آن لشياطين قم ان ترجع الى قم...قمها
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 30 يوماً
الإثنين 24 سبتمبر-أيلول 2007 02:49 م

مأرب برس – خاص

كان الحديث عن تدخل الآيات والمراجع الدينية في الشؤون السياسية قد ترك آثارا سيئة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية نفسها في كثير من المجتمعات, والقول نفسه يصدق عندما يدس رجال السياسية أنوفهم المزكومة في الشؤون الدينية, فالنتيجة في كل الأحوال سلبية على كل الأطراف بما فيها تلك التي لا دخل لها في هذه العملية ولكنها تتحمل نتائجها الكارثية رغماً عن أنفها؟ هذا الأمر يعود بنا إلى موضوع سبق أن شغل حيزاً كبيراً في الحياة البشرية منذ عصورها الأولى واتخذ منحنيات متباينة في قوتها وتأثيرها حسب الظروف السائدة في كل حقبة، فبعد عصر التنوير في أوربا افترقت الكنيسة عن البلاط من الناحية التأثير في القرارات السياسية لكنها بقيت ذات تأثير روحي يمارس بطريقة هادئة أو خفية في بعض الأحيان, ومع تطور الحياة السياسية ظهر العديد من المفكرين في حقول السياسة والاجتماع والفلسفة رجحوا كفة عزل الدين عن السياسة وتم لهم الأمر وارتقت أوربا بشكل متواصل منذ ذلك العهد. وفي بلادنا العربية كان الوضع متأخرا حتى ظهرت بعض المفاهيم المستقاة من الفلسفة الأوربية وتطورت إلى ما يسمى اليوم بالعلمانية وهي عملية الفصل بين الدين والسياسة, وفي العراق كانت الأحزاب القومية قد اتخذت هذا المنحى في الوقت الذي كانت الأحزاب الأخرى تتهرب من هذه النقطة الحساسة باستثناء الحزب الشيوعي الذي كان يجاهر بالإلحاد متيمنا بمقولة ماركس الشهيرة " الدين أفيون الشعوب" وهي جملة نجمت عن التخبط الذي كانت تمارسه الكنيسة والتي دونها الكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي في كتابه الموسوم "أين الله".

في العراق يمكن اعتبار أدبيات حزب البعث من أهم المصادر التي ناقشت هذا الموضوع بإسهاب وبدون تردد ورغم إعلان " إن الحزب مع الإيمان كله ضد الكفر كله" لكن الحزب كان متحفظا من زج رجال الدين في السياسة والعكس صحيح رغم أن هالة التقديس والاحترام والتبجيل بقيت تشع فوق رؤوس رجال الدين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم, لكن الحزب كان صارماً مع رجال الدين ممن قرروا الوقوف في الجانب المناوئ أو الخندق المعادي سيما وان الحزب نفسه سبق أن كرر تحذيراته وأرسل عدة إشارات إنذار مباشرة وغير مباشرة إلى رجال الدين من مغبة الخوض في المياه العكرة, ورغم ذلك فان بعض رجال الدين ممن يستهوون المغامرة أو من مدفوعي الأجر ولا نقصد بذلك الأجر السماوي ولكنه الأجر المادي والمعنوي الذي يقدمه الطرف المعادي استخف بهذه التحذيرات وكانت النتيجة متوقعة للعاقلين والمراقبين دون الحاجة إلى الزعيق والنهيق والاعتراض وتوجيه الاتهامات الباطلة. ولم يكن الحزب صارما مع الأحزاب الشيعية فقط كما يروج له البعض من المراجع الدينية ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية والإسرائيلية والتي أوردها المندوب السامي بول بريمر في مذكراته. فقد بدا الحزب منذ تسلمه السلطة بتصفية أعضاء حزب الإخوان المسلمين وانتهى بتصفية الوهابيين والسلفيين وكلاهما محسوب على المذهب السني ويتذكر البعثيون قبل غيرهم بان مهماتهم تركزت في السنوات التي سبقت سقوط الحزب بمراقبة وتصفية الوهابيين ولم تكن الأحزاب الشيعية تشكل خطورة على الحزب أكثر من الطنين الذي تحدثه الذباب باستثناء المناوشات التي كان يقوم بها فيلقي بدر والقدس في المناطق الجنوبية المحاذية للجارة المسلمة إيران وكان تأثيرها محدودا بشهادة كبار الضباط والقادة العسكريين وغالبا ما يكون ضحاياها من المسافرين الأبرياء من والى جنوب العراق وهذا لا يعني أن الأحزاب الشيعية كانت بمنأى عن قسوة الحزب فقد تحملت هي الأخرى خسائر كبيرة ربما فاقت الأحزاب السنية بحجم خسائرها ويصدق الأمر لبقية الأحزاب المسيحية. والذي نريد أن نؤكده بان حزب البعث كان علمانيا بحتا ومارس الظلم بعدالة ومساواة تجاه كافة على الساحة العراقية بغض النظر عن توجهاتها الدينية والقومية والعرقية والمذهبية .

