الطائرة اليمنية وقرارات القائد الرمز هادي
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 9 أيام
الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 05:10 م

أصبحت مصالح الشعب وأعياده تتعارض تماماً مع مصالح وأفراح عائلة صالح التي لا يبدوا أنها قد فهمت حتى الآن.. هذا ما نفهمه من تطورات الساعات الماضية، إذ احتفل اليمنيون بالقرارات الجمهورية التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، بينما تحاول العائلة عبثاً الوقوف في وجه إرادة الشعب وقرارات الرئيس..

**

عندما بدأت مفاوضات المبادرة الخليجية، كان الكثير من الشباب لا يتقبلون فكرة انتخاب رئيس شارك في النظام السابق، وعلق الحوثيون في ساحة التغيير صوراً تسيء إلى المشير الرمز هادي.. نظرت إليها وقلت لمجموعة من الأصدقاء هناك إنني أثق بعبدربه منصور هادي أكثر من ثقتي بأي سياسي يمني آخر.. وقلت لهم بكل ثقة إن هادي من أحرص الناس على تحقيق أهداف الثورة ومصالح اليمنيين..

قلت ذلك وأنا ثائر لم أعترف يوماً بعلي عبدالله صالح ولا بنظامه، إنما قراءة طبيعية ودقيقة لليمن وللحظة التاريخية الفارقة.. أما اليوم فقد أعاد الكثير من اليمنيين النظر إلى الأصبع التي بصمت للرئيس هادي ليكون رئيساً منقذاً ومؤسساً لليمن الجديد وقبّلوها.. لقد احترم كل يمني نفسه في أعماقه، وشعر أنه جزء من الخير الذي بدأت بوادره بأولى خطوات إصلاح أهم المؤسسات الوطنية وهي الجيش..

**

ماذا يقول من فاته انتخاب هادي رئيساً للجمهورية؟.. أظنه ينظر إلى أصبعه وكأنها مسلح في مطار صنعاء يمنع الطائرة اليمنية من الإقلاع إلى اليمن الجديد.!؟.. ولنتخيل أن الرئيس هادي اصدر هذه القرارات دون أن يكون 7 ملايين يمني قد بصموا له.. وكان مجرد مختار من الأطراف السياسية؟.. كانت ميلشيات صالح أقوى من اليمن الجديد، وكان الوضع مختلفاً تماماً..

عبثاً ما يصنعون!.. ما عاد بوسع صالح وأقاربه أن يتفهموا كيف يعيش أحدهم كالبشر، وكيف أن أي مواطن من غير عناصرهم أصبح يشمئز لمجرد ذكرهم.. لقد تعودوا حتى ظنوا أنها ملك خاص بهم، ولقد استهانوا بالشعب للدرجة التي لم يعودوا معها يصدقون أن الشعب قد انتخب رئيساً جديداً، ورمى عهدهم إلى مزابل التاريخ..

**

طوال الفترات الماضية ظلت إيران وعملاؤها يرددون بأن دول الخليج تدعم عائلة صالح وتقف ضد الثورة، وهاهي الأيام تثبت الحقائق، ونرى مجلس التعاون الخليجي في مقدمة المساندين للرئيس هادي.. بل ويطالبون القوى اليمنية بالالتفاف حول الرئيس. موقف يستحق التقدير، وبالأخص الجزء الثاني والعميق فيه، والذي يفرض على كل يمني خالٍ من العقد السياسية أن يحيى هذا الموقف في اللحظات الفاصلة من التاريخ..

**

بعد فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا قبل سنوات قال رجب طيب أردوغان إن تركيا طائرة في مدرج الإقلاع.. ليس الداعي هنا المقارنة.. ولكن الطائرة والإقلاع.. لقد منعت ميلشيات عائلة صالح الطائرة من الإقلاع.. وهذا المنع ليس منعاً للطائرة ولا تعنتاً من محمد صالح الأحمر.. إنه رسالة ممن شعروا أنهم في القرارات القادمة في الترقيع العسكري، مثلاً. وهذه الرسالة مفادها أننا لن نسلم ولن نقبل بإعادة اليمن لأهله..

وبالطبع تظل كل حسابات ومخططات العائلة مجرد أماني تصطدم بإرادة الشعب وبقواه الوطنية.. والصورة اليوم خير شاهدٍ على ذلك، إذ خططوا للتوريث واصطدموا بالشعب، وتحولوا إلى عصابات تعتدي على الكهرباء وتمنع الطائرات من الإقلاع..

**

ولعل من المهم أن نذكر أن كل يمني مطلع وحريص يعلم أننا لا نهدف إلى صناعة طاغية جديد، فعهد الطغيان ولى إلى غير رجعة بإذن الله.. ومن يعتقد أنه بالإمكان أن يتمكن أحد من إعادة الاستبداد وسرقة أحلام الشعب في هذه المرحلة التاريخية بالذات فإنه لا يعرف الشعب ولا يقرأ الوضع قراءة دقيقةً..

ولكن الأهم الذي يجب أن يعرفه الناس، ويدركه كل يمني مطلع وحريص، هو أن الثورة اليوم هي دعم الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني لتقلع الطائرة اليمنية وتلحق بركب العالم..