دمعة علي تراب اليمن
بقلم/ غادة محمد أبولحوم
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 11:22 م

لست مع المعارضة و لا انتمي لحزب ، كنت من الرافضين للمبادرة جملة و تفصيل .

و كنت ولازلت من اشد معارضي منح الحصانة لمن أجرم في حق وطن و نهش فيه ، من قتل الانسان الحي منهم قبل الذي فارقنا . ذالك الذي استباح بلد وهدم كل ركن فيه .

و بالطبع كنت من من قاطع الانتخابات و رفض ترشيح رجل لم اجد في تاريخه موقف استند عليه كي يكون قائد لبلد على فوهه بركان .

لست خائن ولا مندس لست حوثي او انفصالي لست قاعدة او إصلاح ، لست من المتخاذلين او الداعين للفتنه .

ولست من اصحاب المصالح او من من جرفهم دافع الانتقام

لست هنا لألقي اللوم علي المعارضة و للدفاع عنها ، ولا اعرف ان كان هناك حل بديل يخرج اليمن من مأزق ٣٣ عام. ولا اعرف حتى ما هي دواعي المعارضة لإعطاء حصانة دون أخذ مقابل لا يقل عن ضمان حق اليمن في التخلص الفوري من أعمدة النظام .

ورحيلهم الفوري خارج بلد لن يستطيع ان يمضي قدماً و هم علي أنفاسه جاثمين .

ولن نعرف الان ما كان يمكن ان يحدث أذا لم تصل المعارضة لهذا الاتفاق ،

او نعرف إن كان الوضع سيكون افضل و هل كنا سنحقق اهداف ثورتنا كاملة ام لا ،

و ما هي الخسائر التي سنقدمها ولا حتي ما كان ممكن ان نجنيه من مكاسب .

لست هنا للحديث عن ما حدث بسلبياته او إيجابيته . ولن اتحدث عن مستقبل لازال في طيات الغيب . انا اتحدث عن الان ، عن واقع نعيشه واقع نحتاج فيها ان ندرك ان ما حدث في الماضي من نجاح او فشل لنا يد فيه.

عن حاضر ندرك باننا قادرين فيه علي تحويل الدفة التي ترسم خطوط المستقبل .

لست الا دمعه علي تراب ارض اليمن لم تكف او تجف . و معاناة ارتسمت علي وجوه بائسة لم تعد تعرف ان الخلاص يكمن في التحرر من قيود التبعية .

تلك القيود التي تعددت سوا كانت لمال نأخذه حرام لا يزيدنا الا فقرا و هوان، او لجماعة تقاتل باسم الدين لتفقد الدين جوهرة و تجعل الترويع والقتل والدمار سمسار و ذريعتهم العدو الذي يسكن بعيدا وضحيتهم ليست الا الاسلام والمسلمين.

او من اتباع لسيد ساد على دماء ، يتحدث عن الاعتذار عن حروب هو كان اللاعب الأبرز فيها و شعاره الموت والموت و الموت .... ولا يموت سوانا .

 

والآن وجد عبئاً جديد على وطن لا يحتمل المزيد ، جاء محمل بتشاؤم و الانتقاد ليقف حسيب و رقيب علي حكومة تحاول فرض نفسها بين سيل أعوام الفساد الماضية، وفيضان الفتنة الذي لازال بعد قطع رأسه يلعب برؤوس الاخرين .

نحن بحاجة لايادي تفتح باب الأمل ، و تساهم في دفع عجله التغيير .

كثيرة هي الأفواه التي تنتقد تلك التي تعرف كيف تحدث ضجيج ولكنها عاجزة عن إحداث فرق.

الانتقاد من اجل الانتقاد و إثارة نوع من الفوضى واليأس لا يأخذنا الي بعيد ولكنه يجعلنا نسير في دائرة مفرغة ، تنهكنا دون الوصول الي هدف .لست من رافضي الانتقاد أيضا اذا كان فيه عرض لمشكله و حلول بديله، تساهم في ايجاد مخرج و تكون نقطة انطلاق نحو التخلص من معوقات لتصل الي طريق يسير نحو هدف غير مجهول .

احوج ما نكون اليه في الوضع الراهن هم فئة متعلمة من شباب واعي يرفض العنصرية والولاء الحزبي الأعمى ، ويرفض الانخراط خلف التخوين و الفتن . شباب قادر علي التوجيه و التوعية بأن الولاء لله ثم الوطن .

شباب غير قابل للطي او التأثر او الاحتكار،يعرف ما يريد ويعرف كيف يرفض ما لا يعود بنفع علي وطن واحد يكفل حق متساوي للجميع .

لا يمجد احد ولا يصنع اصنام و في المقابل لا يهدم اي بوادر قد تفسح المجال للتغيير .

بما ان المرحلة القادمة هي الأصعب باعتبارها مرحلة التغيير الحقيقي فنحن بحاجة لدعم القيادة الجديدة, دعم شامل من جميع مكونات الشعب اليمني و علي رأسهم الشباب لانهم الشرارة الحقيقة والفعاله في الثورة و ما بعدها .

ليس من خلال المظاهرات فحسب و انما على المؤسسات ان تبدي الدعم الكامل لكل مرشح جديد ، و مواجه الرافضين للتغيير من انصار النطام السابق و محاصرتهم و خلق نوع من العزله قد تسهم في نجاح ثورة المؤسسات .

مع هذا الدعم يستمر الضغط الشعبي علي القيادة لتحقيق باقي مطالب الثورة و حتى تتحقق جميع الاهداف التي خرج الشعب في ثوره من اجلها .

و ان كان هذا طريق طويل ولا يلبي طموحات ثورة لا زالت قادرة علي تحقيق المزيد، فإننا بحاجة الي إعادة ترتيب الاوراق.

عندها يجب الخروج بمشروع جديد لا يحتاج الي حركة او تيار او حزب .

مشروع يخرج تحت شعار " التطهير" و تكون وحدة الكلمة والصف اول خطواته . له قيادة موحدة تعرف ان المفاوضات محرمه و أن التوجيهات لا تأتي الا من الضمير الوطني.

و اجنداتها حلول تخدم اليمن .... واليمن فقط .

تسير بنهج واضح محدد لا يحمل حقدا او يرفض طرف ،

يعترف بكل المعضلات التي توجهنا داخليا و خارجيا ،

لنستطيع إقناع انفسنا و الاخرين بأننا قادرون علي أن نجعل اليمن بلد السيادة والقانون .

متمكنين من ان نبني وطن لكل مواطن يطالب بحياة حرة كريمة . قادرين علي ايجاد البديل لكل من تاه في زمان الحاجة و القهر و العنصرية والحروب ،

لكي يعرف ان الولاء للوطن قادر على ان يغنيه عن من سواه .

نحن جميعا في مأزق ولن نستطيع ان نخرج من عنق الزجاجة و نحن متخمين بخيبة و حيرة و اختلاف ،

لنخرج نحتاج إيجابية و حلول ترفعنا الى الأعلى و ترتقي بطموحاتنا الي مستوى التنفيذ ....

وان نتكاتف معاً دون الحاجة لتوجيهات سبق و أثبتت فشلها، ونسير علي نهج عرفناه اول ايام الثورة دون السماح بخلق فوضي يمكن لأحد استغلالها بعدم وجود خطة واضحة و قيادة موحدة.

تكون قادرة علي كسر الزجاجة وتخليص الوطن و المواطن ........

لتصبح الحرية صنع أيادي شابة يمنية حرة .