قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
ان تكون وفيا لمبادئك، محباً لوطنك، مجاهداً في الذود عنه، فأنت مخلد في قلوب من حولك قبل أذهانهم، ومن هؤلاء الاستاذ محمد العصَّار رئيس تحرير مجلة معين –رحمه الله- الاديب والكاتب والإعلامي الذي فارقنا جسداً غير انه ابقا فينا كتاباً لا تنفذ صفحاته، سطر فيها الواناً شتى من تعليمنا كيف نحيا بقيم المحبة، وكيف نموت عليها.
صدمت كالآخرين بخبر رحيله، لأنه ولوقت قريب جدا كان محافظاً على حضوره في المشهد اليمني، وأداء رسالته في تنوير الآخرين بمدى المخاطر المحدقة بوطننا واُمتنا ان نحن لم نعره الاهتمام، ولم نتعهده بالمحبة اللازمة.. اقلها وفاء له كوطن احتضننا لسنوات، ولم نستطع ان نضمه لساعات.
ان تكون صحفياً شيئ، وان تكون كالعصَّار شيئ آخر، فهو من القلائل الذين لم يخلطوا بين الحزبية والوطنية، بل جعل من الحزبية طريقا لتقوية الأواصر الوطنية، يؤمن بالحوار على طريق الالتقاء، لا بالحوار على درب ان تكون معي او اصبح ضدك.
لقد ملك العصَّار –رحمه الله- سجايا طيبة ضاعت في الزمن المغلف بالمادية، آمن بأن العيش بكرامة يمكن ان يحدث للجميع، شريطة ان يقتنع الكبار بأنه يكفيهم التخمة التي وصلوا إليها.. تخمة الشبع ورمي ما بقي من موائدهم الفاخرة الى اقرب صندوق زبالة، فيما هناك من يعتصرهم الجوع، فليتحفون بخيال الأكل، علهم يتذوقونه.
لقد عاش يرحمه الله انتصاراً لمبادئ الشراكة التي تفرضها حقوق المواطنة المتساوية، لا تلك التي نراها في حدة عبر فلل ضخمة بنيت من انات المحتاجين، وشيدت على انقاض أحلامهم. ففلة واحد كفيلة ببناء منازل لأولئك الساكنين في عشش على ما تبقى من ارض لم تنهب في تهامة.
ان تكون موجودا في الحياة فهذه شيئ مفروغ منه، ولكن ان تشارك الآخرين في اقتسام تلك الحياة، فتلك هي الحياة الحقة.. الحياة التي تنقلك من ضيق الأفق الى اتساع المستقبل الذي يسعنا جميعا في وطن واحد.. وتلك هي ما كان يحلم بها والى جواره الشرفاء من ابناء الوطن.
كلنا سنموت، ولكن السؤال المهم كيف سنموت؟، وهل سنحيا بعد ان الموت؟، لا اقصد الحياة البرزخية، ولكن ان تدوم سيرتنا بين بني جلدتنا بعد ان يوارى علينا الثرى، وينصرف عنا من أحبنا، او هكذا اعتقدنا انه أحبنا.. حتما سينقطع كل شيئ سوى ما ابقيناه من مآثر حية، ومن تلك المآثر ان نضل مخلصين لوطن وليس لأشخاص، فالأشخاص زائلون والوطن باقً.
نعم في بعض الأحيان يتجسد الوطن في رموز، كشخص رئيس الدولة، ليس باسمه والى اين ينتمي، ولكن ماذا يحمل ومن يمثل، فكنت وما زلت موقنا بأن شخص رئيس الدولة –كائنا من كان- يستمد طاعته من طاعة الله ورسوله، لانه ظل الله في الارض.. ومن الرموز التي تظل شامخة رجل كتب بصدق واحتوى الصدق في كل ما يكتب ومنهم الأستاذ محمد العصَّار رحمه الله.
يعتصرنا الألم لرفاق العصَّار، ولكن قلوبنا تعتصر أكثر لأننا ما زلنا متوهمين ان الماضي سيعود، ذلك الماضي الذي بقي راكداً في مخيلة البعض، وان خدعونا في انتهاج جزئيات بسيطة في التغيير، من خلال الخروج مطالبين فيه، او من خلال الرضوخ بمبدأ الامر الواقع.
يحق لكل مؤتمري ان يكون فخوراً برجل كالعصَّار في حزبه، رجل يجعل الوطن فوق الحزب، ويُسَخّر الحزب لمصلحة الوطن.. وفي المؤتمر يوجد (عصَّارون) كُثر، وفي غيره من الأحزاب، ولكن المهم ان ننتبه نحن اليهم قبل ان يتخطفهم الموت منا، فهم الرابحون ان خلفونا على ما نحن فيه، ونحن الخاسرون ان تركانهم يرحلوا عنا دون ان نتعلم منهم... فرحمك الله ايها العزيز وأسكنك فسيح جناته والهم محبيك وذويك الصبر والسلوان.. انا لله وإنا اليه راجعون. الثورة