نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
مأرب برس - خاص
تنامي الكراهية للرئيس علي عبدالله صالح يبدو الملمح الابرز الآن لرجل ينهي العام الأخير من عقده الثالث في الحكم بانتظار كراهية واسعة. ومنذ جلوسه على كرسي الحكم في العام 1978 حتى اللحظة اعتاد الرئيس أن يبقي جميع ملفات الأزمات السياسية مفتوحة، في الوقت الذي ظل يستخدم الثورة والجمهورية والوحدة والإمامة وغيرها من المسميات كواقٍ ضد الحرية وسماع أصوات الناس عند اشتعال الأزمات السياسية.
يقرأ منظرو الرئيس الأمر كميزة لتسامحه ومكرماته، فيما يبدو الأمر مختلفاً: حين تبرز الأزمات وتغيب روح الحجة يتم استدعاء أجندة الاحداث الوطنية: الثورة، والوحدة، كمحاربين قديمين، ويغدو الخطاب الحماسي أن الآخر إمامي ضد الثورة وانفصالي ضد الوحدة.
والحاصل أن الرئيس يخرج من باب الماضي ليسير هرولة تجاه النافذة ليلقي منها ما يعده معالجات. لذا يرتجل فجأة نافخاً مليار دولار لدعم الشباب وآخر لحل مشكلة الكهرباء...
إن الأمر يعني برمته دهساً للإدارة وتغييباً سافراً للمؤسسات، ليظهر الرجل الفرد في لحظة نشوة، والنتيجة تصبح فلماً مرعباً:لم يكن الأمر اكثر من كلام للإستهلاك أمام ميكرفونات الإنجاز.
يعتمد الرئيس علي عبدالله صالح علىَ جيل كهل بالأساس ويستخدم بعضاً من جيل الشباب باعتبارهم جزءاً من مخرجات الجيل القديم، لذا تراه لسنوات يقدم العطايا لنافذين ويوكل لهم مهمة تحمل مسؤولياتهم العرفية لإخضاع الرعايا واستمرار الولاء في جغرافيا نفوذهم.
ليست الأبوية وحدها التي تجعل الرئيس يستدعي كرادلته القدماء، إذ تبقىَ حساباته أن ساحة المعسكرات مكان أريحي للحوار والنقاش (!) مع خصومه وفي الغالب مع عامة اليمنيين.
لقد كرس الرئيس بل ووهب نفسه لبناء مؤسسة عسكرية تدين له بالولاء. وبما يشبه الطوق فرض الحصار المعرفي ضد الجنود والعسكريين وسخر إمكانات الإعلام الرسمي لشحذ هممِّ المقاتلين ضد مواطنين يمنيين يعيشون خارج هذه الاسوار، حتى أصبحت خطبة الجمعة خاصة بالجيش في المعسكرات وأئمة المساجد والخطباء تم اختيارهم بعناية لاداء المهمة.
لكن الرئيس، الذي يرى في المؤسسة الأمنية دفاعات لاستمرار حكمه وتنفيذ سيناريو التوريث في المستقبل، لم يدر في خلده أن جيشاً برانياً من المدنيين يتدافع في الواقع بسبب غياب العدل والمساواة، واحتكار الوظيفة العامة واستشراء الفساد، وقد بات من الصعوبة إيقاف حركة مطالباته الحقوقية بالجيش. والراجح أن انشغال الرئيس بالأولويات الخاصة (بناء الجيش، ترتيب وضع العائلة والمقربين) قد جعله يظهر كخصم للمجتمع المدني: أحال الدكتور الجامعي من باحث علمي واكاديمي لصناعة الأجيال إلى هتيف بمنجزاته وسيرته المتفردة.
إن قرابة 30 عاماً من حكم الرئيس فقست تيارات واجنحة وحتى امراء حرب. وكان من الطبيعي أن تصبح هذه الأنياب والزوائد على مدى السنوات تملك المال والقوة في ظل حكم غير مؤسسي لتبتزه أحياناً وتهدد بقاءه أحايين أخرى.
وقد يبدو من المناسب قياس الأمر كيف أصبح يتعذر على الرئيس تغيير بعض مسؤوليه وكيف يرى بعض رموز قبيلته أنفسهم أباطرة وفتوات يبدون الحلم من التعامل معه؟
ربما يكون الرئيس -وهذا الراجح- قد أخطأ الحساب في جمع القبيلة والدولة وراح بيد يكسب الولاءات على انفراد من جانب، فيما راح باليد الأخرى يؤلب الفُرقة ويساند المواجهات حتى يبقى الأقوى.
وربما أيضاً أن هذا الحساب طال سيناريوهاته، فكان مع الزمن يخلق له العداوات وقد يكون في هذا الجانب شديد الشبه بالجنرال محمد سياد بري.
وفي الغالب فإن هذه الحسابات نتائجها كارثية.
إن الوهن يصيب جسد الدول المرتخيه إدارياً فجأة، وحينما تتهاوى الأطراف، تبقى النتائج النهائية مسألة وقت لا اكثر.
وقد بدأ الغضب يتسلل الى الشارع العام في المحافظات الجنوبية والشرقية، وأطل داعي القبيلة بقرونه يهتف في الشمال وتقزم ثقل الدولة- دون أن يبح صوتها- على الأرض.
وحتى بالقياسات الديمقراطية فإن ارتفاع أصوات داخل الحزب الحاكم ضد الرئيس يأتي في سياق العدوى الخلاقة.
الأمر يعني أن ترتيب بيت الحكم ليس بالأمر السهل الذي ربما كان يعتقده الرئيس، وان تقسيم الثروة أيضاً قد انبجس فجره الآن.
وفي صعدة حيث الحرب التي حصدت آلاف اليمنيين كان الخيار العسكري لا بديل له أمام الرئيس. وبعد ثلاث سنوات ومع اشتداد الخناق الآن بسبب الأحداث والإحتقانات الشعبية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، أستدعى الرئيس لياقته وكياسته واصبح اكثر من ذي قبل يدعو الى ضبط النفس.
إن التحديات المحدقة بسمعة وانهيار مكانة الرئيس عديدة، تبدأ بالفساد ولا تنتهي بارتفاع الأسعار، تمتد من مطالب حقوقية من عدن والضالع الى اخرى في تعز وصعدة وغيرها من المحافظات.
من تحويل اليمن الى ضيعة خاصة إلى التحرش بالديمقراطية كأداة لإستمرار الحكم وليس أداة للتغيير.. من التعامل مع المستثمرين بعقلية الفيد إلى إحالة البنك المركزي الى حقيبة خاصة.
من تحديات مواجهات قادمة مع «القاعدة» إلى انكشاف علاقة غير واضحة في شراكة.
إن تنامي الكراهية ضد الرئيس يزداد يوماً بعد آخر, والمخاوف تبدو من الغد الذي لا تسر مقدماته.
وقد صار لازماً على الرئيس أن يكرر سؤال الغرب بعد أحداث سبتمبر: لماذا يكرهوننا؟