توكل كرمان..أذابت جليد الصمت بدوي الكلمة
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 11 يوليو-تموز 2007 12:00 م

مأرب برس - خاص

هي توكل كرمان..المرأة التي استطاعت أن تفرض وجودها..وأن تثبت أن المرأة التي تؤمن بذاتها تستطيع أن تخترق المدى وتستشف ما بعد المنال..

المرأة التي لاذت بالممانعة والتحدي والصمود في معركة النضال السلمي والوطني لتجسد الحلم وتلغي النظرة القاصرة من أذهان المتبلدين لتثبت أن المرأة هي الحلقة المفقودة في دورة النهوض والتغيير..

لم توئد ..ولم تسمح لذاتها أن تكون مجرد شيء لا قيمة له..بل راحت بثقة وجدارة تنحت في صميم الحياة وتعتلي منصات الريادة ..شامخة تصارع الزيف والاستبداد وتقاوم بالقلم كل قيم البلادة والجمود..

هي توكل كرمان ..من كرم الأرض أنبتها الخالق ..وأحالها إلى واحات نخيل مثمرة بالشموخ والمطر..امرأة نفضت عنها غبار الركود الإنساني في وطني وطافت أرجاء العالم تطلب العلم والحضارة..تطلب النقاء من صدر المدى على ناصية الحلم فتلوح في محفله ضياء وشمسا منيرة..أملا تفتحت في سهولة..عصفورة طافت الكون بداخله وأزالت الحدود بين جغرافيا الارض وجوازات السفر..

امرأة ساسها الشموخ ..وأنتجها الألم ..فخرجت من شرنقات التكلس والجمود إلى ساحات التحدي والمواجهة ..صامدة في ميادين العمل من أجل إخراج العقول من كهوف الظلام ..من نسل الكرام تناسلت هذه المرأة الراائعة فكانت خلاصة رحيق يماني أصيل ..لها بوح في السياسة حاد كسيف يماني صقيل ..

أسست منظمة "صحفيات بلا قيود" ..وأذابت جليد الصمت بدوي الكلمة القوية التي عبرت من خلالها عن إرادة الإنسان اليمني ..فكانت لسان حاله الناطق بأوجاعه وهمومه ..

وإلى جانب موهبة السياسة ..كانت قبل ذلك أديبة تداعب أوتار الشعر وتكتب نبض الوطن بحبر من رحيق ومنى..وكانت أحرف اللغة العربية تنساب من بين كفيها أنهرا من عذوبة..

وإذاكانت الوردة لاتعرف كيف بدأت علاقتها مع العطر ..والشمس كيف بدأت علاقتها مع الضوء.. والجسد لايعرف كيف بدأت علاقته مع الروح....فإن توكل كرمان لاتعرف كيف بدأت علاقتها مع السياسة ولكنها وجدت نفسها ذات واقع وطني في قلب الحراك السياسي فاعلة في تجذير مفاهيم النهوض والتقدم ..محاولة قدر جهدها ومن قلب المأساة أن تغير مسار الحدث وتوقف هذا التردي السائر بنا نحو مجاهيل الضياع والارتهان ..وأبت إلا أن تكون نجما في سماء الوطن يستهدي بها السائرون ويسترشد به العابرون نحو مرا فيء الخلاص..

*مدير تحرير أخبار الساعة