عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
بدأ الجيش اليمني منذ صباح الإثنين عملية عسكرية برية على قرية المناسح برداع محافظة البيضاء الغرض منها حسب تصريحات مسئولين عسكريين وأمنيين "تحرير المختطفين الأوروبيين الثلاثة "(فنلنديان وسويسري).
قبل أسبوع من اليوم قام الجيش الجزائري بعملية عسكرية على جماعة (الموقعون بالدم) في منطقة عين أميناس النفطية في الجزائر، وذلك لتحرير رهائن أجانب وجزائريين احتجزتهم الجماعة المسلحة تلك.
ما بين الخبرين السابقين هناك الكثير ليقال من تفاصيل وتحليلات ووقائع ونتائج ،وما بين المناسح وعين أميناس بون شاسع ليس في المسافة فحسب.... تعاني منطقة رداع - المناسح جزء منها - منذ فترة طويلة من مشكلتين رئيستين: الثأر والقات ،أضيفت لها مشكلة أخرى قبل بضع سنوات هي مشكلة أنصار الشريعة.
هذا التنظيم المسلح الذي نما وكبُر حتى وصل إلى أوج قوته بسيطرته على مدينة رداع وإعلانها إمارة إسلامية العام الماضي ضعف كثيراً بمقتل زعيم التنظيم الشيخ طارق الذهب على يد أخيه غير الشقيق الشيخ حزام الذهب، حينها تولى شقيقهما قائد الذهب زعامة التنظيم في رداع حتى اليوم.
لم تتدخل الحكومة اليمنية بشكل ملموس منذ ظهور التنظيم في المناسح، بل أوكلت المهمة للطائرات الأمريكية بدون طيار التي استهدفت في إحدى غاراتها الشيخ قائد الذهب، ولكنه نجا بأعجوبة من الموت (كان له بعدها ظهور علني في أكثر من مناسبة في بعض قرى قيفة) كما استهدفت تلك الطائرات قيادات أخرى في التنظيم ولم ينج منهم أحد.
في الشهر الماضي أعلن عن اختطاف ثلاثة أوروبيين من وسط العاصمة صنعاء، وقد ذكرت تقارير أن الخاطفين قاموا بتسليمهم لأنصار الشريعة في رداع مقابل مبالغ مالية كبيرة وإنهم موجودون حالياً في قرية المناسح التي تعد معقل أنصار الشريعة في محافظة البيضاء.
في الأسبوع الماضي وصلت إلى مدينة دراع -بدون سابق إنذار- وحدات كبيرة من الجيش أتت من المعسكرات الموجودة في محافظة ذمار يصاحبها كثير من الآليات والمعدات والعتاد العسكري بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد محور البيضاء، وكان في استقبال الوحدات العسكرية محافظ محافظة البيضاء ووكيل المحافظة لشئون رداع ومدير أمن منطقة رداع.
تم التنسيق مع بعض مشايخ المنطقة كوساطة بين قيادة المحافظة وبين قيادة أنصار الشريعة لتسليم الرهائن الثلاثة، لكن مساعيهم باءت بالفشل فقد أنكر أنصار الشريعة وجود المختطفين الأوروبيين في المناسح ورجحوا أن يكونوا في محافظة مأرب القريبة أو محافظة شبوة.
أمهلت قيادة الحملة العسكرية يوم السبت الماضي أنصار الشريعة مدة 48 ساعة لتسليم الرهائن المختطفين وعندما انتهت المهلة باشر الجيش عمليته البرية صباح الإثنين 29 يناير.
ما تميزت به عملية عين أميناس إنها كانت مفاجئة (حتى أن الحكومة الجزائرية لم تتشاور مع دول مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو إبلاغها بالعملية ظهر ذلك جلياً في تصريحات مسئولي تلك الدول)، وأيضاً كانت العملية العسكرية برية جوية ،وقد حرص الجيش الجزائري على حسم العملية في أسرع وقت ممكن لذلك نتج عنها مقتل بعض المختطفين الأجانب.
بالمقابل فإن عملية الجيش اليمني لم تكن مفاجئة بل تم حشد القوات أمام مرأى ومسمع الجميع، فقام أنصار الشريعة في المناسح بحشد أنصاره وجاءهم المدد من محافظات أبين ومأرب وشبوة وكذلك من بعض مديريات محافظة البيضاء، واستعدوا لصد الهجوم مبكراً بوضع التحصينات وعندما بدأت العملية حاول التنظيم نقل بؤرة الصراع من قرية المناسح إلى مدينة رداع ، حيث قام التنظيم بتفجر عبوات ناسفة في المدينة واستطاع الأمن أن يكشف عبوات أخرى قبل انفجارها، كما استخدم التنظيم سيارة مفخخة في هجوم انتحاري على موقع عسكري أسفر عنه مقتل 11 جندياً وأصيب آخرون.
كما ظهر خلاف واضح بين قيادة الحملة العسكرية والسلطة المحلية بالمحافظة التي نصحت بعدم الاستعجال في تنفيذ الحملة وإعطائهم فرصة لحل الموضوع باستخدام مشايخ المنطقة وهو الأمر الذي لم يستجيب له القادة العسكريون.
لعل العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش اليمني تظهر الفارق الكبير بينها وبين عملية عين أميناس الجزائرية والتشابه الوحيد بين العمليتين أن هناك ضحايا من الجانبين،ويخشى كثير من اليمنيين أن تكون الحملة عود الثقاب الذي سيشعل المنطقة بأكملها (محافظة البيضاء) وربما انتقلت النيران إلى المحافظات المجاورة مما يشكل عبئاً كبيراً يضاف إلى أعباء الحكومة التي لا أظنها ستنتهي أعباؤها.