التسوق يعيق التسوية
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و يومين
الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:30 م

لو كان صالح يعرف أنه حال عودته من سوق ضمران وحتى قبل أن يفك أكياس التبضع ليجرب بعض حاجياته ويتأكد من مقاساتها ومن قيمة الفاتورة وينثر محتويات هذه الأكياس سيصله خبر إقالة ابنه وابن أخيه من منصبيهما الهامين لما غادر قصره أصلا ولترك التجول والتسوق للحشم والخدم .

صالح سيظن أن القرارات ردة فعل على خروجه وأن نائبه السابق ورئيسه الحالي لديه اعتراض على هذه الخطوة أو لديه حساسية من التسكع في الأسواق .

طبعا ليس هذا سبب القرارات بالتأكيد لكن كاتبا من كتاب براقش نت وقبل صدور قرارات الهيكلة تنبأ أن تثور ثائرة المشترك على خروج صالح في جولته حدا يجعلهم يطالبون بإلغاء الحصانة لأنها لا تشمل الخروج للسوق ، ومضى الكاتب في وضع سيناريوهات عديدة لردة الفعل تشمل إثارة الموضوع في مجلس الأمن وعلى قناة الجزيرة وعلى مستوى قيادات كبيرة في المشترك والسفراء وبن عمر .

المقال النبوءة والذي جاء ثمرة نشوة البعض بخروج ما يسمونه بالزعيم لمقابلة الناس والتجول أتى أيضا في سياق محاولة بعض الفلول إغاضة خصوم صالح أن :إنظروا هاهو الرجل يفعل ما يشاء فماذا عساكم أنتم فاعلون، فمضوا يتوقعون كل ردود الأفعال الممكنة وغير الممكنة و التي فاضت عليهم بها أفلام الخيال العلمي، لكن لم يتوقعوا أن يكون ردة الفعل هي الإقالة . هؤلاء الكتاب استمرأوا هذا القول كلما قام زعيمهم بأحد فعالياته المصورة والمغطاة إعلاميا من قبل الدوائر التي تسترزق من تغطية أخباره والتي تعمد لتضخيم مثل هذه التصرفات وكأن الرجل بهذا قد أسقط المبادرة أرضا وعصف بأوراقها وذراها في الحقول . .

ماذا سيقول هذا الكاتب الآن حين يعرف ألا أحد اعترض على هذه الجولة وأن ما رسمه من تداعيات للزيارة لم يحدث مثل ما كان يظن ولكن حدثت الإقالة ، وهنا من حقنا الآن أن نقول له بمنطقه ونجاريه نعم : التسوق يعرقل التسوية ولذلك فالأحرى أن تنصحوا الزعيم أن يؤخر هذه الهواية إلى روما وهناك في شارع فينيتو يستطيع أن يجد ضالته من الماركات الأصلية دون أن يكون حذرا من التقليد ..

واسترسالا لخيالاته ولخيالات المصدومين و على النقيض منها سنتوقع أن الحصانة لم تشمل القيام بحفلات أعياد الميلاد وخاصة المهيبة منها كتلك التي تحدث عنها موقع الإعلام التقدمي واصفا بها حفل عيد ميلاد يحي محمد عبد الله صالح ، الحصانة لا تسمح بهذا . المحصنات والمحصنين لا يخروجون للتسوق ولا يقيمون احتفالات فارهة ، المحصنون عليهم أن يعرفوا أنهم محكوم عليهم شعبيا مع وقف التنفيذ وأن مزيد من الاستفزاز سيجعل الحكم ساري النفاذ ، لا مزيد من الاحتفالات والبلالين والنفافيخ و الفقاعات والرغوة والتورتات لا مزيد من التسوق ، لا مزيد من الصور و الفلاشات والعدسات و الابتسامات البلهاء ، قروا في بيوتكم مالم فالقرارات ستكون مفاجئة ومباغتة و خاطفة للفرحة . فقد أثبتت الدراسات الاستراتيجية الصادرة عن مراكز الأبحاث أن التسوق وكذا التنطط في أعياد الميلاد يعرقل التسوية السياسية في اليمن ويؤدي إلى تأزم الأوضاع في الشرق الأوسط وسبب رئيس لتوتير الأجواء في البحر الكاريبي ودول جنوب شرق غرب شمال الباسفيك ، وأنها باعث قوي على الهيكلة .

هناك صنف آخر من هؤلاء الكتاب درج أيضا على نسج علاقات وطيدة يصنعها في خياله بين كل من تم تعيينهم خلال الفترة الماضية من حكم الرئيس عبد ربه وبين صالح وذلك ليوهم نفسه أولا ثم ليخفف عنها وعن من قد يقرأ له وطئة هذه التغييرات ومعتقدا أنه بذلك أيضا ينزع الفرحة ممن سعدوا بإقالة المقربين من زعيمه .

عيشوا حياتكم فقد جعلتم من معظم من تم تعيينهم بدلاء لسادتكم يرتبطون بهم بعلاقة نسب وقرابة وصداقة ومصاهرة وأخوة في الدم والرضاعة والكأس فقط لتفرحوا ظاهريا وتمنعوا عنا الفرحة بأنهم ذهبوا.

لن نلومكم الصدمة كبيرة فخففوا عنها بهذه المهدئات . فالقرار كان مفاجئا ، لكن المفاجئة كانت مفرحة في جانب وصادمة في جانب آخر ، ونعرف أنه بعد امتصاص الصدمة سنجد منكم من يظهر روعة القرارات على صفحات الجرائد والمواقع و يظهر سلبياتها على أرض الواقع بإثارة كثير من الزوابع التي توقع البعض أن تبدأ من الأمس واشتروا ديزل للمولدات.