آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

الثورة اليمنية والمبادرة الخليجية
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 13 يونيو-حزيران 2012 04:49 م

لا شك إن المبادرة الخليجية جاءت تعبيرا عن حرص القيادات الخليجية على عدم انزلاق اليمن نحو مزيد من العنف الذي دشنت السلطة ارتكابه منذ وقت مبكر، سواء عندما شرعت نتائج حرب 1994م واعتبرتها نهاية التاريخ وذروة المنجزات الوطنية القادرة على تحقيقها، أو عندما شنت حروب صعدة الست لمعالجة قضية خلافية فكرية عقائديدة أكثر منها سياسية أو أمنية أو عندما شنت حملاتها القمعية تجاه نشطاء الحراك السلمي الجنوبي الذي انطلق مطالبا بإزالة المظالم المدمرة التي أنتجتها حرب 1994م، ومن المعروف إن الأشقاء الخليجيين ليسوا مكترثين كثيرا بمفاهيم كالثورة والحرية والديمقراطية وما شابهها لكن ذلك لا يدحض النية الحسنة الكامنة وراء التقدم بالمبادرة ومتابعة وصولها إلى مرحلة التوقيع عليها من أطراف العملية السياسية اليمنية.

لربما اعتقد الأشقاء الخليجيون بأن الشباب سيهللون فرحا لنص المبادرة اعتقادا منهم بأن تنحي رأس النظام هو المطلب الأول للثورة وصانعيها، بينما كان الشباب الذين قدموا مئات الشهداء على استعداد لتقديم المئات وأكثر من أجل التغيير الحقيقي في المنظومة السياسية والقانونية للبلد، لذلك رفضوا المبادرة كاملة ما لم تتضمن الإزاحة الكاملة للنظام ومحاسبة القتلة واللصوص الذي قتلوا الشباب في الساحات أو نهبوا الخزينة العامة منذ ثلث قرن من الزمان،. . وربما اعتقد الأشقاء الخليجيون أن رأس النظام سيتوجه إليهم بالشكر والعرفان لما أسدوه له من جميل تمثل في إنقاذه من حبل المشنقة على الجرائم التي ارتكبها طوال فترة حكمه، لا إن يتهمهم بالمؤامرة والكراهية له ويستتبع ذلك بالمماطلة والتسويف المستمر حتى بعد التوقيع وبعد التنحي عن المركز الأول في قيادة البلد.

كان عدد من أعضاء لجنة الحوار الوطني ومنهم كاتب هذه السطور قد تقدموا بمقترح ينص على أن يرتبط بند الحصانة باعتزال الحياة السياسية والوظيفية العامة لكل من تشملهم هذه الحصانة، لكن يبدو أن رعاة المبادرة ظلوا يتعاملون مع الطرف المستفيد على إنه يحترم نفسه وشركاءه وربما خصومه ولم يكونوا يعلمون أنهم يتعاملون مع طرف مخادع لا يجيد سوى المكر والعبث والاستهتار، وهو ما تجلى عندما كان يطلب تعديل المبادرة ثم يرفض التعديل الذي تقدم به هو وما يزال يتجلى اليوم عندما يطلب منه الشروع في تنفيذ ما تقتضيه بنود المبادرة.

مؤخرا صرح الوزير السابق صادق أبو رأس بأن المبادرة الخليحية هي من صياغة الرئيس (السابق) علي عبد الله صالح، وشخصيا كنت قد قلت مرارا أنه هو من يصوغها اعتقادا بأن الآخرين سيرفضونها، فعندما يقبلونها كان يسارع هو لرفض التعديل الذي أجراه ليطالب بتعديل جديد وهكذا دواليك.

كانت الموافقة على المبادرة الخليجية من قبل الأحزاب السياسية ورفضها من قبل شباب الثورة تعبر عن تباين نمطين من التفكير السياسي، نمط ما يزال يراهن على التوافقات السياسية كوسيلة للتغيير وآخر يرى في الثورة والنهج الثوري الوسيلة الأضمن والأنجع للتغيير السياسي الفعلي، ولا أعتقد أن الشباب كانوا يتصورون عواقب مهارة الخداع والنكث بالعهود لدى أعداء الثورة عندما رفضوا المبادرة الخليجية . . . . .وقد جاءت التطورات اللاحقة لتؤكد أن الرهان على نبل وإخلاقية الطرف الحاكم (حينها) كان رهانا خاسرا لأنه (أي الطرف الآخر) كان يتعهد بشيء ويضمر عكسه تماما، يتعهد بعدم القتل فيواصل القتل، ويتعهد بمحاربة الفساد، لكنه يكرس الفساد سياسة رسمية لا تراجع عنها، تماما كما ظل يتعهد بمحاربة الإرهاب فراح يسلم المنظمات الإرهابية المدن والمحافظات ومخازن السلاح والذخيرة.

