بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء''
تعز مهد الثورة , ومنبع الحضارة , ومصدر الثقافة , وهي عاصمة الثقافة بطبعها الثقافي والمدني بدون الحاجة إلى إصدار قرارات يعرف المواطن التعزي أنها ستضل حبرا على ورق كسابقاتها من القرارات , وستعتبر مجرد شعارات يدغدغ بها عواطف الناس , وأولئك المتعصبين للمناطقية ليخيل لهم أنهم حققوا إنجازات وانتصارات كانتصار بدر وحنين أو 14 أكتوبر و30نوفمبر , بعيدا عما يعانيه المواطن التعزي منذ ثلاثة عقود وما يزال حتى اليوم , تعز التي كانت تعاني من ارتفاع نسب معدلات الفقر , والبطالة , والفساد المالي والإداري , وتردي خدماتها العامة , ووقوعها على خط النار الساخن لصراع مشاريع الحيتان وتصفية الحسابات الضيقة لازالت تعاني حتى اليوم بل زادت معاناتها في ضل احتدام الصراع بين النخب السياسية فيها.
إن قرار اعتماد تعز عاصمة للثقافة في لغة المواطن البسيط لا يعني له شيء , وكأنه لم يكن , لأنه يريد قرارات تغير من معاناته , وتخفف من أزماته وهمومه , وتشعره بمكانته وقيمته وكرامته الإنسانية , المواطن التعزي يريد قيادة حكيمة لمحافظته تخفف من الصراعات والإحتقانات لا أن تزيد من تغذيتها , وتقارب ولا تباعد , وتنهي الخلافات لا أن توسعها , وتحتك بالمواطن الفقير وتتقرب إلى الطلاب المعدمين , والفقراء الذين لا يجدون قيمة كراسة يكتبون عليها دروسهم , أبناء تعز يريدون قيادة حكيمة تترجم الأقوال إلى أفعال , وتحتك بالبسطاء من الناس , وتسمع مشاكلهم وأناتهم ومعاناتهم التي يعانونها من المسئولين في مختلف الوحدات الإدارية والخدمية لا أن تعتمد على التوجيهات والأوامر التي لا تتعدى المكان التي وجهت منه تلك التوجيهات , المواطن التعزي يريد قيادة تتعامل معه تعامل إنساني بعيدا عن المنطق الاستعلائي والتعامل الفوقي.
يا فخامة الرئيس إن تعز ملت من مثل هذه القرارات رغم أهميتها , لأنها في أمس الحاجة إلى قطرة ماء تروي ظمأ أبنائها الذين يعانون منها منذ عشرون عاما , ولم يجدوا من يخفف من معاناة أطفالهم في نقل الماء من المساجد , والمطاعم , والمحطات الخاصة سوى الوعود المتكررة من كل المسئولين بعيدا عن العمل على أرض الواقع , يا فخامة الرئيس تعز تريد اهتماما صحيا كبيرا يحافظ على أرواح أبناءها من حصاد حمى الضنك لأنك لو قمت بزيارة أهم مرفق صحي في المدينة وهو مستشفى الثورة العام ورأيت الأوضاع الصحية المزرية كما كان يفعل الشهيد إبراهيم الحمدي لوجهت بمعاقبة كل أبناء تعز على عدم قيامهم بثورة ثانية وثالثة ورابعة على تلك الأوضاع.
إن تعز يا فخامة الرئيس يريدون عدالة ومساواة , يريدون تطهير مؤسساتها من بقايا النظام المتخلف , ورموز الفساد المتعفنة , أبناء تعز يريدون من يحميهم من سماسرة الأراضي , ولصوص المال العام , ويحميهم من تجار البشر وسماسرة النافذين , والمتسلطين , وتجار التهريب , وبكل صراحة يا فخامة الرئيس لا يمكن لتعز أن تكون عاصمة للثقافة وكل عوامل الثقافة فيها تهدم , المواطن فيها يموت عطشا وجوعا ويتجرع الذل والمرارة من سطوة النافذين , لا يمكن أن تكون عاصمة الثقافة وهي مستباحة من قبل الفاسدين , وغزاة الأراضي , وداعي القبيلة من كل المحافظات , لا يمكن أن تكون عاصمة الثقافة وفيها قيادة توسع الشرخ الاجتماعي والسياسي , وتعمل على شق الصف , وتوتير الأجواء وتسميم العلاقة بين مختلف القوى السياسية , وتمارس أبشع أنواع التهميش والإقصاء. لا يمكن أن تكون عاصمة للثقافة والقانون مغيب ويستخدم لتصفية الحسابات مع مختلف القوى كما كان يستخدم في عهد المخلوع على صالح بل أسوأ من ذلك.
إن محافظة تعز يا فخامة الرئيس بحاجة إلى تضميد الجراح , وتخفيف المعاناة , وتعويض التهميش الذي عانته طيلة العقود الثلاثة الماضية وعاناه أبناؤها في مختلف مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية , أمعقول أن تكون تعز عاصمة للثقافة ولا يوجد منها قائد عسكري واحد عين في منصب عسكري في القرارات الأخيرة؟ أليس في ذلك ألف علامة استفهام؟.