عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
لم يكن أحدا يتوقع على الإطلاق أن يتم إحراق ساحة الحرية بتعز بكل تلك البشاعة والإجرام وحدث ما لم يكن أحدا يتوقعه , ومثلما لم يكن أحدا يتوقع إحراق ساحة الحرية لم يكن أيضا أحدا يتوقع أن يصدر قرارا من محافظ تعز شوقي احمد هائل بفصل 22 طالبة من طالبات مدرستي أسماء بمديرية صالة ونعمة رسام بمدرية المظفر بحجة إثارة الفوضى وعرقلة سير العملية التربوية والتعليمية , وهو ما سبب صدمة كبيرة للجميع لسببين اثنين لا ثالث لهما حسب وجهة نظر شخصية.
أما السبب الأول : فهو عامل التوقيت إذ صدر القرار في يوم كان الناس وشباب الثورة يحيون الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية , ويحتفلون فيه بانتصار الثورة التي كانت الطالبات المفصولات وغيرهن من الحركة الطلابية ذكورا وإناثا أحد نوات هذه الثورة , ومن أوائل من قدموا فيها الشهداء والجرحى , وقبل يوم واحد من الامتحانات النهائية , والذي أجاز فيه هذا القرار سيئ الصيت للطالبات المفصولات بدخول هذه الامتحانات النهائية لهذا العام على أن يحرمن من مواصلة التعليم في العام القادم كعقوبة لهن لإعاقتهن سير العملية التربوية والتعليمية , وهو ما يعني عمليا وضمنيا حرمانهن من التعليم عامين متتاليين هذا العام , والعام القادم , لأنهن وكما سبق طوال هذا العام وهن يواصلن كفاحهن ونضالهن الثوري لإسقاط مديرتي المدرستين من اجل الحفاظ على العملية التعليمية والتربوية , وهو كفاح مشروع , وكذا لإغلاق مدارسهن كبقية مدارس المدينة التي أغلقت من قبل الألوية العسكرية , والمسلحين , وتحويل جميع المدارس إلى ثكنات عسكرية تقتل المواطنين , ومن بينهم الطلاب , والطالبات , وثانيا لقمع نفسياتهن قبل دخول الامتحان هذا إن كان لبعضهن نفس لدخول الامتحانات بعد هذه القرارات المجحفة , والظالمة , وهو ما يعني رسوبهن بكل تأكيد.
أما السبب الثاني : فهو أن الناس كانوا ينتظرون من محافظ تعز شوقي احمد هائل القادم من بيئة إدارية ناجحة , ومن بيت له من الاحترام والتقدير بين الناس ما له , أن يكون أكثر إنصافا , وأكثر عدلا , وأكثر وقوفا مع الطالبات والمدرسين والمدرسات الذي ظلموا وهم يطالبون بالتغيير , وهو حق من حقوقهم الدستورية , والقانونية , فإذا به يقف إلى جانب الجلاد , والمتهم بالفساد , ويتغاضى عمن عسكر المدارس ومكتب التربية والتعليم الذي قتل منه الكثير من الأنفس التي حرم الله قتلها.
فإذا كان فعلا المحافظ شوقي حريصا على سير العملية التعليمية , وعدم عرقلة سير العملية التربوية , فلماذا لا يقوم بفصل مدراء المدارس الذين فتحوها للكتائب والمعدات العسكرية , والمسحلين , وطردوا منها الطلاب , وتوقفت العملية التعليمية شهور بحالها ؟ ولماذا لا يفصل مدير مكتب التربية والتعليم الذي حول المكتب إلى ثكنة عسكرية في مخالفة صريحة وواضحة لكل القوانين واللوائح التربوية , والمواد الدستورية ؟ إذا كان حريصا ويهمه أمر العملية التربوية والتعليمية إلى هذه الدرجة ! وهل حسب ماذا بعد قرارات الفصل لطالبات ثائرات يطالبن بالتغيير؟ وتوزيع مدرسين ومدرسات وقفوا إلى جانب طالبات مظلومات , ثم لماذا صدور هذا القرار بهذا التوقيت بالذات؟
إن صدور هذه القرارات ليس لها سوى احتمالين لا ثالث لهما : الأول : أن القرار رتب له بعناية , وبخطة محكمة التوقيت ليتم إعلانه أثناء إحياء الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية , والتي باتت تعرف بالأخدود ليتم إشغال الناس وإلهائهم عن إحياء الذكرى , ولفت انتباه الجميع من المطالبة بإقالة المجرمين والقتلة , وخاصة من يتهمهم شباب الثورة من وكلاء المحافظة بالوقوف وراء المحرقة وتأييديهم ذلك , إلى المطالبة بإلغاء القرار وإقالة المحافظ , هذا أولا أما ثانيا , فإن من تطاردهم لعنات المحرقة , وصيحات شهدائها , وجرحاها نصبوا فخا للمحافظ شوقي كي يحتموا به من ملاحقات الإقالة والمحاكمة.
أما الاحتمال الثاني: لصدور هذا القرار فهو أنه أمر دبر بليل , وفخ نصب للمحافظ دون أن يتنبه لتأثيراته وأبعاده المستقبلية ولا يعلم شيئا عنه , وذلك من أجل الفصل بين المحافظ , وبين الناس أو البسطاء من الناس , وبينه وبين شباب الثورة ولإيجاد نقمة عارمة عليه خاصة بعد أن بدأ يحقق نوعا ما من النجاحات الملموسة في عملية تنظيف المدينة ومحاولة تطويرها , وهذا ما سيكشف عورات وسوءات الكثيرين فنصبوا له هذا الفخ ليجلب عليه كره الناس ولعنات المظلومين.
وأمام المحافظ خيار واحد , أو فرصة واحدة , أو خطوة واحدة لا ثانية لها في إثبات صحة احد الاحتمالين , إما وأن يصر على تطبيق وتنفيذ القرار , وفي هذه الحالة سيثبت وبما لا يدع مجلا للشك أنه مع أعداء تعز , وأعداء التغيير , وأعداء الثورة , ومتماهيا معهم , واتخذ من بعض القوانين فرصة للانتصار لهم , وهو مدرك لكل أبعاد هذا القرار وبمحض إرادته وقناعته , وإما أن يوجه سريعا بإيقاف تطبيق القرار , وإلغائه , وهذه هي الخطوة الوحيدة التي ستثبت للناس اتجاه محافظ تعز , إما وانه مع التغيير , ومع ثورة الشباب , وإما انه على عهده السابق الذي يعتبر فيه أن الثورة عملا فوضيا.
فقرار المحافظ الذي يقضي بفصل 22 طالبة وبكل صراحة لم يجرؤ , أو لم يستطع المحافظ السابق حمود الصوفي على اتخاذه , وهو المحسوب على النظام من رأسه إلى اخمص قدميه ! فكيف سمح شوقي هائل الشاب المثقف , وابن الأسرة العريقة المحترمة أن يتخذ مثل هذا القرار , اولم يترك في حسبانه أن 22 طالبة ورائهن 22 أسرة ستضل تدعوا عليه طيلة عمره!