عضو مجلس القيادة د.عبدالله العليمي يلتقي قائد القوات المشتركة إعلام الحوثيين يتحدث عن مشاركة سعودية في الهجمات الجوية الاخيرة على عمران وصنعاء - مليشيات الانقلاب تمّهد اعلاميا لنسف التهدئة تحرك تركي على مستوى العالم الإسلامي لحظر الأسلحة على إسرائيل أوقفوا الإبادة الجماعية.. متظاهرون فرنسيون ينددون بتسليح إسرائيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصل السعودية خلال الساعات القادمة مستشار ترامب يكشف عن أول قرار جديدًا يخض روسيا بعيدًا عن العقوبات اشتعال المعارك الطاحنة في السودان مـن جديد و ارتفاع عدد القتلى إلى 300 في ولاية الجزيرة السودانية موسكو وكييف تتبادلان أعنف هجمات بالطائرات المسيَّرة منذ بداية النزاع العيسي مرشحاً وحيداً لرئاسة اتحاد كرة القدم في اليمن الخطوط الجوية اليمنية تنفي الشائعات وتؤكد إنتظام برنامج الرحلات
لا يحترم الحوثيين أحدا في هذه البلاد لأنهم لا زالوا مقيمين في صندوق السيد الذي ينبغي أن يأمر فيطاع ، ناهيك عن ان يُناقش أو يضع نفسه وآراءه موضع النقاش والأخذ والرد الموضوعي كأصحاب رؤية وكيان حزبي مثلهم مثل غيرهم.
لا يحترمون أحدا مهما كان كبيرا او صغيرا ، لا يحترمون أحدا حتى من وقفوا معهم وساندوهم وأخذوا بيدهم آملين ان يؤدي الاعتراف بالجماعة وإدماجها بالحياة السياسية والحوار الوطني والمشاركة في تقرير مستقبل اليمن إلى التأثير في تحولها من جماعة لا ترى شرعية لها إلا بقوة السلاح واحتكار الولاية ، إلى جماعة سياسية تقدم رؤيتها وتتفق وتختلف مع الآخرين بموجب الرؤية والبرنامج وليس بموجبات العرق والمذهب ومؤهلات القوة والسلاح.
من هذه العجرفة بالذات انطلق نخيطهم وزعيقهم باتجاه الدكتور ياسين سعيد نعمان القامة الوطنية السامقة ، وأمين عام الحزب الذي ذهب بعيدا في مساندتهم وشد أزرهم إلى درجة يرى فيها كثير من المنتمين للحزب - وأنا منهم - تفريطا بالرؤية الوطنية التاريخية التي ميزت الحزب الاشتراكي منذ نشأته ، وارتباكا في تقرير تحالفات الحزب يفرط بتراكم تاريخي أنجزه اللقاء المشترك من خلال الصيغة التي يظهر بها التماهي مع التيار الحوثي وكأنه عودة للتمترسات القطعية القديمة مع الإخوان المسلمين وليس إضافة قاسم مشترك جديد مع تيار مختلف بهدف انجاز الإجماع الوطني على أسس اليمن الجديد.
الحشد الذي جيشته جماعة الحوثي في جنازة مؤسسها حسين الحوثي أفقدهم صوابهم.
كانت الصورة تعبيرا عن هيمنة جماعة مسلحة تفرض سيطرتها على محافظة صعدة بقوة السلاح التي انصاع لها مسؤولو الخدمة المدنية والتربية والتعليم إذ أعلن الأول يوم التشييع إجازة رسمية ، فيما قام الثاني بتأجيل الاختبارات في مدارس المحافظة.
وإمعانا منها في إظهار العجرفة والاكتمال داخل فخ سيطرتها الغاشمة ظهرت لجان التنظيم بزي عسكري وأمني جديد يستعجل الإعلان عن الكيان المستقل الحصري على وكلاء " حق الولاية " على اليمن الإمامي" مستقبلا ، وعلى صعدة وما جاورها مؤقتا.
