اعتبروا من غيركم ..
بقلم/ جلال أحمد الحطام
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر
الأحد 24 يونيو-حزيران 2012 04:40 م

ما جرى في مصر يحتم علينا الانتباه في اليمن لكي لا نصل إلى ما وصلت إليه الثورة المصرية التي حققت أكثر مما حققناه في اليمن ومنها محاكمة رموز النظام السابق إلا أنها تعرضت لانقلاب كاد أن يعود بها إلى نقطة الصفر .

فقد أجريت الانتخابات الرئاسية هناك مؤخراً بعد مخاض عسير خاضه المصريون منذ سقوط نظام مبارك ووسط عواصف هبت عليهم من الثورة المضادة التي يقوم بها فلول النظام السابق بتواطؤ من المجلس العسكري وبمباركة ودعم من قوى إقليمية ودولية حتى كادت أن تجهز على الثورة المصرية .

فبعد انتخابات البرلمان والتي كانت أول انتخابات مصرية نزيهة وشفافة إذا بهجمة شرسة على هذا البرلمان شنها إعلام الفلول قبل أن يكمل أشهراً من انتخابه وبعد أن سلبه المجلس العسكري الكثير من صلاحياته ومنها تشكيل الحكومة .

ثم قام العسكري باشعال الفتنة بين القوى الثورية عند تشكيل لجنة الدستور واتهموا الإخوان بالإستيلاء على كل شيء رغم أنه لم يكن معهم إلا البرلمان منزوع الصلاحية .

ثم قاموا بنشر الفوضى الأمنية والاقتصادية والسياسية في مصر وانعدمت الضروريات لتكريه الناس في الثورة وللمطالبة بعودة النظام السابق .

وعندما أجريت الانتخابات الرئاسية وترجح فوز مرشح الإخوان إذا بالمجلس العسكري يكشف القناع عن وجهه الحقيقي بدون خجل ويتخذ قرارات وإجراءات متتابعة ومريبة تدل على أنها إنقلاب على إرادة الشعب المصري .

فقد أبطلوا قانون العزل وسخروا كل الإمكانيات لمرشح النظام السابق وأبطلوا لجنة الدستور وحلوا البرلمان وأعلنوا الضبطية القضائية لرجال الجيش والمخابرات وأنزلوا الإعلان الدستوري المكمل الذي يسلب رئيس الجمهورية من صلاحياته ويعطيها للمجلس العسكري وبهذا الإعلان فإنهم نكثوا بوعودهم بتسليم السلطة نهاية يونيو ، وهاهو شعب مصر ينزل إلى الميادين مجدداً من أجل إرغام العسكر على تسليم السلطة .

وما يعنيني هنا هو أن علينا في اليمن أن نستفيد من التجربة المصرية كي لا يتكرر السيناريو المصري خاصة وأن بقايا النظام مازالت موجودة في مرافق الدولة وفي السلك العسكري بشكل أكبر من الحالة المصرية كما أن لديهم الكثير من الإمكانات التي حصلوا عليها من قوت الشعب في وقت لم تستكمل الثورة كل أهدافها التي قامت من أجلها . لذا فعلى القوى الثورية والشبابية في اليمن أن تعمل على إنجاز الآتي :

سرعة استكمال مؤسسات الدولة وأولها هيكلة الجيش ، والتسريع في إنجاز الحوار ، والعمل على إعداد دستور جديد أو تعديله بما يرسخ لدولة مدنية حديثة ، وإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في وقتها وعدم تمديد الفترة الانتقالية وعدم إعطاء فرصة أكبر للعسكر أن يحكموا فبريق السلطة يغري النفوس فقد يقومون باختلاق الأعذار ليبقوا أكثر ، كما أن عليهم أخذ الحيطة والحذر من بقايا النظام الذين تواترت الأخبار بأنهم بدأوا يرتبون أوراقهم للانقضاض من جديد على السلطة مستفيدين من تجربة الفلول في مصر .

نقول ذلك رغم اطمئناننا في اليمن بأن الجزء الأكبر من الجيش اليمني داعم للثورة وكذا القبائل ، كما أن الثوار والشباب لن يسمحوا بالعودة إلى الوراء إلا أن الحذر واجب ، كما أن العاقل من اعتبر بغيره .