مطالبتهن بحقوقهن الوهمية سببها الرجل
بقلم/ أمة الله أحمد
نشر منذ: 12 سنة و شهر و يومين
الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2012 12:32 ص

انتشرت في الآونة الأخيرة حملة بعنوان حقوق المرأة وخرجت بعض من الفتيات في شعارات مختلفة للحملة منها: أريد لشعري أن يتنفس، وأنا إنسان ،ولست شرف يصان، وغير ذلك من الشعارات .

وبالنسبة لي لن أذكر أدلة شرعية لأثبت خطأ مطالبها دينيا فلست بصدد ذلك ولا أريد الدخول في شبهات وغير ذلك, فأنا على قناعة تامة أن اللوم في هذه الحملة لا ألقيه على الدين ولا على المرأة المطالبة بها، ولكني ألقي اللوم فيها على الرجل الذي اختاره الله للقوامة عليها، واستوصاه الرسول عليه الصلاة والسلام بها خيراً ولم يؤدي ماعليه، فحين يغيب دور الرجل من حياة المرأة توقع أن تجد منها الكثير من الأخطاء , وهذا ليس عيباً فيها أن تخطئ ولكن العيب في الرجل الذي هو موجود في حياتها ولم يحسن توجيهها , فالمرأة خلقها الله تابعة للرجل تغلبها العاطفة على العقل دائما وتتأثر بشكل كبير وسريع , هذه هي خلقتها , وقد اثبت ذلك العلم الحديث أن العاطفة هي من تحكم المرأة قبل عقلها وبالتالي لا لوم عليها كما هو اللوم على الرجل .. فلو كان في حياة المرأة الأب الحنون والمربي والأخ السند والظهر لها والزوج الذي يكون أماناً وراحةً لها وقوامة سليمة وصحيحة عليها لما وجدناها تطالب بحقوق خارجية كإظهار شعرها أو مساواتها بالرجل في الحياة العملية..

هذه المطالب الخارجية طالبت بها حين اختفت من حياتها المطالب الداخلية التي تحتاجها , فحين يجد الإنسان الراحة النفسية في حياته لن يهمه ما يظهر للآخرين منه , ولكنها لبساطة عقلها حين وجدت الجفاء وسوء المعاملة من الرجل ظنت انها حين تطالبه بأن تكون مثله ستحقق ما تريده لا تعرف أنها لن تزيد إلا ألماً في حياتها ومعاناةً أكبر .

وأنا على ثقة تامة أننا لو قمنا بعمل بحوث في حياة كل واحدة ممن تطالب بهذه الحقوق فسنجدها تعاني شيئاً من الآتي :

إما أب فيه من الجفاء والقسوة وسوء التعامل ما جعلها تنفر .

أو أخ لم تشعر أنها كائن بشري عنده ولكنها أداة يخاف على نفسه منها أمام أصدقاءه وجيرانه.

أو زوجة استخدمها الرجل كجهاز آلي للتنظيف والجلوس مع الأولاد دون إعطاءها حقوقها كزوجة ودون مراعاة الله فيها أو مراعاة ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام "لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم".

وذكري لسوء معاملتها كزوجة لا أقصد فيه أن تنظيفها لبيتها وتربية أولادها خطأ أو مهين لها بالعكس هو أشرف عمل يمكن أن تقوم به امرأة ولكني قصدت إساءة معاملة الزوج لها حين تؤدي هي أشرف عمل يقوم به إنسان لذلك لا يمكن أن تجد امرأة تعيش في أسرة كريمة وتجد حسن معاملة وطيب أخلاق ومراعاة من الرجال الموجودين في حياتها تطالب بحقوق، فهي تعيش في كنف الحقوق كاملة , تتعلم وتعمل وتخرج وتفعل كل مايحلو لها وهي محافظة على نفسها ومدركة أنها تختلف عن الرجل وتعتز بذلك الإختلاف لأن الرجل الذي في حياتها قد عرّفها حقوقها وواجباتها , ولدي مثال على ذلك الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عاش مع تسع نساء ولم نسمع أو نقرأ في سيرته عن شكوى منهن أن حقوقها ضائعة منها، لأنه أحسن احتوائهن ومراعاتهن فلم يؤثر ذلك في عددهن ولم يشتكين هن من شيء , وهذا دليل قاطع أن المرأة إن وجدت حقوقها سترضى بالحياة مهما كان لباسها أو ما عليها فيها .

أنا مثلاً فتاة رزقني الله ولله الحمد بوالد عظيم كان لي دليلاً للحياة السليمة التي يجب أن أعيشها كفتاة ولم يحرمني من حقوقي التي أعطاني الله إياها وها أنا أتممت دراستي الجامعية وأعمل في وظيفة وأدرس اللغة الانجليزية بجلبابي وبالتمسك بإخلاقي وأنوثتي والمحافظة عليها من أن يخدشها أحد , ولا أشتكي أبداً من ذلك بالعكس أعتبره شرف لي , وأكون أكثر سعادة حين يعجب الآخرون بما أقوم به وأنا بغطائي لأني أكون متأكدة أن إعجابهم والتفاتهم لي كان لعملي وليس لإستغلال أنوثتي فهم لا يشاهدون منها شيئا..

كما أني لا أشكو أبداً من عدم اختلاطي بالرجال أو ممارستي أعمالهم , لأني على ثقة أنهم كما لهم ما يناسبهم من أعمال وحياة لي أنا أيضاً ما يناسبني من أعمال وحياة , فمن خلقني هو أكثر علماً بي وبما يناسبني ولن يختاروا لي هم أو من تطالب بالحقوق أفضل مما اختاره هو لي فهو الخالق ونحن إذا أردنا استخدام صحيح لجهاز والمحافظة عليه نأخذ الدليل ممن صنعه كذلك الحال معنا ما حدده الله لنا هو الأنفع والأصح لحياتنا لأنه جاء من خالقنا..

أخيراً أختم المقال كما بدأته..

(يا رجل أدِّ دورك الكامل في حياة المرأة كرجل حقيقي أباً كنت أو أخاً أو زوجاً وستجد خير المرأة الصالحة ولن تطالب هي أبداً بشئ لا يناسبها ).