عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
بمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في الـ20 من سبتمبر 2006م وصف الرئيس " ص
الح " أن هذا اليوم " هو يوم تاريخي " باعتبار أن جماهير الشعب اليمني" رجالاً ونساءً " هم الذين جعلوا من هذا اليوم الحدث الأبرز والأهم في مسار التحولات الديمقراطية التي شهدها وطننا .
مأرب برس حاولت أن ترصد الحراك الإعلامي في رسم مشهد " عام منصرم " من حياة اليمنيين , تباري فيه أطراف الصراع السياسي في اليمن بين " مكابر ومجحف " , وقد حاولنا في هذه السطور قراءة ما بين السطور التي كتبت من كلا الطرفين حول هذه المناسبة علًنا أن نصل إلى حقيقة ولو كانت ضئيلة لتكشف إلى أي الطرق تسير اليمن .
بمناسبة يوم عشرين سبتمبر تغنت وسائل الإعلام الرسمي بحشد عدد من التصريحات لكبار الدولة مرورا بعيد العزيز عبد الغني وعبد القادر باجمال ومحافظي المحافظات الذي صورا هذا اليوم بيوم يصعب وصفة وذالك بكيل عبارات الإطراء والمدح والثناء .
وفي هذه الزحمة الإعلامية وجدنا كل طرف يبحث عن مثالب الأخر .
إعلام أكبر أحزاب المعارضة "التجمع اليمني للإصلاح " أفردوا تقريرا مطولا حاولوا رسم صورة نقلت عن صورة الشارع و تعبيرات الناس ورصد مطول للوعود الرئاسية توحي بوجه قاتم ومظلم في نفس الوقت .
في حين غابت هذه الصورة في إعلام بقية أحزاب اللقاء المشترك في دلالة توحي بعدم اهتمامهم بالمناسبة من أصلها .
وفي الطرف الرئيسي في هذه المناسبة حاول إعلام الحزب الحاكم " جاهدا " في نقل صورة إنجازيه لبرنامج الرئيس خلال الشمعة الأولي من 20 سبتمبر .
محاولات يائسة
في تقرير أعدة رئيس تحرير موقع " الموتمر نت " شخصيا والتابع للحزب الحاكم ناضل فيه بقوة في نقل صورة مشرفة لما تم إنجازه خلال الفترة الماضية , حيث دبًج تقريره بعبارات تطالب " مقدما " بالابتعاد عن لغة المزايدات والمكايدات السياسية ومؤكدا في طليعة تقريره انه " يمكن الحديث عن عديد إنجازات تحققت خلال عام منذ إجراء الانتخابات وفوز مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح بمنصب رئيس الجمهورية.
كما أستهل التقرير أولي منجزات الصالح بأعمال توحي للقارئ بمدى تواضع الانجاز " الهش " حيث بٌدأ التقرير بموضوع " زيادة مرتبات الموظفين " و مشروع المرحلة الثانية للاجور" " وزيادات في مرتبات المتقاعدين " و إصلاحات إدارية (الازدواج الوظيفي -تطبيق التقاعد -نظام البصمة والصورة) " وكل ذالك لا يمثل للمواطن العادي أي إنجاز في ظل غلاء فاحش قصم ظهور اليمنيين
كما حاول الكاتب توضيح فكرة تنص علي "أنه عند الحديث عن أبرز ما تحقق خلال عام من برنامج الرئيس في مجال الإدارة يجب الأخذ في الاعتبار أن ما تضمنه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية في مجال إصلاح وتحديث الإدارة الحكومية، كان عبارة عن محاور رئيسية وعامة تمت ترجمتها لاحقاً في إطار مصفوفات تنفيذية مفصلة من قبل الحكومة؛ فضلاً عن أن السياق الزمني لما تضمنه برنامج الرئيس، سواء في هذا المجال أو غيره، يرتبط بالمدة الدستورية المحددة لفترة الرئاسة وهي سبع سنوات.
ما ذكر أنفا " هو كل ما أستطاع إعلام الحزب الحاكم من رصده " من منجزات في كافة أروقة الموئسات الحكومية .
التقرير السابق والذي تم نشره على صفحات " موقع الحزب الحاكم " يكشف مدى الفوضى العارمة التي جعلت من " برنامج " الرئيس سوى أسطوانية مشروخة يتغني بها العديد من المسئولين أمام وسائل الإعلام الرسمية فقط .
وفي تقرير مقتضب لوزارة المواصلات نشر بمناسبة هذه المناسبة " ربما لم يسعف الوقت ألأخوة في " المؤتمر أن يدرج ضمن تقرير كامل عن منجزات الرئيس خلال العام الفائت.
