خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس - خاص
كان أحد الصحفيين المصريين ذو التوجه اليساري يتحدث في دورة تدريبية حضرها قرابة (25) صحفياً يمنياً في ديسمبر الماضي عن قلق يسود الشارع المصري، وتحديداً المثقفين منهم، سبب هذا القلق هو أن جيل رجال الأعمال الشباب والذين غالبيتهم ورثوا التجارة عن أسرهم لم يدخلوا الجيش.
مخاوف المصريين الذين اشتهروا بحبهم لمصر بشكل يفوق كل شعوب الأرض أن حب العلم المصري لدى رجال الأعمال الشباب ليس بالقدر الذي لدى الذين دخلوا الجيش وخدموا فيه حتى ولو فترات قليلة.
وأنا استمع للمدرب (الصحفي ) المصري تذكرت حين كنت طالباً في الإعدادية والابتدائية كيف كان الأساتذة المصريون يدرسونا إلى جانب المناهج الدراسية (حب مصر) التي نعرف عنها نحن اليمنيين أكثر ما يعرف أبناء الكنانة عن اليمن.
حب أبناء مصر لبلدهم ولانتمائهم لهذا البلد العريق عزز تساؤل دائماً ما يطرق جدار ذاكرتي لماذا نحن اليمنيين أقل ولاءً وحباً لبلدنا، ولا أعتقد أن أحداً سيتهمني بالتحامل على أبناء (سبأ)، لأن شبه إجماع يسود اليوم بأن المناهج الدراسية وخطب المساجد والتربية الأسرية أسهمت بشكل كبير في عدم غرس قيم الانتماء والحب للوطن.
وأتساءل هنا كم معارضاً يمنياً أجرى حواراً تلفزيونياً أو صحفياً وعلم الجمهورية اليمنية على يمينه كما يفعل المعارضون في لبنان ومصر؟ بل كم مسئولاً حكومياً يتواجد علم الجمهورية في مكتبه؟
وهل حضر أحد منا مسيرة أو مظاهرة أو اعتصام حزبي كان أو عمالي أو وطني ووجد علم اليمن يرفرف بدلاً من شعارات الأحزاب؟
الأكثر مرارة أن دراسة أعدتها وزارة التربية والتعليم قبل نحو عامين كشفت أن الطلاب يخرجون من المدرسة أقل ولاءً للوطن من الفترة التي كانوا عليها قبل دخولهم المدرسة..
ولا أبالغ إن قلت إنه طول فترة دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية في أحد أرياف الحالمة تعز لم أسمع النشيد الوطني في المدرسة وطابور الصباح إلا في العامين الأخيرين لدراستي وبشكل متقطع، وكانت أناشيد (أيوب طارش) الوطنية جرماً أن تسمع في إذاعة المدرسة، وأما أناشيد فرق (الإصلاح) فلا مانع أن تزمجر(على شاكلة خيبر خيبر يايهود ) حتى أثناء الحصص الدراسية في ميكرفون الإذاعة المدرسية،
بل وأحياناً كان يمر عاماً كاملاً وعلم الجمهورية اليمنية المنتصب على سارية المدرسة مقطع إلى أكثر من ثلاث قطع دون أن يأبه إليه أحد، حتى التحية التي كنا نؤديها للعلم كما يفعل الجنود أمر أحد المدرسين بإلغائها بحجة إننا لسنا عسكر، بحسب وجهة نظره.
خلال احتفالات محافظة حضرموت بعيد الوحدة كانت المرة الاولى التي اشاهد تفاصيل حفل رسمي بكل فقراته ليس حباً في الاحتفال بل بالمناسبة وثقتي ان ابناء حضرموت سيقدمون شيئاً مختلفاً عن غيرهم كعادتهم في ادمان التميز والنجاح لكني صدمت حين تغنت معظم فقرات الحفل برئيس الجمهورية وركل اسم اليمن خلف منصة الاحتفالات حتى اعاد المحتفلون اسم اليمن وهم يرددون جميعا النشيد الوطني حينها شعرت فقط ان الحفل في اليمن .
