على طريق مؤتمر الحوار الوطني الشامل
بقلم/ م.حسين صالح التام
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:53 م

يتطلع الشعب اليمني برمته إلى أن يرى الوقت الذي سيعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني وهو بلا شك حدث هام ومفصلي على كافة الأصعدة لأنه يعول عليه كثيرا في مناقشة مختلف القضايا الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والقانونية التي بالتأكيد ستخدم الشعب اليمني وتعزز قوته ووحدته وتقدمه او كانت مثار خلاف في الماضي بحيث يجتمع المتحاورون على طاولة واحدة لوضع النقاط على الحروف إزاء كل موضوع مطروح لتداوله بروح المسئولية الدينية والوطنية والأدبية وبنيه مخلصه وشعبنا اليمني يعول كثيرا بان يمثل المتحاورن همومه وتطلعاته الحقيقية ويخرجوا بنتائج وحلول تلبي هذه التطلعات .

ومهما كانت أطراف الحوار لها توجهاتها او نسبها او حجم مشاركتها فان عليها أن تدرك حجم المسئولية الوطنية وان مؤتمر الحوار فرصة تاريخية ربما لن تتكرر جاءت لتغليب رأي المنطق على رأي القوة وان عليهم ردم الهوة بين الأطراف المشاركة للتقريب أكثر بين وجهات النظر وان الجميع في مؤتمر الحوار الوطني سيكونون أمام الشعب وسيدرك الشعب من الأكثر قربا منه والمتطلع لان يرى اليمن دولة قويه دولة نظام وقانون دولة تسود فيها العدالة وينتصر فيها الحق وأهله يعم فيها الاستقرار والأمن .وان يدرك المتحاورون أنهم يمنيون أمام مهمة فاصلة وجسيمة وهم المعنيين بوضع الحلول والمعالجات التي يروها مناسبة لليمن واليمنيين لتصل رؤية الجميع بلا استثناء أو تهميش أو إقصاء وان يضعوا المصلحة الوطنية العليا قبل أي مصالح شخصية .

ويتطلع اليمنيين ان تكون المرحلة القادمة بعد الحوار مرحلة بناء وتنميه مرحلة جادة وحاسمة للانطلاق نحو المستقبل والغد المشرق وقد اتفق الجميع على شكل الدولة ونظام الحكم والانتخابات والدستور الذي يعد أهم وثيقة في أي دولة في العالم وإعادة هيكله الدولة ككل في كافة القطاعات لتؤدي دورها المناط بها خدمة للشعب وتقدم الوطن وتلافي جوانب الضعف والسلبيات التي رافقت المراحل الماضية وان يهتموا كثيرا بقضايا التنمية والزراعة والاقتصاد وقضايا الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والإنتاج وإدارة الموارد ومفاصل الدولة كي لا يتصور من وصل إلى أي منصب انه ملكه الخاص ليفسد فيه وتعزيز الرقابة وتطوير الأنظمة المالية والإدارية التي تحفظ الحق العام والمال العام والسلطة والإعلام والجيش لتكون في خدمة الشعب جميعها وبعيد عن أيادي العبث والاستغلال والمحسوبية والفساد .

على أية حال فان المرحلة هي مرحلة إدراك للواقع وهو واقع مختلف بحاجة إلى تفكيك شفراته من اجل استيعابها ووضع التصورات لحلها والاستفادة من دروس الماضي والتطلع إلى مستقبل مشرق أكثر عطاء وعدلا ومساواة للجميع .

ومن خلال تتبع ما قامت به اللجنة الفنية للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني فلا شك ان هذه اللجنة قد قامت بإعداد كثير من الأمور التنظيمية لجعل مؤتمر الحوار الوطني أكثر تنظيما وفعالية بحيث تكون أجوا الحوار مناسبة وفي مستوى الحدث ولازال أمامها مهمة إدارة فعاليات المؤتمر مع المعنيين ومن المهم أيضا تعزيز النظام بلا شك والنواحي الأمنية 

ونختم بقول الشاعر :لا يرتقي شعبا إلى أوج الـعــلا ما لم يكن بانوه من أبنائه .