حيث أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال حسين الجبري ان وزارته أنجزت أكثر من 15 % من المشاريع التي تضمنتها المصفوفة التنفيذية لمضامين وأهداف البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ذات الصلة بتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات .
أما الطفرة الإنجازية فقط ظهرت في وزارة التعليم الفني والمهني حيث زعمت أنها أنجزت نحو (50 في المائة ) من المشاريع التي تضمنتها مصفوفة الاجراءات التنفيذية للبرنامج الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح الرامية إلى التوسع في بناء المعاهد التقنية والمراكز المهني في عموم محافظات الجمهورية ، فيما تراوحت نسبة الأنجاز في بقية المشاريع بين (60 -100 في المائة) حتي سبتمبر الجاري بمعنى أن الوزارة ستبقى عاطلة بقية السنوات الست القادمة باستثناء بعض المشاريع التي سيتم تمضية الوقت فيها , وأن صحت تقارير وزارة التعليم الفني والمهني فهي قفزة كفيلة بإدخالها موسوعة " غينس للأرقام " نظرا لسرعة الانجاز الفائقة التي تمت في تلك الوزارة .
خارج نطاق التغطية
كما حاول الموقع الرسمي للحزب الحاكم " المؤتمر نت " حشد عدد من الكتًاب لتغني بهذه المناسبة والتي خلصت في مجملها " في سرد إنشائي ممل " حول هذا اليوم ومنجزاته .
خرجت بعض هذه الكتابات عن مسارها الحقيقي التي كانت تهدف إلية وأنتقلت لتصب جام غضبها على المعارضة ولنقرأ هذه الكلمات من أحد المقالات التي كتبت إحياء لهذه المناسبة وهي للزميل " صلاح الحيدري " حيث يقول " في وقت باتت تشهد المنظومة الحزبية _على الرغم من الواقع المتقدم ديمقراطيا - تراجعا فكريا وسياسيا مخيفا تأكدها جملة من الممارسات المنتهجة لسياسة الأرض المحروقة القائم على أن ( المعارضة لا يمكن أن تحكم إلا إذا تم إحراق الأرض من تحت أقدام الدولة والرئيس والحكومة أي تلك التي تعمل على خلق المشاكل أو التعمد في إشعال فتيلها بهدف تعمد إفشال تنفيذ برنامج وطني طموح ،برنامج بناء لا هدم ، حمله برنامج الرئيس) متناسية أنها بذلك لا تعمل على الإضرار بالوطن واقتصاده بل أنها تعمل على إلحاق الضرر بنفسها خصوصاً في ظل ما شهدته هذه الأحزاب وخلال عام فقط من تصدعات وصراعات داخلية وافتقار.
وعلى نفس السياق كتب المحرر السياسي في صحيفة 22 مايو موضوعا بهذه المناسبة والطريف في الموضوع أن الكاتب نسي من أول حرف المطلوب منه وتحول إلي هجوم على ما أسماه " القوى الحاقدة " كما تعمد الكاتب الهجوم على القوى الشريرة حيث يقول " لقد بدأت القوى الشريرة حملتها المسعورة ضد الوطن وأبنائه منذ النجاح الكبير الذي حققه الوطن في الانتخابات الرئاسية والمحلية في العشرين من سبتمبر العام الماضي والتي كانت محل إعجاب وتقدير العالم لما شهدته من ممارسة ديمقراطية حرة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وقد قالت الجماهير اليمنية كلمتها الفصل في تلك الانتخابات واختارت بإرادتها الحرة من تأتمنه على مواصلة مسيرة البناء والتنمية وقالت نعم لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح زعيماً وقائداً ورئيساً للوطن، ونعم للمؤتمر الشعبي العام كأداة سياسية وطنية مؤتمنة للحفاظ على منجزات الثورة وجديرة بمواصلة عملية البناء والتنمية والتحديث.. لذلك من الطبيعي أن تصل تلك الحملة المسعورة ضد الوطن ورموزه وقادته ذورتها متزامناً مع مرور عام على تلك الانتخابات التي فيها عرف الكل حجمه ومكانته لدى الجماهير اليمنية.
وأضاف المحرر السياسي " إن حملة الإساءة والتشهير بالوطن التي تقودها بعض القوى المعروفة بحقدها وعدائها لن تزيد الوطن إلا قوة وصلابة وأبناءه تماسكاً ووحدة ليس لشيء بل لأن تلك الأبواق المأجورة أصبحت عارية ومكشوفة وان حاولت الاختفاء خلف ستار الديمقراطية وحرية الرأي.
