موقف القبيلة من الاعتداءات المتكررة على أنبوب النفط
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 12 يوماً
الإثنين 10 سبتمبر-أيلول 2012 04:17 م

أولا:نشكر القيادة السياسية في محافظة مأرب التي رفضت الحل العسكري الذي كان النظام السابق لايتردد في استخدامه في ابسط القضايا وإنشاء الله ستحل هذه القضية في غضون ساعات حيث يجتمع ألان في منطقة الحوي (بمنطقة الدماشقة) مشايخ وممثلين عن كل قبيلة من قبائل عبيدة وتم الاتفاق من حيث المبدأ على تشكيل لجنة لحل القضية سلمياً والآن جاري النقاش حول التفاصيل......

ثانياً:نتمنى من حكومة الوفاق أن لا تتعامل مع أبناء محافظة مأرب بنفس الأسلوب الذي كان يستخدمه النظام السابق في حل قضايا حساسة كهذه؟؟لقد عانينا كثيراً وهوجمت مناطقنا أكثر بسبب مشاكل الأنبوب القديمة الجديدة!!ومن غير المقبول أن تقصف قرانا بالصواريخ في ظل حكومة الوفاق التي أفرزتها الثورة بسبب أعمال من لايمثلون إلا أنفسهم وفي ظل تجاهل الحكومة لمطالب أبناء المحافظة بحراسة المنشئات في مناطقهم ،،،

ثالثاً:لايعقل أن نتحمل فاتورة التخريب مع أن الحراسة لم توكل إلينا أبناء المنطقة التي ينبع منها النفط ويمر بها الأنبوب ،حيث وقد حرمنا من حقنا في التوظيف في الشركات العاملة في بلادنا أسوة بالآخرين مع العلم أننا موافقين على شروط التوظيف التي تتذرع بها الأطراف المهيمنة على عمل وإدارة الشركات...

رابعاً::يجب أن يحاسب المخربون بالطرق القانونية عبر القضاء ...ويجب أن توكل حراسة الأنبوب لأبناء المناطق التي يمر بها خصوصاً المأهولة بالسكان ...ولمن لايعلم لقد قتل العشرات من أبناء قبيلة عبيدة عامة( وأبناء منطقة الدماشقة خاصة حيث تم مهاجمة قراهم مراراً كثيرة) بسبب مهاجمة الأنبوب من قبل أشخاص في اغلب الأحيان لاينتمون إلى المنطقة بل كشف (التحقيق الذي أجري في العام 2000بعد مهاجمة منطقة الحدباء بحجة تكرار عملية تفجير الأنبوب في هذه المنطقة أن خمسة من منتسبي الأمن السياسي هم من قاموا باستهداف الأنبوب مرات عديدة في ذلك الحين لهدف معين )،ومن ذلك اليوم طالبنا بحراسة الأنبوب بل حرسناه لأشهر طويلة حفاظاً على أرواحنا وحماية لبيوتنا من تعسف النظام آنذاك وقطع على نفسه عهود ووعود بتسليمنا مهمة الحراسة في مناطقنا التي يمتد فيها الأنبوب مسافة 42 كيلو متر معظمها مأهول بالسكان ولكنه نكث بوعوده..

خامساً:في ظل غياب الدور الرقابي للحكومة ونتيجة لعملية إهدار وتبديد الثروة فالشركات التي تقوم بصيانة الأنبوب وإصلاحه بموجب عقود خاصة مع الوزارة تتقاضى على سد وتلحيم ثقب صغير في الأنبوب مبلغ 100,000دولارعلى الأقل حسب مصادر مقربه من هذه الشركات ،لذلك تقوم بتجنيد بعض المرتزقة لمهاجمة الأنبوب لكي تتقاضى كل يوم مئة ألف دولار ...فهي لو لم تتدخل في عملية تخريب الأنبوب قد ينتهي عقدها دون أن تحدث عملية تخريبية للأنبوب ودون أن تتقاضى شئ.

