ضد أمريكا في اليمن وصاحب الشعار يستثمر مع الأمريكيين
بقلم/ م/عمر الحياني
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 6 أيام
الأربعاء 12 مارس - آذار 2008 09:47 م

مأرب برس - خاص

تعتبر إيران اليوم من الدول الرئيسية اللاعبة ,والمؤثرة في المنطقة ,والتي بدأ تأثيرها الكبير بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها وذهاب قائدها الرئيس صدام حسين إلي جوار ربة شهيد ا على أيدي مغول العصر الجديد وصفوي فارس الطامعون وعملاء أمريكا من العرب والمتسلمين منهم في ليلة عيد المسلمين في يوم نحرهم في ساعة الفجر الأخير .

فالمعروف أن إيران الشاة كانت أهم حليف للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في تلك الفترة إلي أن قامت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م والتي أطاحت  بحكم أسرة بهلوي , هنا بدأت معالم ثورة إيران الإسلامية تتبلور وتتضح من خلال اتخاذها للمذهب الاثنى عشري مذهب رسمي لها وهدف استراتيجي للدخول إلي المنطقة من خلال ارتكازه على أساس ديني عقائدي ذو توجه عدائي مع العرب وقد تمثل الخطر الأكبر لهذه الدوله في تبنيها إستراتيجية احتوى المنطقة تحت مظلة فارسية ذو توجه اثني عشري.

والمتتبع لعلاقات إيران مع الولايات المتحدة يتضح له أنها علاقة مصلحيه ظاهرها العداء وباطنها الصداقة والمودة والتحالف في تحقيق الأهداف المشتركة.

فالمتأمل لسلوك إيران نحو الدول العربية من خلال قيامها بعملية زرع ودعم التوجه المذهبي الاثنى عشري ومحاولة نشرة بدا من دول الخليج واليمن والشام وانتهاء بمصر والسودان ودول المغرب العربي بل ونجاحها في اختراق تلك الدول وتشكيل نواة من خلالها تستطيع ان تنطلق في تلك الدول والمصيبة إن بعض الدول العربية أصبحت هذه الجماعات الدينية والحركات المدعومة من إيران تشكل خطرا على هذه الدول وعلى استقرار المنطقة بكاملها.

ومن خلال الوقائع التالية والتي تؤكد هذه العلاقة التي تربط الشيطان الأكبر مع الإرهابي الراعي سوف نحاول حللة هذه العلاقة التي طالما اريد لها ان تكون سرية :

1- الدعم العسكري الأمريكي عبر إسرائيل وفضيحة إيران ـ غيت: أثناء حرب الثمان سنوات من خلال قيام مدير حملة ريغان الانتخابية والذي أصبح مديرا للسي آي ايه (وليم كيسي) بالالتقاء مع مسئولين إيرانيين في مدريد في 1980 ورتب معهم تأخير إطلاق الرهائن الأمريكيين في إيران حتى لا يستفيد منها كارتر المنافس لريغان، مقابل أن تقوم حكومة ريغان بعد فوزها بتزويد إيران بالأسلحة عبر (إسرائيل)، وهو ما كشف فيما بعد وعرف سنة 1986 بفضيحة إيران ـ غيت.

وأيضا في عام 1982 اعترف مناحيم بيغن بأن «اسرائيل» مدت إيران بالسلاح معللا ذلك بأن من شأن ذلك إضعاف العراق في حربها ضد ايران!!

2- التعاون الإيراني الأمريكي إبان غزو العراق للكويت: حيث قامت أمريكا بالتعاون مع إيران بتشديد الخناق على العراق وحصاره وهو ثمرة تعاون إيراني أمريكي ولا ننسى كذلك الدول العربية ,وكان من مصلحة إيران ضرب العراق ومحاصرته وإضعافه فهو العدو الذي تحاربت معه بأطول حرب في القرن العشرين (حرب الثماني سنوات).

3- حرب أفغانستان أو ما يعرف بإسقاط طالبان.. والمساعدة الإيرانية لواشنطن: يرى المراقبون بأنه لم يستفد بلد في العالم من أحداث 11 سبتمبر 2001 مثلما استفادت إيران من هذه الإحداث وما جرى بعدها.

وقد كانت أفغانستان والتي تقودها وقتها حكومة طالبان على علاقة سيئة جدا مع طهران ـ وكادت تقع حرب بينهم ولذلك فقد وجدت من الحرب التي شنتها أمريكا على أفغانستان فرصة ذهبية لإسقاط نظام طالبان، فدعمت طهران تحالف الشمال وأمدتهم بالعتاد والسلاح والدعم ألاستخباراتي واللوجستي، وسمحت للطيران الأمريكي بقصف أفغانستان عبر أجوائها، وسمحت بإنزال قوات أمريكية برية من الخليج عبر أراضيها تجاه حدودها مع أفغانستان.