بغض النظر عن النوايا الحسنة التي كانت تكمن وراء التقدم بالمبادرة الخليجية فإن مجرد مراجعة النتائج اللتي ترتبت عليها تبين لنا إن المستفيد الوحيد من المبادرة لم يكن إلا النظام ورأسه، فهو وحده من حصل على الحصانة بعدم المساءلة على كل ما ارتكبه بحق الشعب وأبنائه وثرواته وموارده من جرائم ومنكرات، وهو من استمر وما يزال يواصل سياسة القتل وشن الحروب، وهو الذي ما يزال ممسكا بكل المؤسسات الأمنية والعسكرية يتصرف بها كما يتصرف أصحاب الشركات والمؤسسات الاستثمارية الخاصة بشركاتهم ومؤسساتهم، وهو الذي ما يزال يسيطر على نصف الحكومة وكل الجهاز الإداري والتنفيذي، وهو الذي ما يزال ينتظر عودة المنظمات الإرهابية ليمدها بكل عناصر القوة والمقاومة لتمكنه من خلط الأوراق وإفشال جهود الاستقرار وتضميد الجراح التي صنعها، ولئن كان رأس النظام قد تنحى فهو ما يزال يسيطر على الحزب الحاكم، ويستخدمه كورقة ابتزاز للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي.

لم تجن الثورة من المبادرة الخليجية شيئا يذكر عدا تواصل الجنازات واستمرار تفكيك اليمن، في حين ينتظر الرئيس الذي يقولون أنه مخلوع، ينتظر لحظة الانقضاض على الثورة وعلى المبادرة نفسها وعلى حكومة الوفاق الوطني بل وعلى نائبه السابق الذي صار رئيسا لينتقم من الجميع على حرمانه من حقه في قلع العداد وتسليم البلد لأولاده وأحفاده.

رغم الإهانات والاتهامات والشتائم التي وجهها رأس النظام السابق، لرعاة المبادرة الخليجية، ورغم ما مارسوا معه من التدليل والمراضاة واستجاباتهم الدائمة لكل طلباته، ورغم كل ذلك لا أتصور إنهم قد بذلوا الجهد الكافي لمراقبة مدى تقيده بمقتضات المبادرة وتلبيته للشروط المطلوب تنفيذها، فهو وإن تنحى عن الحكم ما يزال يقوم بكل العراقيل لإفشال عمل الرئيس الجديد، كما ترفض الألوية التابعة لأولاده الانصياع لأوامر رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، وليس ما جرى مع وزير الدفاع في أبين ولودر إلا نموذجا لهذا السلوك المستهتر الذي يبدو أنه سيستمر طويلا ما لم يمارس رعاة المبادرة الضغوط الجادة لتحقيق متطلبات المبادرة التي هي ليست كل طلبات الثورة والثوار.

التهديدات التي يوجهها حزب علي عبد الله صالح ضد رئيس حكومة الوفاق وحكومته تبين الرغبة الدفينة لدى رأس الحزب في التخلص من المبادرة والعودة إلى مربع ما قبل 15يناير 2011م.

بعد كل الخروقات التي مارسها علي عبد الله وحزبه وأولاده تجاه المبادرة الخليجية لا أرى مسوقا واحدا لاستمرار تمسك المشترك وشركائه بالمبادرة وما نتج عنها، سيكون من المشرف للمشترك أن يكشف للعالم حقيقة ما يدور من التمسك بشراكة يعمل الشريك كل ما في وسعه لإفشالها والعودة إلى ما قبل توقيعه عليها.

برقيات:

* سيكون من الحكمة على حكومة الوفاق الوطني عدم النظر إلى استرجاع بعض مدن أبين، على إنه نهاية الصراع مع المخلوعين ووكلائهم الإرهابيين، وسيكون من الحكمة، تتبع ما وراء سقوط أبين وكشف الخلفيات التي أدت إلى الاستسلام المريع الذي قوبل به أنصار الشريعة والرئيس في أبين، ومساءلة من ساهموا في حصول ما حصل.

* ستحتاج أبين إلى فترة زمنية لاسترجاع النفس لكن على الحكومة والرئيس أن يعلموا أن أبناء جعار وزنجبار والكود والمدن المجاورة الذين دكت منازلهم، وفقدوا كل ما يملكون ومن فقدوا بعض أفراد أسرهم، ينتظرون مشروع إعادة إعمار أبين وتقديم التعويضات التي يستطيعون بها تضميد جراحهم والعودة إلى منازل تأويهم وأطفالهم، وحياة مستقرة يمارسون فيها حياتهم الطبيعية.

*قال أبو الأحرار الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري:

ليس في الدين أن نقــــــــيم ضيــ ... ـــــم ونحني جباهنا للدنيه

ليس في الدين أن نؤله طــــــــغياناً....... ونعنو للســــلطة البربريه

لــــــــيس في الدين أن تقدس جلاداً....... ويمـــــناه من دمانا رويه

لعن الله كل ظـــــــــــــــــلمٍ وجورٍ ...... لعـــــــــنةً في كتابه سرمديه

فليمت من يضفي على الظالم الطا.. غي رداء الجــــلال والقدسيه

الركوع الذليل في غير وجه الــــله ..........رجـــعى بنا إلى الوثنيه