مع بزوغ الثورة الإسلامية في إيران وشيوع مبدأ تصدير الثورة إلى دول الجوار سيما دول الخليج العربي والعراق بشكل خاص ترتب على الحزب ولغرض صيانة وحفظ أمنه الخارجي والداخلي بمراقبة الأحزاب الشيعية التي كانت تمارس نشاطاتها بسرية تامة ودعم مالي ومعنوي من إيران وبعض الجهات الغربية, لكن الجارة المسلمة لم تلبث فترة قصيرة قامت بعدها بفضح هذه التنظيمات من خلال التوجيهات التي أصدرتها عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة لهذه الأحزاب بحثها على إسقاط النظام البعثي تحت ذريعة انه حزب كافر وبدت تسبغ على السيد محمد باقر الصدر صفة قائد الثورة الإسلامية في العراق مما جعل السلطة الحاكمة تتعامل بجد مع نشاطاته الموهومة والتي روجت لها الأحزاب الشيعية فيما بعد ومنها حزب الدعوة الذي اعتبره مؤسس الحزب وصائغ عقيدته رغم أن الصدر لم يتفوه بعبارة حزب الدعوة قبل أو بعد إلقاء القبض عليه بتهمة التآمر ضد الدولة ولم توجه إليه تهمة تأسيس أو الانتماء إلى حزب الدعوة, لذا فان الجارة المسلمة إيران تعتبر السبب الرئيسي والمحرض الأول في إعدام الصدر ويمكن الرجوع إلى البيانات التي أصدرتها القيادة الإيرانية في تلك الحقبة لتثبيت هذه الحقائق.

لم يكن لحزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية أدبيات ذات قيمة فتراثه الفكري لا يقارن بأدبيات أفقر حزب في المنطقة وقد فشل الحزبان في مسعاهما لتثبيت كتب السيد محمد باقر الصدر كمصادر وأدبيات لهما وهو الأمر الذي أكدته الوقائع اللاحقة. وحاول حزب الدعوة أن يتجنب الخوض في هذه النقطة لافتقاره إلى البراهين وهو الأمر الذي سبق أن طرحة البروفيسور حنا بطاطو في مقال مطول عن" الحركات السرية الشيعية في العراق" ترجم إلى العربية مع تعليقات مهمة للغاية ونشرته مكتبة عدنان في بغداد. وتشاء الصدف أن يمدني احد الأصدقاء بوثيقة على جانب كبير من الأهمية وطلب مني الحذر من نشرها لما يمكن أن تثيره من زوابع رعدية في سماء حزب الدعوة وهي كفيلة بنسف الهياكل الهشة التي اعتمدها لبناء فكره العقائدي, الوثيقة كانت تتضمن سؤال موجه من سماحة السيد حسين الصدر إلى قريبه السيد محمد باقر الصدر يسأله فيها فيما إذا كان يجوز لرجل الدين أن يعمل في السياسة؟