سادساً:هنالك صراع على الأدوار بين القوى التقليدية التي اعتمد عليها النظام السابق وتم تلميعها على أنها صاحبة القرار الأول حتى في المناطق التي لأتتبعها حسب الأعراف القبلية والتي فقدت مكانتها بعد الثورة ،وبين القوى الثورية التي برزت مؤخراً في مناطقها والتي حضيت بدعم شعبي وسياسي عزز موقفها في إنجاح المهام التي أوكلت إليها حيث تم إصلاح أكثر من عشرة ثقوب في الأنبوب في مناطق متفرقة سلمياً ودون أن تراق قطرة دم وفي نفس الوقت لم يتم الرجوع للشخصيات التقليدية التي بدأت مؤخرا في تجنيد بعض المرتزقة في محاولات تخريبية متفرقة لاستعادة نفوذها السابق .

سابعاً:أهم مافي الأمر إن عمليات استهداف وتخريب وتفجير الأنبوب منذ أن تم تمريره بالقوة عبر المناطق المأهولة بالسكان إلى يومنا هذا لم يكن ولو لمرة واحدة يعبر عن مطلب جماعي لأبناء المنطقة سواء من ناحية الحماية أو من جهة الحقوق الأخرى وإنما هو عمل تخريبي منظم كان في السابق لايتبناه أحد وفي العقد الأخير يتم ربطه بمطالب شخصية بحتة...ومطالبتنا بحراسة الأنبوب تأتي في المقام الأول لحماية مناطقنا من خطر التلوث الذي أصاب مناطقنا بسبب انبعاث المواد البتر وكيماوية الخطيرة التي تخرج من الأنبوب بعد تفجيره وكذلك تعمد الشركات في إطلاق المواد الكيماوية السامة في الهواء وتضرر المنطقة منه لقربها جداً من الحقول النفطية بالإضافة إلى عدم التزام الشركات بدفن المخلفات الكيماوية في بطن الأرض من جهة ،ومن جهة أخرى لحماية منطقتنا من صواريخ الحكومة التي لايتردد في إطلاقها على المنطقة التي تم مهاجمة الأنبوب فيها دون أن تستفسر عن من هاجم الأنبوب وما موقف القبيلة منه؟؟؟

وأخيراً وليس أخراً أن الكميات التي تهدر من النفط الخام بسبب الأعمال التخريبية منذ بدايتها وكذلك تكاليف إصلاح الخراب الذي يلحق بالأنبوب جراء تفجيره بالإضافة إلى تكاليف إصلاح الآبار النفطية جراء توقف عملية الإنتاج حيث تصل الحالة ببعض الآبار إلى مايسمونه (بموت البئر)وخروجها عن الخدمة حيث يتسبب ذلك في خسارة إنتاج تلك الآبار وبعضها يتطلب إعادة الحفر والتفجير بسبب تجمد الغاز بداخلها والذي بدورة يؤدي إلى انسداد البئر وهذه العملية تكلف مئات الآلاف من الدولارات ،،،مجموع تلك العمليات لعام واحد +فاتورة الطائرات الأمريكية بدون طيار (لعام واحد ) والتي أوكلت مهمة حراسة الأنبوب إليها مؤخرا،ً سيحرس الأنبوب من صافر بمحافظة مأرب إلى مرفأ رأس عيسى في البحر الأحمر لعشرات السنين إذا تم إعطاء مهمة الحراسة لأبناء المناطق التي يمر بها الأنبوب كلٌ في منطقته وفي نفس الوقت إذا تمت مهاجمة الأنبوب بعد إبرام هذا الاتفاق فتتوقف رواتب المجموعة التي تم التخريب في قطاعها حتى تختصم تكاليف الإصلاح من رواتبهم وستصلح الأحوال ،،أما غير ذلك فقد جريناه لعقود مضت ولم يجدي نفعاً.