هزمنا إسرائيل نفسياً وهذا هو النصر الأهم
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 28 يوماً
الجمعة 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:27 ص

هزمنا إسرائيل نفسياً، وهذا هو النصر الأهم. وبالضربة القاضية التي حطمت قبتهم الحديدية وكل أسطوراتهم التي ذكرتنا بخط بارليف.

اقرأوا صحف العالم اليوم وأولها النيويورك تايمز ومجلة الفورين بوليسي هناك عناوين عريضة مختلفة تقول (لقد كسبت حماس الحرب). اعترف العالم اليوم بما حاولت أن تظهر إسرائيل عكسه تماماً. إرادة حماس زلزلت بوارجهم وأرجعت طائرات الإف 16 تجر أذيالها خائبة.

قتلتم منا الكثير لكنكم حتى لم تتمكنوا من الوصول إلى العدد الذي تمكن حكامنا كبشار من الوصول إليه، نحن العرب أشد بأساً للأسف حتى على أنفسنا... كيف تواجهون جيل الصحوة الذي لا يهاب الموت وأول شعاراتهم هي (شهداءنا في الجنة وقتلاكم في النار). أما أنتم فان الملاجئ والمخابئ هي مأواكم الحقيقي لا أرض فلسطين ونسيمها الحر.

أجزم أن جميع سكان إسرائيل وكثير من قادتهم يطالبون نتنياهو بعدم إعادة الكرَة ، فقط هجوم آخر من حماس بدعم مصري وتنهار كل شروط السلام الصوري ويعيد العالم حساباته.

لقد أثمر الربيع العربي إذاً.. صدق خالد مشعل عندما راهن عليه.... و واهم من يعتقد ان الشعوب التي نشدت الحرية والتغيير لدولها التي حكمها طغاة بالنار والحديد لأكثر من ثلث قرن. واهم من يعتقد انها ستصل لمبتغاها خلال نحو عامين هي عمر أول بذرة طرحها ربيع تونس. الطريق أمامنا طويل والثمار لم تنضج بعد وسنظل نعاني طويلا حتى نصحح المسار ونجني الثمار، لكن المهم أننا بدأنا الزرع ونعمل للحصاد، حتى مصر التي كانت وستظل صاحبة الريادة ستعاني كثيراً حتى تخرج من فترة مخاضها سالمة ومن يدري ربما تعاني حتى بعد الولادة! فكيف باليمن وليبيا أو حتى تونس!

الثمرة الحقيقية للربيع العربي ، الثمرة الأولى أزهرت اليوم بنصر غزة ، النصر التي شاركت مصر في تحقيقه وأثبتت ان تضحيات شهداء 25 يناير وشهداء كل دول الربيع لم تذهب سدى.

هناك فجر قادم لا يعنينا من الحامل لمشاعله بقدر ما يعنينا ان يخرجنا من بحر الظلمات الذي قتل أحلامنا لأجيال مضت

هل ستأتي حماس بفجرنا ام الأخوان المسلمين أم الليبراليين الجدد أم من كان ... لا تقفوا أحبتي كثيرا عند التفاصيل قفوا عند الأعمال العظيمة، عند المنجزات الجليلة التي رفعت رؤوسنا كانتصار اليوم.

وانه ليؤسفني انني أعلم انني سأجد غداً من يقلل من أهمية ما حققته حماس ومصر في هذه المعركة وهم ذاتهم الذين وقفوا ضدنا عندما أعلنا تأييدنا لحماس على طول الخط ومن بداياتها وسنظل نعلن أننا ظهرها وحماة ثغورها وهناك منا في اليمن من قدموا لها الدعم الكثير بشهادة القائد البطل خالد مشعل.

ولكنا كعادتنا لن نبالي... هم يراهنون على اللاشيء... ربما لم يفهموا بعد ولم يقرأوا في التاريخ ان أشباههم كانوا هم أسباب فشل الأمة وقتل عزيمتها على مر العصور.

إننا نعلم على من نراهن وقبل ان نقول إننا نراهن على حماس وعلى كل من يدعمها... سنقول ان راهننا هو على الحق... على فلسطين... فهل تنضمون إلينا؟