سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
من لا يعرف اليمن يتصور بإن دستورها وقوانينها وانظمتها نافذة وسارية المفعول كأي دولة وقد تعاني من فراغ دستوري فيما لو تم تعليق او تعديل فقرة من فقرات دستورها اوتعطيل سلطة من سلطاتها مما قد يؤدي الى شلل في المنظومة القانونية فيسبب إعاقة في حركة التطور والتقدم في البلاد.
لذلك عندما يُقّدم رأس السلطة مبادرة لإجراء تعديلات دستورية يدور لغط كثير وكأنها ستحدث تغييرات جذرية في اله ياكل الدستورية والقانونية مما قد تخلق طفرة حضارية ً من شأنها قلب حياة المجتمع اليمني رأساً على عقب رغم ان الامر في واقعه لدينا لا يتعدى ببساطة حتى نفض الغبار المتراكم على أغلفة أوراق هذه المطبوعات المهملة على الرفوف في دكاكين السلطة كما حدث في التعديلات الدستورية السابقة التي لم تعمل إلا على تثبيت وتكريس سلطات البيت الرئاسي.
ولكي أتمكن من تسليط الضوء على ألأهداف الحقيقية من وراء المبادرة الرئاسية الجديدة تحضرني حكاية ساخرة قالها لي أحد الاصدقاء منذ عقد من الزمان تتلخص في ان نجل أحد الرؤساء طلب من ابيه ان ينصبه رئيساً بدلاً عنه فوافق الأب شريطة نجاحه في الاختبار الذي سيقدمه له. فاعطاه كيساً مليئاً بالفئران والثعابين واخذه الى غرفة مغلقة تماماً ثم قال له أريدك ان تخرج ما في باطن هذا الكيس الى الارض ثم تعيدها اليه خلال يوم كامل فقال الابن هذا امر بسيط جداً. فتركه الاب واغلق عليه الغرفة ثم عاد اليه في اليوم التالي فوجده متعباً في غاية الاعياء والتعب ولم يستطع ان يعيد حتى فاراً واحداً فضلاً عن أي ثعبان فقال له دعني اعلمك كيف تعمل يابني ، ثم اخرج كيساً اخر واخذه الى غرفةٍ مغلقة اخرى وقال له انظر اليّ . اخذ الرئيس يطوح بالكيس عالياً وبسرعة فائقة ثم يضربه على الجدران يمنةً ويسره وعلى الارض وفي كل الاتجاهات لمدة لاتتجاوز العشرة دقائق ثم فتحه وسكب كل الفئران والثعابين الى الارض فكانت كلها دائخة فاقدة الوعي لا تقوى على الحركة ، فقال له اما الان فاعدها الى الكيس فاعادها الواحدة تلوالاخرى دون أي عناء.
ومع ذلك فقد اكلنا الطُعم فانبرى الكثير منا في دراسة الأنظمة السياسية المختلفة ثم الحديث والكتابة في التفاضل والتماثل بين النظامين الرئاسي والبرلماني وايهما انسب لليمن من غيره وكأن بلادنا استنفذت كثير من الانظمة السياسية ووصلت الى مصاف الديمقراطية والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص وجربت التداول السلمي للسلطة لدرجة الملل على مستوى الانظمه السابقة لذا أصبح لزاماً علينا الانتقال الى نظام ينقلناالى المدينة الفاضلة. بل وقام الكثير من أزلام السلطة عن جهل عقيم وخبث مركب بتمجيد المبادرة وكأنها المنقذ لكل مشاكل اليمن وكوارثها دون وازع من ضمير او ذرة من حياء
وهو في واقع الامر ينظر الى مبارياتنا الخاويه ويشعر بالزهو والشماتة في آنٍ واحد لانه استطاع ان يستغفلنا ويستدرجنا الى الفخ رغم انه هو نفسه لا يستطيع ادراك الفرق بين النظامين إلا ما لقنه شياطينه والا لما خلط بينهما طيلة ثلاثة عقود بما تمليه مصالحه دون ان يدري او ان ينبس بشفه فأخذ من النظام البرلماني ما يجنبه المسائلة والمسؤولية وأخذ من النظام الرئاسي ما يجعله يستفرد بكل السلطات. ومن هذا المنطلق فهو يدرك انه ليس بحاجة البته لكي يبدل طريقة حكم مخلتفة لتمنحه سلطات اوسع ومسؤوليات اكبر. فماذا يريد اكثر من أن تكون قوات الجيش بيده والأمن بانواعه .
