اعتذار إلى مسلمي بورما
بقلم/ عبد الرحمن البيل
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 18 يوماً
الإثنين 06 أغسطس-آب 2012 12:38 ص

لقد شاهدت كما شاهد ما يزيد عن مليار مسلم حول العالم ، إخواناً لنا يقولون آمنا بالله ورسوله ، يقولون لا اله إلا الله محمداً رسول الله ، يذبحون نهارا جهارا وتنتهك أعراضهم وتسبى نسائهم ويقتل أطفالهم ويذل شيوخهم وتعرى أجسادهم وتلقى جثثهم في البراري عراة ويهانوا أيما إهانة ، على يد قوم يعبدون أصناما فيضلوا لها عاكفين، لو وصفت بألف طريقة ما يجري في دولة بورما من انتهاك صارخ لحقوق المسلمين على يد الحكومة البوذية الوثنية عباد الخرافات والأوهام ما استطعت أن اصف ما أراه يومياً من صور المجازر الوحشية التي تجري هناك وبدم بارد حقير.

يقتلون بطرق بشعة لا توصف ، بطرق نعرفها وطرقا لا نعرفها ، عزائنا فيهم أننا على يقين من الله ان يغفر لهم ويدخلهم الجنة إن شاء الله وقاتليهم سيكبو على وجوههم في النار لا محالة .

إلى كل مسلم في العالم ، نحن أول من يسئل أمام الله تعالى عنهم بماذا نصرناهم ... أما والله إني أنا الحقير إلى الله سأسأل ، أما والله إني أنا العبد الفقير الضعيف سأسأل وكلنا مسئولين ، لما لم تنصروا إخوانكم في بورما من ظلم قاتلهم ، سنسأل أجمعين والله أعلم بما سنجيب فلا أرى لنا عذراً يومها.

فكيف بكم يا حكامنا يا ولاة أمورنا يا من بيدكم خزائن المال وبتوجيهاتكم تتحرك الدبلوماسية وينشط الإعلام وتتحرك منظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية وغيرها من الأمور حتى فتاوي العلماء وما هو أكثر من ذلك .. تستطيعون بأفواهكم نصرة " مسلمي بورما "من ظلم عظيم قد حل بهم.

 بعد أيام نحن على موعد مع قمة إسلامية دعا لها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيحضرها ملوك وأمراء ورؤساء أتخمت بطونهم من رزق الله، فهل سينصروا مسلمي بورما بقمتهم هذه؟.

 أتمنى أن لا يكون في القمة وجدول أعمالها أي موضوع آخر غير موضوع ما يتعرض له مسلمي بورما من مذابح وتطهير عرقي على يد جماعات بوذية مدعومة من حكومة عنصرية قذرة.

هذه القمة التي ستعقد لأول مره على نطاق واسع في مدينة مكة المكرمة أطهر أرض الله في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك وفي ليلة عظيمه هي ليلة القدر، نأمل ونتمنى أن تخرج هذه القمة المقررة بما يتوقع منها أمام هول ما يحدث لمسلمي بورما من مجازر وبما يزيل عنهم البلاء العظيم ويتم محاكمة ومحاسبة من قام بجرائم الإبادة الجماعية بحقهم..

أما نحن شعوب هذه الدول الإسلامية فلم نحرك حتى هذه اللحظة ساكن ولم نخرج بمظاهرات نطالب فيها بتحرك إسلامي ودولي سريع لوقف أبشع مذابح التاريخ وأكثرها رذالة وانتهاك لكل المبادئ والقيم الإنسانية.. فكيف لا وهي تأتي من قوم يعتبرون الشيطان إلهاً يعبد ، ويعبدوه .

إلى مسلمي بورما إعتذاري فها هم أعداء الله وأعداء البشرية يكررون جرائمهم ضد من يقول ربي الله كما قال سبحانه وتعالى""يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ""

صبراً إن موعدكم إن شاء الله الجنة وموعدهم النار وإن عذاب الله لشديد .. ربما على صوت آلامكم وجثث قتلاكم نرى ولأول مره في التاريخ قرار يوحد أمة الإسلام ويجمع شتاتها شعوبا وحكام في مواجهة أكثر واكبر انتهاك لحقوق الإنسان وقع في التاريخ .. حتى مذابح الهلوكست المزعومة لليهود لا تساوي شيئا يذكر أمام هول ما يحدث في بورما للمسلمين.

وهذا يحتم على الحكام المسلمين أن يقفوا بقوة وأن ينصروا مسلمي بورما بكل طريقة وبأسرع ما يمكنهم ،وليتذكروا أن هذه هي المرة الثانية تحصل فيها مجازر وانتهاكات بحق المسلمين وبهذا القدر من البشاعة ففي منتصف التسعينيات حيث قتل الآلاف المسلمين في البوسنة والهرسك ولم يتحرك العالم إلا بعد أربع سنين من الإبادة والقتل للمسلمين وانتهاك الأعراض الآن يعاد المشهد لكن بتكنولوجيا أكثر تطورا وبدراما أكثر رعبا تصور ما هو أبشع وأقذر مجازر تحدث في التاريخ في حق مسلمي بورما .

فإن خرجت هذه القمة على غير المتوقع منها من نصرة إخواننا المسلمين في بورما وهذا ما نخشاه دائماً مما ألفناه من تخاذل لحكام المسلمين فعليهم هذه المرة أن يعوا ويعتبروا مما حصل لحسني مبارك الذي خذل كثيراً مسلمي غزة ويتذكروا كيف زلزل الله ملكه كما زلزل عرش بن علي في تونس وعلى عبدالله صالح في اليمن وأن لا يكون مصيرهم كمصير معمر القذافي في ليبيا وأن يعودوا إلى بارئهم فقراء حقراء حفاتاً عراة يكسون قطران وتلفح وجوههم النار.. وإلى علماء المسلمين إلى متى ستظل حناجركم صامته هل تنتظرون إلا أن تأتيكم أوامر ملوككم كي تتهافتوا على إصدار الفتاوى ودعوة الناس إلى سرعة التبرع والنصرة.