الجريمة المنظمة في اليمن
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
الأحد 20 مايو 2012 06:19 م

من يقف اليوم وراء الجريمة المنظمة في اليمن ؟ من يروج لها ؟ من يساعد على انتشارها؟ من تخدم هذه الجريمة ومن يستفيد منها؟ تتعدد انواع هذه الجريمة المنظمة وتتعدد اماكن وقوعها.. وعلى سبيل المثال لا الحصر: قتل المدرس الامريكي في تعز ، واغتصاب الطفلة منى في صنعاء ، واختطاف مهران الحكيمي في صعدة، مقتل عشرات الجنود في ابين بحدوث تسلل الى معسكرهم .

الامثلة كثيرة ومتنوعة وتحتاج الى تلمس خيوطها لتتضح اكثر امام الراي العام، قتل مدرس امريكي في تعز من قبل مجهولين ونسب الموضوع للقاعدة يحتاج الى قراءة متأنية بالتحقيق في جنسية المقتول وعمله ومكان وقوع الجريمة وزمن وقوعها ، فالجنسية والعمل مفروغ منهما امريكي يدرس لغة منذ سنوات ولم يعرف عنه سوى ذلك لكن جنسيته جلبت له سوء الطالع لمن اختاره ليكون ضحية فكرة مجنونة يراد منها ان تعيد الامريكان الى اذهانهم وكيف لقادتهم ان يصدقوا الشباب الثائر في اليمن وفي هذه المدينة المسالمة " تعز" التي عرف عنها سلميتها وسلمية ثورتها ودحضها الفكري لمشاريع التوريث. كما ان زمن وقوع الجريمة هوبعد ان اصبح النظام القديم شيئا من الماضي السياسي الاليم.. لكنه مازال متشبثا بالعودة للحكم باي وسيلة حتى لو قتل فيها الابرياء عن طريق عمليات تهز الراي العام وتهز المجتمع من الداخل وتثير الشكوك من الخارج في قدرة الرئيس هادي على ضبط الامن واعادة السكينة الى المجتمع .

ولهز المجتمع اكثر واحداث ضربات عميقة وانهاء الحلم بالخروج من دائرة الصراع وارباك القيادة السياسية وايصال رسالة للثوار انكم اخطأتم الهدف تقع جريمة اختطاف منى واغتصابها في صنعاء وقريبا من سكن الرئيس هادي تحدث الجريمة ليكون المجتمع اليمني برمته شاهدا على عدم قدرة الرئيس والحكومة على الحكم وضبط الامن .. هذه الجريمة رسالة نفسية لتحطم ما تبقى من امل في نفوس حلمت ومازالت تحلم بالتغيير .. القضية ليست جنسية مطلقا باستطاعة الجناة السبعة ان يستأجروا رفيقات وياخذونهن من وسط صنعاء الى عصر او الى ايا من الفنادق داخل المدينة او الشقق المفروشه لممارسة الرذيلة لكنها جريمة يراد ان تقشعر لها الابدان وتزداد ساكاكين الحقد داخل المجتمع حتى يصل الناس الى درجة الكفر بهادي والحكومة وبالحوار وبالثورة وحتى يقول الناس ليت عهد صالح يعود ..

كما ان اختطاف شاب بريء في صعدة يعطي نفس الجرعة من الالم مع زيادة جرعة الطائفية التي يزاداد اشتعالها في هذه المرحلة .. هل الحوثيين يدركون ذلك ؟ هل هم يدركون ما معنى خطف شاب من تعز ؟ وفي النهاية من يخدم هذا العمل الاحمق الارعن ؟ ومن الذي امر به وهل له علاقة مشبوهة بنظام المخلوع ؟ طبعا الحوثيين خسرانيين منه 200% والنظام القديم هو المستفيد! ففي عهده لم يكن يحدث ذلك .

مقتل الجنود في ابين بتسلل بحري من قبل قوات اكثر تنظيما من الجيش يدعو للذعر اكثر من غيره من الاعمال الاجرامية ، الذي يستطيع ذبح الجيش ماذا يستطيع ان يفعل بالشعب المسكين؟ كل ما سبق هو جريمة منظمة يقف ورائها من يحلمون بالعودة الى الكرسي اللعين يستخدمون اليوم تقنيات نفسية اكثر منها جنائية لخلق الهزيمة النفسية وتحطيم الحلم في قلوب الناس .

وياتي دور شبكات الاعلام الاجتماعي وعلى راسها فيسبوك في نشر هذه الجريمة بالطريقة التي يريد بها الفاعل ايصال رسالته ،لو عدنا لكيفية تناول هذه الجرائم من قبل محسوبين على النظام من ثوار السائلة ومن سار معهم او من اشباه الحداثيين لرأينا اسالبيهم لا تقل ايذاءاً عن ارتكاب الجريمة المنظمة .. ما يكتوبنه هو تبكيت واستفزاز وحرب نفسية للثوار .. هذه هي ثورتكم انظروا الى اين اوصلتنا .. الم يكن النظام السابق هو الافضل؟ لقد خدعوكم وهاهم يتقاسمون الكراسي بينما ارواح الناس تبعثر هنا وهناك! انها رسائل موجههة وعميقة تحفر في النفس وتساهم في تحطيم الحلم وتعطي انطباعا عاما لدى الجماهير ان لا خير في التغيير وما مضى كان الانسب .. اذا لا بأس بعودته ولو بحلة جديدة مثل ترشيح احمد علي في الانتخابات الرئاسية في 2014 ،والاعتماد على رجال السلطة السابقين في مراكز حساسة افضل من المعارضين الذين وصلوا للسلطة ولم يستطيعوا ايقاف النزف الدموي .

انها الجريمة المنظمة فاعيدوا حساباتكم.