نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
الفريق عبد الفتاح السيسي الحاكم العسكري الفعلي لمصر ارتكب اخطاء كارثية تتواضع امامها اخطاء الرئيس محمد مرسي، وهي الاخطاء التي استخدمت لتبرير تحشيد المظاهرات ضده لتوفير المبرر والذريعة للجيش للإطاحة به. ولعل القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء المصري بحل حركة الاخوان المسلمين وتجريمها هو أكبر هذا الاخطاء واكثرها خطورة على مصر وامنها واستقرارها.
اخطاء الرئيس مرسي كانت ادارية واجرائية وناتجة عن انعدام الخبرة، والثقة الزائدة في النفس، ورفض التعايش في البداية مع الآخرين، ومحاولة التفرد بالحكم، ومحاولة فرض افكار حركة الاخوان على بعض الاوجه الحياتية لمصر، لكن اخطاء الفريق السيسي تمثلت في سفك الدماء، وتوسيع هوة الانقسام في البلاد، وزعزعة استقرارها، وتصعيد حدة الازمة الاقتصادية، فصندوق النقد الدولي اوقف مفاوضاته، والشركات الغربية واليابانية اغلقت مصانعها، والسياح على قلتهم هربوا ومعهم المستثمرين الاجانب، فالاستخدام المفرط للقوة لتفريق المتظاهرين في رابعة العدوية وميدان النهضة اثار حالة من الخوف والهلع في البلاد بسبب ما ادى اليه من سقوط الآلاف من القتلى والجرحى في بلد يرفض العنف ويتجنبه.
الفريق السيسي اغلق كل الابواب امام اي حلول سياسية للازمة في مصر، عندما شن هجوما شرسا ضد الاسلاميين، والاخوان على وجه التحديد، اثناء لقائه مع عدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة عندما قال "ان العنف الاسلامي لن ينجح في تركيع الدولة وان المؤسسة العسكرية التي يرأسها لن تسكت امام محاولات تركيع البلاد والعباد وترويع الامنين".
هذا التهديد الواضح والصريح يعني ان الفريق السيسي قرر المضي قدما في تبني الحلول الامنية القمعية في مواجهة الاخوان المسلمين وانصار الشرعية الديمقراطية، مما يعني المزيد من سفك الدماء، والانجراف الى مستنقع الحرب الاهلية الدموي، وربما ما غاب عن ذهن الفريق السيسي ومؤيديه داخل مصر وخارجها، ان الشعوب العربية التي ذاقت طعم الحرية، وتعرفت لاول مرة على صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة والنزيهة، لا يمكن ان تقبل بديكتاتورية العسكر، تحت اي ذريعة من الذرائع.
***
الاقدام على حل حركة الاخوان المسلمين وحظر وجودها وعملها في مصر تماما مثلما فعلت حكومات عسكرية اخرى على مدى ستين عاما، قبل انهاء حالة الطوارئ ورفع الحظر رسميا عنها قبل عام وبضعة اشهر، سيكون بمثابة اعلان حرب عليها، ولا نبالغ اذا قلنا انها الخطوة الاخطر منذ قلب نظام الرئيس مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الماضي للأسباب التالية:
اولا: حل الحركة وتجريمها يعني انتقالها من العمل العلن الى العمل السري، ونزولها تحت الارض، وهذا قد يتطور الى لجوء بعض اجنحتها الى العنف.
ثانيا: حل الحركة هو انهاء للديمقراطية وكل ما يتفرع عنها من احزاب وحريات وخاصة حرية التعبير والتظاهر.
ثالثا: اغلاق الباب كليا امام الحلول السياسية للازمة، واعتماد الحلول الامنية في المقابل، والعودة الى ممارسات حكم الرئيس مبارك وديكتاتوريته التي ثار الشعب للاطاحة به.
رابعا: اذابة الخلافات العقائدية بين حركة الاخوان والحركات الجهادية والاسلامية الاخرى، وتكوين جبهة موحدة ضد الحكم في مصر ودول عربية اخرى ساندته.
خامسا: اعطاء شرعية لاستخدام السلاح ضد الدولة ومؤسساتها لبعض الجماعات المتشددة مما سيؤدي الى زيادة حدة الانهيار الامني واضعاف الدولة ومؤسساتها بالتالي.
من الواضح ان الجيش المصري بدأ يمثل رأس الحربة في الحرب على الاسلاميين وطليعتهم حركة الاخوان في المنطقة بأسرها، ويجد دعما من ثلاث دول خليجية برعامة المملكة العربية السعودية التي ايدت دون لبس او غموض اقدام الامن المصري على اقتحام ميادين الاحتجاج وقتل واصابة الآلاف، وهي الامارات والبحرين والكويت.
***
ولعل من أبرز ارهاصات هذه الحرب قرار الامير الوليد بن طلال فصل الداعية الكويتي الدكتور طارق سويدان من رئاسة محطة الرسالة الاسلامية التابعة لإمبراطورتيه التلفزيونية العملاقة، واغلاق ابواب محطات اخرى في وجه زميله الداعية سلمان العودة وآخرين بتهمة الانتماء الى حركة الاخوان.
الامير الوليد ارتكب خطأ جسيما باتخاذ مثل هذا القرار، لأنه اعطى شعبية كبيرة للدكتور السويدان بهذا القرار، واثار غضب متابعيه الذين يقدر عددهم بالملايين على"التويتر" والفيسبوك"، فالرجل وفي ظل مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد بحاجة الى تلفزيون الرسالة لإيصال رسالته في مواجهة الانظمة المعادية لفكره الاخواني، ومن المؤكد ان هذه المواجهة ستزداد شراسة بعد قرار ابعاده هذا.
دول الخليج العربي التي اشهرت سيف العداء للاخوان والاسلاميين بشكل عام، وبهذه الطريقة الشرسة، في وقت تشتكي من خطر ايران وانصارها من الشيعة مثلما يروج اعلامها ليل نهار، فهل هذا هو الوقت المناسب لفتح جبهتين في وقت واحد، وهل من الحكمة معاداة تيار اسلامي على هذه الدرجة من القوة، وله امتدادات عميقة في المجتمع الخليجي؟
الانقلاب في مصر لن يعيد الديمقراطية وهو الذي ادى الى سحق تجربة ديمقراطية وليدة كان يمكن ان تنمو وتتطور وتصحح اخطائها، مثل كل التجارب الاخرى، والاكثر من ذلك جرى استبدالها ببدائل اقصائية ودموية.
كيف يمكن عودة الاخوان الى العملية السياسية التي يدعي العسكر الايمان بها والاعداد لها في ظل حملات التكريه والاقصاء والتجريم والقمع الدموي التي يتعرضون لها وهم الذين فازوا بالحكم عبر الخيار الشعبي الحر.
المتحدث باسم رئيس الوزراء حازم الببلاوي قال ان الاخوان يرفعون راية القاعدة في قلب الاعتصامات مستخدما هذا التنظيم "كفزاعة" ولكن اذا ما تطورت عمليات القمع والقتل هذه ستأتي القاعدة الحقيقية وليس المزورة الى مصر من ليبيا وسورية والعراق وافغانستان واليمن.
كلا الطرفين لن ينتصرا في المواجهة الدموية هذه، فشروش الاخوان في المجتمع المصري والعربي عموما اعمق من اقتلاعها، وقوة الجيش الذي يعتبر الاضخم في المنطقة اصعب من هزيمتها بسهولة، ومن المؤكد ان الجيش مخطيء اذا اعتقد انه يستطيع اعادة البلاد الى مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير والى حكم الرئيس مبارك الديكتاتوري.