إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
لأن الثورة كانت شعبيةً فقد كانت الولادة شرعية ..
ولأن الولادة كانت شرعية فقد جاء الفطام إخوانياً ..
ولأن الفطام جاء اخوانياً فلا بد أن يكونَ الوليد باراً بأمه ..
ولأنها أمُّ الدنيا فلا بد لها أن تنتصر ..
فالوجه الآخر للشعوب العظيمة دائماً ما يكونُ بريئاً من كل عمليات التجميل التي حاولت الايدولوجيات المستهلكة أنْ تشوه بها الوجوه المعلنة لهذه الشعوب ..
وشتان بينَ من يصنعون المبادئ وبين من تصنعهم المبادئ !!
فالإخوان المسلمونَ لمْ يكونوا صنيعةَ مبادئٍ مستوردةٍ تسعى إلى تغييرِ مفهومٍ وطني أو نزعِ تقليدٍ شعبي أو حتى تغيير فلكلور إرثي ..
بل كانوا صُنّاعَ مبادئَ وصناعتهم لمْ تأتِ من وثنيةٍ مستوردةٍ تهدفُ إلى غربلةِ الشعبِ المصري من كل ما يمتُّ للدين والعقيدة والفضيلة بصلة ..
فالنشأة التوعوية والمبادئ الآخروية التي ترعرعَت عليها هذه الحركة جعلتْ منها حركةً شعبيةً قبل أن تكون حركةً سياسيةً فالحركات السياسية تعتلي المنصة حينما تغفو الشعوب أما الحركة الشعبية لا تعتلي المنصة إلا حينما تستيقظ الشعوب ..
واليوم بعد أن استيقظ الشعب المصري فقد جاءتِ اليقظةُ بـ ( نظام رب العالمين ) من ركام الأنظمة البائدةِ بأغلفتها التي لونت بشعارات الحداثة والحرية جوهرها الأوحد وهو العلمانية ..
و( نظام رب العالمين ) الذي أطلقهُ شهيد الأمة حسن البنا على دستور الإخوان المسلمين لمْ يأتِ بناءً على غايةٍ تُدبلجها وسائلُ تغريبية علمانية أو حتى وسائل تعريبية قومية بل جاءَ وفقاً للتربية الدينية والوطنية التي تربى عليها مؤسسو هذه الحركة الخالدة والتي استطاعتْ أن تكسرَ حاجز القومية العربية الضيقة وأفقها المحدود إلى أن وصلت إلى حدود الأناضول ليكون حسن البناء هو محمد الفاتح الجديد ولنا اليوم في تركيا عبرةً حسنةً بنهضتها التي تعيشها تحت ظلال رسائل حسن البنا الخالدة ..
وكان لا بد لنظام ربِّ العالمين أن يأخذَ مجراهُ فوق جسورِ الدماءِ التي سالتْ في مصر لأنَّ الشهادة والتضحية في مصر اليوم لم تعدْ ماركةً اخوانية في مشانق فاروق وعبد الناصر والسادات وحسني مبارك بل صارتْ حملةً شعبيةً لتطهيرِ مصر من كل أتربةِ العمالةِ التي كانَ يجسدها حكام مصر بشنقِ دعاة النهضة الأصولية والتي بدأها الملك فاروق -قاتل الشهيد حسن البنا- وخنق الروحِ الوطنية لدى الشعبِ المصري من خلالِ توسيعِ الفجوةِ بينه وبين أخلاقياته وذلك بفتحِ البابِ على مصراعيه أمام السياحة الهدامة الرخيصة مقابل تضييق الخناق أمام مصادر الرزق الأخرى في البلاد التي اعتبرها الغرب السد الفاصل بينهمْ وبينَ حملات الاستشراق والتغريب في الوطن العربي فإما أن يهدموه أو أن يتسلقوه وقد فشل نابليون بونابرت في هدم هذا السد ولكنَّهم تسلقوه فيما بعد عبر تمهيد الطريق لوصول سلسلةٍ من الحكام الفاسدين الذين استفادوا من تجربة (أبو عبد الله الصغير) سلطان غرناطة الذي تسبب بسقوط الأندلس بعد أن بسطَ للنصارى يدهُ وقلبهُ ليموتَ طريداً شريداً كـ حال حسني مبارك الذي بسطَ يديه وذراعيه للصهينةِ والغربنة لتكون غزة بطاقة مساومته ويكون عرش مصر مكافأته ..
ولكن نهاية حسني مبارك تؤكد لنا أن الرجل الذي استفاد مِن تجربة ( ابو عبد الله الصغير ) لم يتعظ من نهاية المعتمد بن عباد -حاكم أشبيلية- حينما ماتَ وحيداً في سجن يوسف بن تاشفين ..
ومع ذلك فوفاة الأندلس بالأمس تختلفُ تماماً عن ميلادِ مصر اليوم فحصادُ الشهيد حسن البنا قد حانَ قطافهُ والقاطفونَ هو الشعبُ المصري ونحنُ ندركُ تمام الإدراكِ أنَّ النصر وحدهُ لا يكفي لأنَّ مصر قد انتصرتْ على نابليون وانتصرت على العدوان الثلاثي وهيَ اليوم تنتصرُ كـ عادتها ولكن الشعب المصري الذي دفعَ ضريبة حصوله على هذا النصر غالياً قد يدفعُ اليوم ثمنَ انتصارهِ لكرامتهِ وإرادته ..
فأوجه الشبه بين رئيس المجلس العسكري (الطنطاوي) والمفتش العام للجيوش العثمانية (أتاتورك) تُثير العديد من علامات الاستفهام فالطنطاوي الذي أصبح الراعي الرسمي للشعب المصري بعد أن أدى دو المنقذ للثورة المصرية لا يختلفُ عن مصطفى أتاتورك الذي انخدعَ بهِ الشعب التركي بعد أن حرر الأناضول من قبضة الحلفاء ليتضح فيما بعد أنهُ وقع معهم اتفاقاً سرياً مقابل انسحابهم من تركيا لتلميع صورتهِ التي انكشفتْ فيما بعدَ حينما أسقط الخليفة عبد المجيد الثاني ليحل محله ...
ومع اعترافنا بأنَّ الفارق شاسعٌ بين الخليفة العابث عبد المجيد الثاني وبين حاكم مصر الجديد محمد مرسي إلا أنَّ ميول الأخير الاسلامية تُثير على السطحِ مخاوف عدة من أكبر وجهٍ للشبه بين أتاتورك والطنطاوي ألا وهيَ العلمانية ..
فهلْ تعودُ مصر إلى القمة بهذا الانتصار الذي حققته اليوم ؟
أمَّ أنَّ هذا النصر الشعبي في معركةِ الكرامة ما هو إلا بداية لمعركةٍ جديدةٍ قد يكونُ عنوانها الأبرز ...
( مصر .. بين شرعية ( محمد ) الفاتح وأتاتوركية حسين الطنطاوي ) ..