الحوثي والثورة...تأييد ودعم للإستبداد والطغيان
بقلم/ محمد سعيد الجبري
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 18 يوماً
الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2012 04:33 م

يثير موقف «الحوثي» على المستويين الرسمي والشعبي، من «الثورة اليمنية» تساؤلات منطقية حول الأسباب التي تدفعهم إلى الوقوف مع نظام مستبد ومجرم وفاسد وتأييده ودعمه في مواجهة شعب مقهور ومظلوم ومغلوب على أمره وتنطلق هذه التساؤلات من استغراب شديد أن يتورّط الحوثي وأنصاره علي زعزعة إستقرار الوطن,, إن رصداً موضوعياً للجهات التي تقف مؤيدة وداعمة لنظام (صالح)، تشير بوضوح إلى أن (الحوثي) وحده هو الذي يقف وراء هذا النظام المجرم، مع وجود استثناءات محدودة وبسيطة لفئات وشرائح أخرى تؤيده..تأييد مطلق الغريب أن هناك إجماعاً لدى الحوثي وأتباعه بشتى توجهاتهم واختلافاتهم السياسية على إفساد العملية السياسية برُمتها.وجاءت خطوة إنشاء قناة «المسيرة» حتى تكون منبراً إعلامياً يسوق وجهات نظرهم من الثورات بطريقة فيها قدر من (الدبلوماسية)، وتمت بتمويل إيراني..صالحي. كامل. ولماذا هذه الازدواجية التي نراها في التعامل مع الثورات العربية، ففي الوقت الذي يؤيد الشيعة(الحوثي) ما يرونه «ثورة» في البحرين، نجدهم يتجاهلون الثورة في سورية؟!.. بدراسة موضوعية وعلمية، يمكن تحديد العوامل والأسباب التالية:

1- العامل الطائفي: من المؤسف أن هذا العامل يأتي في مقدمة الأسباب والعوامل، التي تقف وراء التأييد الشيعي للنظام السوري؛ إذ إن الشيعة ينظرون إلى أن الطائفة «العلوية» هي التي تحكم سورية منذ أكثر من 40 عاماً، وأن مصلحتهم في بقاء هذا النظام لأنهم يرون أن «العلويين»: «هم جماعة من المسلمين الشيعة، الذين ينتمون إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية، وبعضهم ينتمي إليه بالولاية والنسب كسائر الشيعة الذين يرتفع انتماؤهم العقيدي إلى الإمام علي، وبعضهم يرتفع إليه انتماؤه النسبي أيضاً، وإن «العلويين» و«الشيعة» كلمتان مترادفتان مثل كلمتي «الإمامية» و«الجعفرية» فكل شيعي هو علوي العقيدة، وكل علوي هو شيعي المذهب». وهذا ما جاء في مقدمة البيان التاريخي الذي أصدره علماء الطائفة «العلوية» في سورية ولبنان في 1392هـ. وصدرت هذه الوثيقة بجهود قام بها أحد علماء الشيعة المعروفين السيد «حسن الشيرازي»، لذلك، لم يكن من قبيل المبالغة إطلاق وصف «الهلال الشيعي»، على المحور الإيراني - العراقي - السوري - اللبناني، الذي تشكل خلال الأعوام الأخيرة، وكان ينظر إليه بتندر من قبل بعض المراقبين السياسيين. ولعل هذا السبب من الأسباب، هو الذي يدفع الشيعة إلى الحرص على بقاء النظام الحالي بهويته العلوية، لأن سقوط النظام سيؤدي بالنسبة لهم إلى تشكل نظام جديد، ستكون هويته سنية، وهو ما يشكل «اختراقاً» وضرباً للهلال الشيعي، الذي تشكل سورية «الرئة» التي يتنفس فيها هذا الهلال.

ولعل ما يؤكد ما ذهبنا إليه التصريحات التي أدلى بها رجل الدين الشيعي «ياسر حبيب» (الذي سحبت جنسيته الكويتية بسبب سبه السيدة عائشة رضي الله عنها)، التي دعا فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلى إرسال قواته لحماية «مقام السيدة زينب»، والمقامات الشيعية في دمشق، كما حذر من أن «كيان الأمة الشيعية» على حد تعبيره في خطر بسبب ما يجري في سورية.. السقوط ثمنه باهظ لا شك أن الشيعة سيدفعون ثمناً باهظاً إذا سقط النظام السوري الحالي، ذلك أن موقفهم المساند للنظام بلا حدود أو قيود، أدى إلى شعور عارم بالحنق والاستياء في صفوف الشعب السوري، ويكاد يكون أمراً بديهياً، أن تكون هناك ردة فعل عنيفة لدى أي نظام يحكم سورية بعد سقوط «نظام الأسد»، ولعلنا لا نرجم بالغيب عندما نقول: إنه لا مكان لإيران وحزب الله في سورية الجديدة، وهو ما ينعكس بالطبع على عموم الشيعة، ولعل هذا ما دفع المفكران الشيعيان اللبنانيان «هاني فحص»، والسيد «محمد الأمين» إلى إصدار بيان يحاولان فيه «التبرؤ» و«التنصّل» من الموقف الشيعي المؤيد للنظام، حيث جاء في بيانهما: «... ومن دون تفريق بين ظالم وظالم، ومستبد ومستبد، وشعب وشعب.. ندعو أهلنا إلى الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها».وأخيراً أترك ألأمر للقارئ وأقول هل رأيت(الحوثي) وأنصاره وقناته (المسيرة)تتحدث عن الثورة السورية بطريقة مباشرة او غير مباشرة؟أم تراهم أقاموا الدنيا علي ثورتنا المباركة وخافوا عليها من الضياع أليس في هذا غرابة ياسادتي يا كرام؟!