وتأييدهم للفصيل الجنوبي الساعي لفك الارتباط واستعادة الدولة في جنوب اليمن سابقا يقول لنا بوضوح أن الجماعة الحوثية بدورها تسعى لاستعادة الدولة الأمامية بحدود " ج. ع. ي. " سابقا ، ذلك أن أدبيات الأئمة المتوارثة تنصح المتطلعين الجدد لاستعادة " الحق المقدس " بالاكتفاء باليمن الشمالي.
وربما جاءت النصيحة على خلفية من نوع ان الشمال قد أذعن طويلا لهيمنة الأئمة وتعود سكانه على حكم " السيد" وبالإمكان إيقاظ المذلة من سباتها في وعيهم الباطن ، بينما الجنوب مختلف بتاريخه ولم يقبل بعكفة الإمام ، والتطلع لتمديد الولاية على اليمن كلها مهمة لا يتسع لها حلق الإمام الجديد ، والاستيلاء على نصف اليمن سهل الابتلاع والهضم أفضل من الاختناق بالجغرافيا اليمنية كلها.
والأرجح ان عجرفة وزعيق الحوثي في مؤتمر الحوار في وجه الدكتور ياسين كان خطوة أخرى للانسحاب المقرر سلفا من مؤتمر الحوار ، الى جانب كونه تعبيرا عن غرور القوة والسلاح واكتمال القدرة على التجييش والحشد.
ان إدانة قتل المتظاهرين وتجريم إطلاق النار على المحتجين أمام الأمن القومي والمطالبة بالتحقيق المحايد ومعاقبة الجناة الفاعلين لا يعني تجاهل مسؤولية قادة الجماعة وسياسييها في التحريض والتعبئة والدفع باتجاه الصدام مع مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية.
هذا المزاج الأهوج لممثلي الجماعة الحوثية وقادتها هو الذي دفع بالأبرياء إلى مقر الأمن القومي في توجه غريب انفردت به الجماعة دون توضيح مطلبها لمختلف أطياف الحركة السياسية ، دون مشاركة من أحد. ذلك ان المطالبة بإطلاق سجناء أو رفع شعار حل الأمن القومي ليس مشروطا فقط بالتخييم أمام مقره أو محاولة اقتحامه بحسب ما ادعاه الجهاز ، وهو ما ستثبته أو تنفيه وقائع التحقيق في الواقعة.
مطلب مثل الذي رفعوه كان طريقه الصحيح هو الساحات العامة في اليمن كلها جغرافيا في العاصمة والمحافظات ، وسياسيا مع الأطياف السياسية التي تلتقي معهم في مطلبهم.
غير ان الجماعة تصر على المضي وحدها وفق ما اكتملت عليه رؤيتها وبنيتها وما جندته من إتباع وما جيشته من مناصرين. قعودهم أمام جامعة صنعاء لا يشذ عن هذا السياق. كانت شرعية الاعتصامات أنها ضمت مختلف ألوان الطيف اليمني شعبيا قبل ان يكون سياسيا في سياق ثورة امتدت على مساحة اليمن كلها جغرافيا وشعبيا.
وإصرار جماعة محدودة وبرؤية تيار واحد على البقاء وسط الخيام أمام جامعة صنعاء يفتقد إلى هذه الشرعية الشعبية ، وحاضنته الوحيد هي عصبية التيار الحوثي وإصراره على التغريد وحده وسط تناقضه الذاتي ؛ الحوار ، وادعاء رفض التسوية والمرحلة الانتقالية.
قدمت الثورة السلمية فرصة تاريخية للتيار الحوثي لتثبيت مكاسبه في الحروب السابقة من خلال الاندماج بالحياة السياسية والنشاط السلمي والحضور كقوة سياسية رئيسية لا يستهان بها.
غير ان الجماعة فوتت على نفسها فرصة الاندماج بالأهداف العامة للشعب اليمني والمنافسة على ملعبها ، وتشبثت بالقوة والسلاح ، وتوسعت بالاستقطاب المذهبي ، وقابلت الاعتراف بالتطرف أكثر ، والقبول بالرفض ، وتوجت نهجها التمترسي الانعزالي بالزي العسكري الرسمي في جنازة المؤسس التي حضر فيها كل شيء إلا علم الجمهورية اليمنية