إن المسألة عندما تخص نجله أحمد فالوضع يختلف لأنه يريد تركيز كل القوة بيده دون ان يكون هناك من ينازعه وهذه هي الميزه التي يريد ان يستحوذ عليها من النظام الرئاسي كون الابن لا يزال غير متمرس على الرقص فوق رؤوس الثعابين كأبيه وهذا هو بيت القصيد بغض النظر عن وضعه في موقع المسائلة لأن هذه غير وارده اصلاً في عالمنا الثالث بل هي يافطة دون محتوى. اذاً فالنظام المختلط الحالي أوسع بكثير من مقاس نجله ، لذا لزم تفصيل قميصاً جديداً على مقاسه الرشيق مع اضافة صلاحيات جديدة مقتبسة من نظام آخر.
وقد تم تمرير موضوع الحكم الرئاسي كمبادرة والذي لم يكن متضمناً في البرنامج الانتخابي مع موضوع الحكم المحلي الذي هو اصلاً بيت القصيد من حيث انه مدرج في البرنامج الانتخابي فأصبح هو الشئ المضاف بدلاً من ان يكون المضاف اليه وذلك من اجل تمريره لتلبية مطالب داخليه وخارجية دون الاهتمام بمضامينه وصرف النظر عن الخوض في نصوصه ليمر دون تمحيص عند ادراجه للإستفتاء كتابع لطقطوقة النظام الرئاسي.
وفي هذا الشئ الكثير من المغالطات والاستخفاف بعقول ابناء الشعب اليمني وذلك بسبب التفاصيل المتضمنه في قانون الحكم المحلي وهو الاهم وليست التفاصيل المتضمنة في الحكم الرئاسي الطارئ الذي يريد الرئيس ان يلهي به الناس عن الحكم المحلي كما قال هو ان الشيطان في التفاصيل يقصد به النظام الرئاسي لكن الشيطان الحقيقي قد وضعه هو في نظام الحكم المحلي وليس العكس. وبهذا فأنه اولاً يعترف ان وضع شياطين في نصوص المبادرة وهو في الحقيقة يزرع الشياطين امام كل المحاولات الخيرة والنبيلة لإنقاذ البلاد من شروره الشيطانية وعلى سبيل المثال لا الحصر لم يشترط لمن يرغب ان يرشح نفسه للحكم المحلي في محافظة ما ان يكون من ابناء نفس المحافظة بل بامكانه ان يأتي من أي مكان اخر وهو يقصد بذلك ان ياتي المرشح من سنحان ليرشح نفسه في عدن مشترطاً بإن يكون قد سبق ومارس وظيفة وكيل وزارة او قائد محور سابق كحد ادنى وليست الأهلية والمؤهلات العلمية هنا هي معيار الترشح
وهذا يعني ان المتنفذين حالياً وفي الحكومات السابقة الذين هم من الاهل وذوي القربى ومن غير المساكين واهل السبيل هم من سيتولون الحكومات المحلية أي عباره عن "ديمة خلفنا بابها" لا اقل ولا اكثر وبنفس المعنى أن العصابة المتنفذة الفاسدة ستكون هي نفسها عصابة التوريث القادم أي ان ابنائي وابنائك ايها القارئ اذا لم تكن منهم او من ذريتهم الشيطانية لن يتمكنوا من حقوق المواطنة مثل ما هو الحال بالنسبة لي ولك وعلى مدى اجيال طويلة قادمة في هذا المشروع الطويل المدى لا سمح الله.
إن هذه اللعبة لا تستهدف زمننا الراهن فحسب بل ستنسحب الى يمن المسقبل الذي يواجه مؤامرات شيطانية من الداخل والخارج والاختلاف بينهما ينحصر بكيفية التنفيذ لا اكثر، وهذه المؤامرات ليست من بنات اليوم كما انها ليست واضحة المعالم وليس هدفها الاساسي إغتصاب السلطة لكنها الاداة التي تنفذ المخططات عن سبق اصرار وترصد. والمستهدفة هنا هي الهوية الاصيلة للإنسان العربي المسلم في اليمن وفي ارجاء الوطن العربي والاسلامي وما السلطة الراهنة الا معول الهدم الذي يستخدم مقابل إطماعها الانانية والجشعة
إن تحويل اليمن الى مركز للدعارة وسوق لتصدير الاطفال للتسول في شوارع دول الخليج او بيعهم مقابل لقمة عيش لذويهم إلا دليل بسيط واحد على التعمد الرسمي في السير على طريق نزع العزة والكرامة الانسانية والايمان الصادق لدى الانسان اليمني حتى يصل الى درجة الاستسلام والاذعان لكل القيم المستوردة التي يتساوى معها الاسترقاق والعبودية بالحرية والانسانية. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
alhubaishy@maktoob.com