومن رموزها الأئمة زيد اليفاعي وأبو بكر المحابي ويحيى بن أبي الخير العمراني وسيف السنة البريهي ومحمد بن إبراهيم الوزير وابن الأمير الصنعاني والقاضي محمد بن علي الشوكاني والبيحاني ومدرسة الإخوان المسلمين القديمة في اليمن.
قامت حينها المراكز التعليمية الدينية السلفية في اليمن بوصول أولئك المشايخ، وتدريسهم ودعوتهم، وتعليمهم وإرشادهم للطلبة الذين أتوهم للاستفادة، والتقت تلك التحركات ببعض التحركات المحدودة التي كانت لبعض الشباب السلفي الناشط في مجموعة من المدن، وبدأت تتحرك وتتوسع بشكل أكبر فأكبر طوال فترة الثمانينات.
وبعد تحقيق الوحدة المباركة في مطلع التسعينات الميلادية دخلت الجماعة السلفية مرحلة المؤسسية، فنشأت جمعيات الحكمة اليمانية الخيرية والإحسان الخيرية، ثم تفرعت عنها العشرات من المؤسسات الخيرية والدعوية والعلمية والبحثية، والمعاهد التعليمية الرسمية الدينية، والكليات والمشاريع الكبرى، مما نقل الجماعة السلفية نقلة نوعية، وأحدث لها شعبية تتوسع شهرا بعد شهر في المجتمع اليمني.
الشعبية التي كانت تتوسع لصالح السلفيين كانت بشكل هادئ وسريع، وسببها المشاريع الخيرية الكبيرة التي تفوق فيها السلفيون في اليمن حتى صاروا الرقم الأول، في كفالات الأيتام والأسر الفقيرة، ومساعدات المحتاجين، وإجراء العمليات الطبية المجانية في المخيمات المتنوعة، وبناء المساجد ومدارس تحفيظ القرآن، وكفالة المدرسين والمعلمين والأئمة والمؤذنين في كل الأحياء والمدن والقرى، مما جعل الشعبية تتوسع بشكل دائم وهادئ.
وبعد عشرين سنة من هذه المرحلة التوسعية، دخلت اليمن مرحلة ما بعد الثورات، وانهيار الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، وفتح آفاق العمل السياسي والعام، قرر السلفيون مواكبة الواقع، والتحول لمرحلة جديدة، والمساهمة في إصلاح الوطن.
ثانيا: ومن أسباب تأخر السلفيين عن العمل السياسي في اليمن فساد العمل السياسي خلال الفترة الماضية، فلم نعرف طوال فترات العمل السياسي العام سوى الفساد والغش واستغلال القوة العسكرية والمالية والإعلامية لصالح الأحزاب الحاكمة في الشمال والجنوب، وهذا أدى إلى عزوف السلفيين عن المشاركة في هذا المستنقع الفاسد الذي لم تتحقق لليمن منه فوائد مناسبة.
لقد أفسد الحكام في اليمن وفي جميع الدول العربية والإسلامية العمل السياسي بالتزوير والكذب الإعلامي، وتمجيد الطغاة، وتشويه المعارضين والمطالبين بالإصلاح والتغيير.
لقد جاءت ثورات الربيع العربي كزلزال عظيم على الفاسدين والمتلاعبين بمصائر الأمة في جميع البلاد، فاقتلعت أحزابا فاسدة، وأسقطت عروشا خائبة، وغيرت قواعد اللعبة السياسية بشكل جذري، فكانت فاتحة خير للأمة، ونعمة جزيلة مشكورة، حركت سلفيي اليمن للمشاركة في إصلاح الأوضاع الفاسدة في البلاد، واستكمال أهداف الثورة الشعبية اليمنية في تخليص البلاد من معظم أشكال الفساد.
لقد صار كثير من السلفيين اليمنيين يرون الآن أن المشاركة ممكنة، والمجال مفتوح، ومن الخطأ التأخر أو التقاعس في مثل هذه الظروف المواتية.
ثالثا: تطور الشباب السلفي اليمني، وتقدمه في التفكير، ورغبته في التغيير والدخول في مجالات أوسع، وعدم حصرهم في الأمور الدعوية أو الخيرية أو التعليمية فقط، وهذا الأمر مثل ضغطا على العلماء والقيادات السلفية في مجارات الشباب، والمشاركة معهم بالنصيحة والتوجيه والتفاعل في رغبتهم بالعمل العام وإصلاح البلاد والمجتمع، ومواجهة قوى الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي.
لقد كان موقف معظم الشباب السلفي من الثورة الشعبية اليمنية موقفا قويا وجيدا، وفوق المتوقع، وجاء منسجما مع التطلعات الشعبية، ومعايشا لآلام الشعب وآماله، فنشأت العديد من الحركات الثورية الشبابية السلفية في عدة ساحات ومحافظات، منها على سبيل المثال: حركة العدالة في تعز، وحركة النهضة للتغيير السلمي في عدن ولحج، وحركة ائتلاف التغيير الرائد في صنعاء والبيضاء، وحركة شباب النهضة والتجديد في الحديدة، وحركة الحرية والبناء في إب، وحركة ائتلاف حضرموت للتغيير في حضرموت، وشارك في تلك الحركات مئات الشباب، بل الآلاف، وساهموا في فعاليات الساحات والمسيرات والخطب والكلمات والتأثير الفكري والشبابي والسياسي، وصارت لهم تطلعات سياسية واجتماعية، وشكلوا ما يشبه (اللوبي) الضاغط على الجماعات السلفية والقيادات للتطور والمشاركة.
وكان إنشاء رابطة النهضة والتغيير السلفية وإشهارها في ساحة التغيير بصنعاء في بعد أشهر قليلة من بدء الثورة الشعبية اليمنية، هي أول تحالف سياسي بين الشباب والقيادات السلفية، فقد اجتمع لإنشائها مجموعة من القيادات والعلماء السلفيين من صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة ولحج والبيضاء، ومجموعة من الحركات الشبابية السلفية وقياداتها، وصارت رابطة سياسية تمثل حراكا داخل الصف السلفي لصالح الثورة ومواقفها الإيجابية، فأصدرت البيانات القوية لصالح الثورة، وشاركت في الفعاليات السياسية والإعلامية الثورية، وعكست صورة طيبة للسلفيين في اليمن بخلاف الصورة المشوهة التي حاول الإعلام الحكومي أن يعكسها عن بعض السلفيين الذين يسبحون في فلكه.
تلك العوامل هي التي دفعت السلفيين للمشاركة في العمل السياسي، وإعلان حزب اتحاد الرشاد اليمني