لست هنا ضد التغني بالقادة فلا زلت مدمنا سماع أغاني حليم وكوكب الشرق التي تغنت بأسم عبد الناصر ولكني ضد أن يكون التغني بأسم الرئيس سببا في نسيان الوطن ولا أظن أن رئيس الجمهورية سيفرح حين يمجده الشعراء على حساب وطن أحبه كثيرا.
انعدام الولاء للوطن ساهم في تطعيمه الفساد الذي ينخر كل مفاصل اليمن السعيد وغياب القانون واستقواء القلة بالمناصب ضد أبناء الشعب الطحونيين مما جعل الوطن يبدو وكأنه حكراً على ثلة قليلة من المرتزقة والناهبين.
فعندما يسلبني احد الجبابرة حق دون مقدرة مني على ردة بالقانون لا العن الناهب بل الوطن الذي لم يمنحني فرصة لأعيش كريماً كغيري من أبناء المعمورة.
وحين أرى بأم عيني يمنيين يتسولون في أزقة الدول الشقيقة وتحديداً السعودية خلسة من عيون الملاحقين اصب جام غضبي على رقعة من الارض لم تستطع احتواء أبنائها التواقين لعيش كريم ومستور فقط دون طمع لمناصب اومراكز.
وحين تلاحق أمانة العاصمة 20 ألف متجول لتقذف بـ100 إلف نسمة إلى رصيف الفقر بحجة أن وجه صنعاء غير نظيف بوجودهم في حين تتسع لهم أرصفة مملكة ال سعود فكيف لهم ان يحبوا وطناً لاتتسع ارصفته المتسخة لفقرائه .
اتمنى إن يتنبه الحاكمون انه ان الأوان لكي يوقفوا انتاج وتسويق ثقافة عدم الانتماء بممارساتهم الضارة بالوطن وبنية كما على المعارضون ان يوقفوا شحن الساحة بكراهية الجيش والقضاة وكل من يعملون مع السلطة لاسباب هم اكثر من غيرهم يعرفونها ولاتظهر المعارضة وكأنها تريد تنظيف الوطن حين تحكم من كل من له علاقة بالمؤتمر والنظام الحالي .
*أقول هنا وبعبارة أكثر وضوحاً إننا كيمنيين مقسمين إلى فرق تقدس كل واحدة شعار حزبها في المدرسة والجامعة ومكانة العلم الوطني تتراجع دوماً إلى خلف الانتماءات الحزبية دون اكتراث من أحد.
*لا أزايد هنا بوطنيتي أو حبي لوطني أكثر من غيري، ولكني ألفت الانتباه إلى قضية خطيرة تختفي خلفها كل مفاسد الإدارة ونوازع التطرف ومزايدات السياسة.
استشعار الخطر والدور الذي يجب أن يلعبه الجميع لتلافي مزيداً من التدهور في علاقة اليمني بوطنه لابد أن تبدأه الجهات الرسمية ابتداءً بوزارة التربية والتعليم والثفافة والإعلام والشباب والرياضة والأحزاب مطالبة كذلك ومنها أحزاب المعارضة بالتفريق بين النظام أو الحزب الحاكم والوطن، لأن الأول متغير والثاني باقِ وثابت.
*عندما تصنع وزارة الشباب والرياضة منتخباً قوياً يستطيع أن يقارع الخصوم في المستطيلات الخضراء والملاعب الرياضية بشتى انواعها تكون قدمت درساً مهماً في الانتماء للوطن وتمثيل اليمنيين.
لااحد هنا ينكر ماصنعه منتخب الامل في نفوس اليمنيين يوم أن أصبح مجموعة من الأشبال الصغار أغنية يترنم بها كل يمني، حتى إن النساء اللواتي لا يفقهن شيء في الرياضة كن حينذاك يتحدثن عن اليمن فاز، دون معرفتهن حتى بأسماء اللاعبين أو من يلعبون.
وحين تنتج وزارة التربية جيلاً متعلماً يجد خريجوه مقاعد في جامعات العالم العريقة تكون حينها صدرت الطالب اليمني الذي يمثل وطنه خير تمثيل، لا أن يذهب إلى جامعات الآخرين ليكون صورة قائمة عن بلد اشتاق كثيراً لاستعادة صورته الحضارية في أذهان العالم.