الغياب المخيف
لا ندري لماذا تجاهل إعلام الحزب بقية وزارات الدولة هل " لأنهم لم يجدوا ما يكتبوا عن برنامج الرئيس فالواقع يكذب ما يقال, أم أن القائمين في تلك الوزارات رفضوا رفع تقارير ما تم إنجازه خوفا من " فضح الأوراق " أمام الرأي العام وكلا الاحتمالين يضعان المؤتمر الشعبي العام في موقف يكشف حقيقة " مؤلمة " لما يتم ترويجه للناس حول وهم المنجزات المنفذة في برنامج الرئيس .
الاحتمال الأخير يعززه ما كشف عنة أحد أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وهي أعلي سلطة في الحزب الحاكم , حيث سئل أحمد الميسري قبل فترة حول ما اذا كانت الحكومة والحزب الحاكم قد شرعا في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية قال الميسري لم ينفذ شيء حتى الآن وكل ما يطرح عبارة عن برامج على ورق ولهذا يجب ان تعي قيادة المؤتمر الشعبي أن لا تضع رجلاً بحجم الأخ الرئيس ومصداقيته على المحك وعلينا ان ننفذ برنامجه بشكل حقيقي وعلى أرض الواقع ويبدأ التنفيذ من خلال معالجة الفساد كون هذه القضية اذا ما عولجت فستعالج كل القضايا.
وللهروب من واقع " الواقع " سعى الحزب الحاكم إلى الاحتفال بهذه المناسبة عبر الخطابات حيث تم توجيه السلطات المحلية في المحافظات بإحياء هذه المناسبة باحتفالات خطابية وفنية .
كما نلاحظ في كل ما نشر عن تلك المنجزات هو غياب الصورة الميدانية في حياة الناس وشعورهم بعد عام من " الحكم الرشيد " ما الذي وجدوه وما الذي لمسوه .
ابتسامات صفراء
وفي الجانب الأخر احتفى إعلام اللقاء المشترك بهذه المناسبة برصد إعلامي ميداني دقيق تضمن معظم محافظات الجمهورية وبالتحديد إعلام الإصلاح .
حيث أستهل تقرير صحيفة الصحوة الإصلاحية مقدمة ساخرة حول المناسبة حيث قالت " كثيرة هي العبارات والكلمات التي عبرت عن مدى تصميم الرئيس ورغبته في صنع مستقبل أفضل ويمن جديد أثناء حملته الانتخابية العام الماضي، بيد أن أقواها -في نظر البعض- هي تلك التصريحات التي أطلقها في أول مهرجان خطابي له بمحافظة صعدة، والتي دشن منها حملته الانتخابية للمنافسة على كرسي الرئاسة، فقد قال حينها بالحرف: "إن في 2007و2008م إن شاء الله تعالى وبتكاتف الأوفياء والمخلصين معنا سوف يتم القضاء تماماً على الفقر، والقضاء على البطالة من خلال إيجاد فرص عمل للإخوة والأخوات في كل أنحاء الوطن.. وهذا الكلام نقوله بوضوح، وعندما نقول شيئاً سنعمله يعني فعلاً سنعمله، يعني لن يكون قد خطبنا خطاباً سياسياً أو تنموياً لدغدغة العواطف كما يفعلون اليوم من كذب خلال احتفالاتنا بهذه الحملة".
وأضافت " المواطن المقهور وهو يعاني ما يعانيه يتذكر أنه قبل عام وفي مثل هذه الأيام كان يتلقى سيلاً من الوعود الرئاسية بأن القادم أفضل، وبأن المعاناة ستنتهي، ولكن بعد عام أفاق من هذه الأحلام متسائلاً: أين ذهبت تلك الوعود الوردية؟!
حيث رصد التقرير صورة كاملة للوضع المأساوي من سوء الاقتصاد والغلاء ونشوء الحروب والفساد المالي والإداري والنهب والمشاريع الفاشلة والمتعثرة وغيرها .
كلمة الفصل لعام من حياة الشعب اليمني لن يتم تقيمه من رجال السياسة والصحافة فحسب بل الفصل في ذالك كله هو لرجل الشارع وعامة الناس الذين سيحكمون على لقمة عيشهم وتحسين ظروفهم مها حاول طرف في رسم صورة " لجنة النعيم " ولا لمن سيحاول في رسم صورة " للجحيم الأليم " .
وعلى كل فقد جاءت هذه المناسبة في ظل وضع مأساوي لليمنيين ولن يحمل أحد لهذه المناسبة الذكرى الجميلة سوى ميسوري الحال إن كان لهم اهتمام بالسياسة وصراعها أما بقية الناس فستظل لقمة العيش وكيس الطحين هي الفيصل الحقيقي في رسم صورة " اليمن الجديد والمستقبل الأفضل " لليمن .