سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
بالرغم من وجود الكثير من الكتب والفتاوى التي تبيح للقاعدة والجماعات الإرهابية إطلاق فتاوى التكفير للمسلمين وإعلان الجهاد عليهم, إلاّ إن فتوى ماردين لإبن تيمية تعد الأساس الفقهي والدستور الذي يستند اليه الجميع, والتي تبيح للمسلم تكفير مسلم آخر وإستباحة دمه!
وماردين مسقط رأس إبن تيمية وتقع على الحدود التركية السورية, غزاها التتار المغول وسفكوا فيها الدماء واستباحوا النساء وارتكبوا الفظائع والمحرمات, وكان ابن تيمية صبياً في السابعة من عمره فتم تهريبه الى جدته تيمية في الشام والتي سمي بها.
فأثرت هذه الحادثة على نفسيته, وجعلته متشددا في فتاويه, متطرفاً في فكره, ومخالفاً لكل علماء عصره وزمانه, وكان سكان ماردين مسلمون وحكامها كفار, ويدفع المسلمون الضرائب للكفار التتار, والبعض منهم عمل لديهم.
فسُئل ابن تيمية, ما إذا كانت ماردين دار حرب أم دار سلام، وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة الى بلاد الإسلام أم لا، وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو بماله هل يأثم في ذلك، وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟ فأفتى ابن تيمية بفتواه التي اشتهرت بـ ( فتوى ماردين).
وجاء نصها كالتالي: دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها, وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة، سواء كانوا أهل ماردين، أو غيرهم, والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه، وجبت الهجرة عليه، وإلا استحبت ولم تجب, ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم, ويجب عليهم الامتناع من ذلك، بأي طريق أمكنهم، من تغيب، أو تعريض، أو مصانعة . فإذا لم يمكن إلا بالهجرة، تعينت. ولا يحل سبهم عمومًا ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة, فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم، فهي دار مركبة : فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام، لكون جندها مسلمين, ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه.
ويقول ابن تيمية في الولاء والبراء : إن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك. والكافر تجب معاداته، وإن أعطاك وأحسن إليك, فان الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه, والإكرام والثواب لأوليائه والإهانه والعقاب لأعدائه !!
لقد وجد المتشددون المنغلقون ومن يعانون من الرهاب وأمراض الشذوذ النفسي, وجدوا ضالتهم في فتوى ماردين, وبناء عليها فإن الحكومات العربية خارجة عن الشريعة الإسلامية ويجب قتالها, والجنود الذين يعينون هذه الحكومات بالأنفس يجب قتالهم, والمواطنين الذين يعينون هذه الحكومات بالمال كالظرائب يجب قتالهم.
فتم توظيف هذه الفتوى من قبل الجماعات الإرهابية لإستخدامها كدليل شرعي يبيح أعمال القتل ويبرر العمليات الانتحارية والتفجيرات, أي ان هذه الفتوى تجيز للمسلمين أن يكفروا مسلمين آخرين ويعلنوا الحرب عليهم! وهي الأساس الذي استندت اليه القاعدة في جميع غزواتها, وهي الأساس الذي استند اليه الديلمي في غزوة94 التي أجاز فيها قتال الخارجين عن شريعة الإسلام واعتبر ان الجنوب دار كفر وليست دار اسلام! وهي الدستور للجماعات الإرهابية والسلفية, وهي الذخيرة الفقهية لأنصار الشريعة والمتطرفين!
لهذه الأسباب نجد بعض العلماء, يمتنع عن إدانة القاعدة وأعمالها الارهابية, لسبب إن الإنتحاري مؤمن يجب موالاته! والقتلى مدنيين أو عسكريين موالين للكفار ويجب قتالهم!؟
علماً انه في أواخر مارس2010 قرر علماء المسلمين الاجتماع في مدينة ماردين من خمس عشرة دولة للنظر في تلك الفتوى، وإعادة تفسيرها.. وكان ممن حضر ممثلين عن الدول الخليجية وموريتانيا, ومفتي البوسنة، ومن اليمن حضر الداعية الحبيب علي الجفرى, فقط..! ولم يشارك علماء اليمن ربما لإعتراضهم على تجريد فتوى ماردين من مضمونها ورفع الشرعية عن الجماعات الجهادية..!!
وصدر عن المؤتمر بيانا سمي (إعلان ماردين دار السلام) شدد على أن فتوى ابن تيمية في ماردين (لايمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكا ومستندا لتكفير المسلمين، واستباحة الدماء والأموال، وترويع الآمنين، والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش المسلمون معهم بموجب علاقة المواطنة, وأن كل من إستند الى هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد أخطأ في التأويل، وما أصاب في التنزيل, وإن علماء الإسلام يؤكدون أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر(الدولة) باعتباره قرارا سياسيا.., ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان الحرب، أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم، درءا للمفاسد ..)
وهذا المؤتمر لم يحظَ بالتغطية الإعلامية اللازمة لتوعية المراهقين, الذين لم يسمعوا به, لذلك يسهل تجنيدهم وغسل عقولهم, حيث نلاحظ دائماً في وصاياهم انهم يتحدثون عن الولاء والبراء, ودار الإسلام ودار الكفر! فكل من يقرأ منهم هذه الفتاوى وينعزل بها عن الأخرين يصاب بالاضطراب الذهاني المشارك ( Psychotic Disorder Shared ) وفيه يكون الشخص المعزول عن العالم يشارك المريض الأصلي في مرضه لأنه المصدر الوحيد الذي ويستقي منه المعرفه والمعلومات.
لذلك يكون العلاج بعزل المريض التابع عن المريض الأصلي أي عزله عن الكتب والفتاوى التي استند اليها, ثم توعيته عبر برامج دينية تعيد مراجعة وتأويل وتنقيح ما تلقوه من هذه الفتاوى والكتب, وهو ماتتبعه السعودية في مراكز إعادة التأهيل للإرهابيين.
وهنا يجب ان نتحدث عن دور وزارة الإعلام و وزارة الثقافة في محاربة الفكر الإرهابي, واستهداف المراهقين في التوعية خصوصا ان الانتحاريين هم من سن 17 الى 22سنه, فلا يقتصر الأمر على الجيش والأمن لمحاربة القاعدة, ولا يكفي نقد العمل الإرهابي فقط , بل يجب على كل المثقفين والكتاب وعلماء المسلمين نقد الأسس التي يستند اليها الإرهابيون, وإعادة تدقيق جميع كتب التراث الإسلامي الذي يحتوي على مثل هذه الفتاوى والكتب الصفراء, مثل (الفريضة الغائبة) التي يستند اليها الظواهري والعولقي وغيرهم, وهذه الفتاوى والكتب برغم طباعتها الفاخرة إلا إنها في متناول الجميع وتباع برخص الأثمان على أرصفة التحرير وباب اليمن وكأنها مدعومة!
ثم يأتي دور وزارة التربية والتعليم في نبذ أي فكر ديني متطرف يدخل المدارس عبر المناهج أو الوسائل وعليها إعادة هيكلة المناهج ونشر ثقافة المواطنة المتساوية والحقوق والحريات في المناهج التعليمية, بما يخدم بناء الدولة المدنية الحديثة.
ونأمل من مؤتمر الحوار الوطني ان يناقش التطرف الديني بكل أشكاله وأن يتضمن دستور الدولة المدنية الحديثة الحقوق والحريات والمواطنة المتساوية التي تنبذ الفكر الديني المتطرف, الدستور الذي يوجد الحلول والضوابط التي تمنع دخول الأفكار الشاذة والغريبة على مجتمعنا والتي تأتي من الجوار