المؤتمر الشعبي العام .. إشارات النهاية
بقلم/ د.عسكر بن عبد الله طعيمان
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2013 06:06 م

يرى المراقبون أن خلافات كبيرة تعصف بالمؤتمر الشعبي العام بدأت من ثورة التغيير واستمرت إلى الآن، وأن تحولا كبيرا طرأ على هذا الحزب الكبير وأنه بدأ يتجه إلى سقوط مروع ونهاية حتمية بدت إشاراتها واضحة للعيان نحاول أن نسلط الضوء على أهمها بعد أن نلقي نظرة سريعة على نشأته وأهم التحولات التي اعتبرناها إشارات للنهايته..!!

نشأ المؤتمر الشعبي العام تكتلاً وطنيا انضوت فيه مختلف التوجهات, ولا يزال ميثاقه الوطني السبب الأقوى في بقاء بعض الشرفاء منتظمين في سلكه إلى اليوم, وتعد أدبياته وشعاراته محل تقدير العقلاء, غير أن تغيّراً تدريجيا طرأ عليه فتحول من زعيم الأحزاب إلى حزب الزعيم, ومن حزب الوطن إلى كتلة الفرد, وأثناء هذا التحول تدافع إليه البراجماتيون والانتهازيون وأصبح مطية الاستبداد باسم الحريات, وجبروت السلطة باسم العدالة وقصة المنجزات الموهومة, حتى هبت رياح التغيير ورحل الزعيم, فهل سيبقى المؤتمر حزبا فاعلاً؟ سؤال مهم, ولا شك أن بقاءه مهم, لكني أراه مستحيلا مع الجرعات القاتلة التي تصب في بلعومه, والتي تعدّ إشارات واضحة لقرب نهايته، وأفتك تلك الجرعات ثلاث:

الأولى: جرعة التحوث, وهي وحدها كفيلة بقتله وطمسه من الحياة السياسية إلى الأبد, فالتمكين الأمني والعسكري والإعلامي الذي قدمه الزعيم للمشروع الإيراني سيثمر حنظلا, ومهما تمكّن من جمع الأوباش وعُبَّاد الدولار فلن يبقى لا هو ولا الحوثية التي سيلفظها الضمير الجمعي لأمة مسلمة دستورها الكتاب والسنة, وبقدر التآمر على عقيدة المسلمين في يمن الحكمة والإيمان وعلى وحدة الوطن وأمنه واستقراره ستكون اليقظة التي ستكفر بإيران والصفوية والرفض, وسينفض الشرفاء –كما فعل بعضهم- في المؤتمر أيديهم من هذه الموبقات مدركين أن حزبهم لم يعد لهم, فالحوثية سلحفاة تحمل جينات الهرم في جوفها , وهي حشد هائل من المتناقضات, ففي زمن الحريات والشورى والبرلمانات تقدم لليمن حكم السادة, وهذا ما يجعل خطابها ميتاً بين أحياء, وفي زمن الثورة المعرفية لا تزال تستغفل العقول, فالموت لأمريكا وهي تصلي لها, والموت لإسرائيل وهي تساند حارسها بشار في دمشق والقصير وحمص وحلب وإدلب, تدخل ساحات الثورة.. وهي لاعقة لرشح الزعيم, تشارك في الحوار وتحاول تفجير الوضع عسكريا في شوارع صنعاء, تتكلم باسم اليمن وهي تمزقه مع البيض, تحارب السنة في صعدة وتذرف دموع التماسيح في تعز, تقول إنها إسلامية وتتحالف مع كل القوى ضد الإسلاميين, تلعن الأمن القومي وهي جزء من كيانه, والحاصل أن الحوثية تظن أنها ستبتلع المؤتمر, والزعيم يراها ساطور الانتقام, لكن عقلاء المؤتمر سيخلون لها المكان لتبتلع الحصى التي وطؤوها ليبقى اليمن لأهله.

الثانية جرعة الحرابة: لم يستخدم الزعيم إلى اليوم كل الأسلحة, لكنه لم يتردد في البدء بسلسلة التخريب والتخويف وضرب المصالح القومية, وإذا كان في المؤتمر من يفسر الحرابة الكهربائية بأنها مجرد ترويض للخصوم وأنها ستؤدي إلى تحقيق توازن في الواقع السياسي, فإن منهم من يحمر وجهه ويسود خجلا واستنكارا من فعل لا شبيه له في العالم كله, فالحروب المستعرة في بقاع شتى من العالم لا يمس أعمدة الكهرباء فيها أحد إلا في اليمن, هذا بغض الطرف عن الذين يظنون أن الزعيم لا يد له, فهذه فئة مغفلة لا يلتفت إليها بالمرة.

الثالثة: جرعة الانفصال, وفي هذه لا يشك عاقل أن الزعيم يعمل ليل نهار لتقسيم اليمن؛ ليقال أن اليمانيين ماتوا بخروجه من السلطة, وأن لا مجد ولا تقدم ولا تنمية ولا أمن ولا استقرار ولا وحدة بدونه, ولا فرق عند شرفاء المؤتمر بين الانفصال بمباركة الروافض أو بمباركة البيض؛ فالخيوط بيد لاعب واحد.

هذه ثلاث فقط من عدة جرعات سامة يُسقاها هذا الحزب فكم سيعيش بعدها؟؟

وهذه الثلاث وحدها تكفي للوطنيين الشرفاء في المؤتمر وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وكثير من القيادات والشخصيات أن يرفضوا الاستمرار ضمن هذا الكيان الذي تسربل الحقد وتلحَّف الكيد لهذا الوطن، وتحول من حصان أصيل إلى حمار سُخْرَةٍ يمتطيه من يريد شرا لهذا البلد.