وكان الإجابة المثبتة على نفس الوثيقة تشير إلى انه لا يجوز لرجل الدين أن يعمل في السياسة وإنما تقتصر مهمته على النصح والوعظ والإرشاد وكان ختم الشهيد الصدر في أسفل التعليق, ويمكن الاستفسار من السيد حسين الصدر نفسه عن صحة هذه الوثيقة, وبذلك يمكن تبرئة الصدر من تأسيس حزب الدعوة أو حتى العمل في السياسة اللهم إلا إذا نزعنا عنه العمامة وألبسناه القبعة بدلا عنها. ومهما كانت الأسباب فقد نجح آيات قم في مسعاهم لتنحية واحد من اكبر العلماء العرب والمهيئين بجدارة لتسلم المرجعية والحوزة العلمية ووضعوا المسمار الأخير في نعش تعريب الحوزة والمرجعية, كان ومازال منحنى المرجعية في صالح الفرس وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ومن الصعب تفسيرها فالعلماء العرب أكثر كفاءة وعلماً وفهماً لدينهم ممن لا يجيدون اللغة العربية ويحسنوا قواعدها أو حتى أن ينطقوا بآية واحدة من الذكر الحكيم بلسان عربي فصيح, وحتى السيد محسن الحكيم فهو لم يكن عربياً وإنما من أصول فارسية وقد نزع عنه لقب الطبطبائي بقصد ؟

كان الشهيد محمد محمد صادق الصدر قد لاقى المصير نفسه وهو أمر لا يستبعده العقلاء الذين يستوعبون فكرة إن المرجع الشيعي الأعلى لا بد أن يكون أعجميا مع إعطاء امتياز خاص للفرس وساعد في الأمر إن الشهيد الصدر كان يفضل حياة الزهد على مليارات الحوزة وانه طلب بعدم توريث المرجع لأبنائه أموال الحوزة للحفاظ عليها من جهة وضمان عدم تكرار فضيحة مؤسسة الخوئي من جهة أخرى ؟ وضمن هذا السياق يمكن تفسير موقف مقتدى الصدر إزاء جريمة قتل والده المرجع الكبير؟ فهو مثلاً لم يكلف نفسه عناء الاستفسار من الرئيس السابق صدام حسين خلال حبسه عن الكيفية التي قتل فيها والده؟ ولم يطالب بمحاكمته عن هذه الجريمة؟ ولم يطلب فتح تحقيق في الموضوع ولم يطالب بدم والده ممن قتله ولم يتطرق لهذا الموضوع ألبته وهو أمر محير يثير الكثير من التساؤلات فقضية مثل مقتل المرجع من شأنها إن تطفو على قضية الدجيل وهي كفيلة بإثارة حماسة الشيعة وتتناسب وأهواء المحكمة التي حاكمت الرئيس السابق وإغراضها. بل أن مستشار الآمن القومي كريم شاهبوري والمكنى زورا وبهتانا بموفق الربيعي في لقائه الأول مع الرئيس صدام سأله عن سبب مقتل الشهيد الأول وتغافل عن ذكر الشهيد الثاني ؟

من الغرائب إن الهتافات التي صاحبت عملية الإعدام وانتهت بمسيرة موكب من السيارات أشبه بالزفة قادها عناصر من جيش المهدي حاملين على أكتافهم المثقلة بدماء الأبرياء المدعي العام الذي نسى مكانته كرجل أولا وكرجل قضاء ثانيا وأخذته شهوة النصر الموهوم وهو يقف على أشلاء جسد شهيد مثل فيه بجبن وخسة هاتفاً " منصورة يا شيعة حيدر" الغريب أن الهتافات لم تتناول الشهيد الصدري الثاني وإنما الأول فقط؟ وسط تصفيق حاد من الحشد المتجمع ولسخرية الأقدار فقد كانت هي نفس الأيادي التي أدميت من شدة التصفيق للرئيس الراحل !

والأدهى أن اللقاءات الصحفية والتلفزيونية التي تمت مع مقتدى الصدر كان يتجنب فيها الحديث عن والده وإنما يكتفي بالإشارة إلى مقتل عمه ؟ وطالما إن وثائق مديرية الأمن العامة والمخابرات أمست بيد القيادة الديمقراطية الجديدة موزعة بين زمرتي الحكيم والجلبي فما الذي يمنع من نشر الحقيقية الكاملة بالوثائق بدلا من السكوت المريب وذر الرماد في العيون ؟ أم أن الأمر كان مرسوما له ليقف عند هذا الحد فقط ولا يتجاوزه؟ لان كشف المستور من شأنه أن يوصل إلى الإطراف الحقيقية التي كان لها الضلع في مقتله وهي تمتد إلى خارج الحدود الشرقية كما هو معروف ؟

ويأتي مقتل محمد باقر الحكيم بعد عودته من إيران تحت مظلة هجينة غطائها الخارجي العلم الأمريكي والداخلي العلم الإيراني لتثير شكوكا أخرى حول مقتله رغم أن الرجل عرف عنه شدة بأسه تجاه أبناء جلدته ولسانه السليط باستقبال الأسرى العراقيين ممن يقعون بأيدي الإيرانيين حيث كان يردد جملته الشهيرة " تركتم نسوانكم للمصريين حتى ... " في أشارة إلى كثرة العمالة المصرية آنذاك في العراق لتفرغ العراقيين لأداء الواجب الوطني المقدس في الذود عن التربة المقدسة, كما عرف عنه التنكيل بالأسرى العراقيين وقتل العديد ممن رفض أن ينضم إلى فيلق التوابين والتبعية الفارسية كما انه المسئول عن عمليات السرقة والابتزاز التي كانت تتم في جنوب العراق ولاسيما المناطق القريبة من الاهوار والمحاذية لإيران, وكان توقيت القتل قد جاء بعد إعلان الحكيم رغبته في التنازل عن موقعه السياسي والتوجه للحياة الدينية عسى أن يغفر الله له ذنوبه التي لا تعد ولا تحصى, ويكون بموقفه هذا قد خرج عن الإرادة الفارسية والمخطط المرسوم فكان لا بد من التخلص منه طالما أن بديله عبد العزيز الحكيم لا يقل عمالة وانصياعا للتوجيهات الفارسية؟ ولم تنجح الدعاية الأمريكية والعراقية بتوجيه التهمة إلى تنظيم القاعدة الذي أعلن عن براءته من دم الحكيم في الوقت الذي أعلن مسئوليته عن الكثير من الأنشطة والعمليات الأشد خطورة ومنها أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت العالم برمته؟ وكالعادة انطوى الملف على نفسه خجلاً شانه شان بقية الملفات متمدداً على الرفوف ومتأبطا الغبار والأتربة ؟

وبالرغم من أهمية المراجع الدينية على المستوى الشعبي لكن الطريف أن جرائم اغتيالهم تسجل دائماً ضد مجهول؟ وفي زمن العولمة فشلت الأقمار الصناعية وماكينة المراقبة والتجسس الهائلة وعشرات الألوف من المخبرين والعملاء والمرتزقة وكذلك بنوك المعلومات من كشف أغوار هذه الاغتيالات وإماطة اللثام عن الجهة التي تقف ورائها؟ بالطبع إذا انطلقنا من مبدأ النوايا الحسنة واستبعدنا التنسيق والتعاون بين الإطراف المستفيدة منها ؟

وبالرغم من الالتقاء بين المرجع الحالي السيد السيستاني بالحكيم من جهة الأصول الفارسية إضافة إلى نقاط الالتقاء لتنفيذ الإرادة الفارسية والمشروع الخاص بتدمير العراق وتقسيمه لدول طوائف خاضعة لقم ونهب ثرواته الوطنية فان السيستاني لم يكن له صوت كما يفترض بمطالبة الحكومة والصديق الوفي بريمر لكشف ملابسات اغتيال الحكيم فقد مر الموقف سريعا كوميض البرق تاركا عدد من علامات الاستفهام المريبة ؟

بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 اتخذ المرجع الديني الكبير منحى غريب من خلال التعاون مع الغزاة الأمريكان لاغيا الفتوى التي أصدرها قبل سقوط النظام للتصدي لقوات الاحتلال ثم تلت ذلك حلقات عديدة من سلسة التعاون بين الأمريكان والمرجع الكبير أحرجت أولئك المدافعين عن المرجع باعتباره قد حافظ على وحدة العراق وأمنه وبأنه لم يلتق ببريمر أو خلفه أو سلفه لعدم رغبته بالدخول إلى المعترك السياسي لكن يوما بعد آخر تنكشف الحقائق فالسيد لم يغفل شاردة أو واردة تخص الشأن العراقي إلا وكان له فيها اليد الطولى فكهفه المتواضع كان بحق مركز قيادة عمليات كبرى يضاهي بقوته مركز القيادة المركزية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وكانت تصدر منها التوجيهات في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وبدرجة اقل الدينية. وكانت الرحلات الماراثونية التي يقوم بها المسئولون العراقيون من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء نزولا إلى بقية الوزراء تدخل في صلب اختصاص المرجع لتوزيع المهام والمسؤوليات حسب المخطط المرسوم أو على اقل تقدير للحصول على مباركته لبناء العراق الديمقراطي الجديد, كانت مذكرات بريمر الصفعة الأولى التي نزلت على وجه من برأ المرجع السيستاني من التدخل في شؤون العراق الداخلية فحوالي عشرين رسالة بينهما بددت الادعاء القائل بان المرجع قال يوما لبريمر" انك أجنبي وانأ أجنبي فدع العراقيون يقررون مصيرهم " كما يتبدد الضباب بشروق الشمس فقد كانت العبارة الأصح " انك أجنبي وانأ أجنبي ولنا مصلحة مشتركة في تدمير العراق, فدعنا نقرر مصير الشعب العراقي" وتتوالى الإحداث يوماً بعد آخر لتكشف تورطه في تشكيل مجلس الحكم السيئ الصيت ودوره في عمليتي الانتخابات الزائفة وتبني ومباركة الدستور الذي صاغه اليهودي نوح فيلدمان وكذلك قانون الفدرالية وتوزيع النفط وقانون الاستثمارات الأجنبية؟ وفي الآونة الأخيرة وبعد انسحاب الكتلة الصدرية من الائتلاف الشيعي تبين أن جبهة الائتلاف جاءت بتوجيه من السيد السيستاني نفسه كما عبر عدد من زعماء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية؟

إما الذين يدعون بان المرجع ساهم في الحفاظ على العراق وأمنه وأرضه فانه يدخل حاليا في مجال مفاكهة الظرفاء ليس إلا؟ فأشعة الشمس لا تبدد بغربال وقد تحول وادي بفعل الأمريكان ومباركة المراجع العظمى إلى وادي الموت والظلام تفوح منه رائحة الأجساد المتعفنة بسبب انتمائها المذهبي والعرقي وتنتشر على ضفاف دجلة الجثث المجهولة الهوية بعد أن أطعمت الأسماك من أشلائها لتلتقي أرواحها البريئة مع أرواح الأشلاء التي نهشتها الكلاب السائبة قرب المزابل في رحلة هادئة إلى السماء بعد أن أعياها من هم في الأرض.

لقد آن الأوان لتحميل هذه الآيات الشيطانية مسؤولية ما حدث بتهم لا حصر لها ومنها مباركة الاحتلال وشل فريضة الجهاد في سبيل تحرير الوطن من الغزاة ومباركتها الانتخابات المزورة وتبنيها الدستور اليهودي وتشكيل الميليشيات المجرمة ونهب خيرات العراق ومباركتها للحكومات الطائفية المتعاقبة وترويجها وسائل التفسخ الاجتماعي والأخلاقي كزواج المتعة بشقيه الفردي والجماعي وما صاحبه من انتشار الإمراض والأوبئة ومنها الايدز وترويجها تجارة المخدرات ومسؤوليتها عن الخطب التحريضية التي أدت إلى قتل أكثر من مليون عراقي وتهجير إضعافهم داخل العراق وخارجه وسكوتها عن فضائح وجرائم أجهزة الدولة وتغاضيها عن سرقة المليارات من أموال العراق وتلاعبها بأموال الحوزة التي تقدر بالمليارات وأخيرا وليس آخراً تهمة الخيانة العظمى.


كاتب ومفكر عراقي

alialkash2005@hotmial.com