ولذلك يقول محمد علي ابطحي نائب الرئيس الإيراني في مؤتمر بأبو ظبي في 15/1/2004م «لولا إيران لما سقطت كابل وبغداد»!!

3- التعاون الإيراني مع أمريكا في حربها في العراق: أعطت إيران الضوء الأخضر لجميع الفصائل العراقية المعارضة للنظام العراقي والتي ترعاها طهران مثل المجلس الأعلى للثورة الإيرانية وحزب الدعوة وغيرهما للتعاون مع أمريكا بل والاشتراك معها في حرب إسقاط نظام صدام، فقد وجدت إيران في هذه الحرب فرصة لم تقدر عليها في حرب السنوات الثماني، ولست بحاجة لذكر الشواهد على قيام ما يشبه التحالف بين إيران وواشنطن داخل العراق، وهو تعاون وثيق، ويكفي أن اشير إلى تصريح ابطحي السابق للتأكيد على الدور الإيراني في العراق..

4- مواقف أمريكية مشبوهة: يلاحظ المراقبون سكوت واشنطن عن الأوضاع السيئة والمأساوية للأقليات الدينية والعرقية في إيران (الأكراد والعرب والبلوش والآذريين) كما يلاحظون صمت واشنطن عن احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث ويلاحظون أيضا تضييق واشنطن الخناق على منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني ويرى المراقبون ان واشنطن كانت تعلم عن شراء إيران للتكنولوجيا المتطورة لأسلحة الدمار الشامل بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وأخيرا يلاحظون ردود أمريكا وإسرائيل الفاترة تجاه دعوة احمدي نجاد الى تدمير إسرائيل وإزالتها من الخارطة وإنكار الهولوكست. ومن جميع ما سبق يتضح بانه طالما ان هناك مصالح مشتركة بين الطرفين وان التعاون لا زال قائما من اجل تحقيق مصالح البلدين، وانه طالما إن كل طرف محتاج للآخر لتحقيق مصالح بلده، فلماذا تقع الحرب بين الطرفين فلا نجد دول ذو توجه إسلامي شكل احتلال العراق لها فرحة وقيامها بدعم لوجستي لأمريكا أثناء الحرب على أفغانستان.

5- قيام الولايات المتحدة بتعيين رئاسة الحكومات المتعاقبة من المواليين لحكومة طهران .

6-التعاون الوثيق بين المخابرات الإيرانية والأمريكية في الإمساك بالرئيس صدام حسين :حيث صرح احد مسئولي إيران بان إمساك الرئيس صدام حسين كان ثمرة جهود المخابرات الايرانية.

7- أخر المسالك للتعاون هي الزيارة التي يقوم بها الرئيس احمدي نجاد إلي بغداد وهي ثمرة نستطيع أن نطلق عليها مرحلة قطف الثمار وتقاسم الاستحقاق النفطي بين أمريكا وإيران وخاصة مع نهاية فترة بوش واحتمال فوز المرشح الديمقراطي اوباما الذي يدعو بقوة إلي سحب جميع القوات من العراق وهو ما يدعو إلي تعجيل الاتفاقات قبل الانسحاب من العراق .

ان الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني احمدي نجاد لبغداد كأول رئيس إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979م لهي دلالة على بداية انكشاف الغطاء المبطن للعلاقة بين أمريكا وإيران وإلا هل سمعتم في العرف السياسي او الاستدلال التاريخي ان هناك دولة سمحت لدولة اخرى تعتبرها العدو رقم واحد بزيارة إحدى مستعمراتها أو ولايتها قطعا لا.

إن هذا الأسلوب الذي يستثمره الإيرانيون لهو دحض افتراء على قيم الثورة الإسلامية المتبنية للفكر المناهض للشيطان الأكبر والموت المرافق له لصياح يتردد صداة في إيران ويمد الدعم والمساندة لهذا الشعار إلي اليمن ولبنان ممثل بحزب الله انه غباء العرب يتقبلون الفكر ويرددونه لأهداف غير حميدة بينما صاحب الشعار يردده دون عداوة ,ويستثمر مع الأخر حصاد تحالفهم السري للانقضاض على المنطقة .

ترى عند ما ينضب النفط في منطقة الخليج هل سوف تستمر أمريكا في دعم تلك الدول أم أنها الحماية المؤقتة لمصالح مؤقتة في المنطقة.

إنها لعبة السياسة ومصلحة الغاية تبر ر الوسيلة وتلغي الشعارات والهرقطات الخمينية التي صد حوا بها أذاننا منذ ما يربوا على ثمانية وعشرين عاما والتي يحاول بها زرع الفتنة في بلادنا وتصديرها من خلال استغلال الحالة الاقتصادية للبلد فهل يكفي عقلاء هذه الأمة أن غيرهم يصنع ويزرع ويحاول الوصول إلي الفضاء ونحن نردد شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل والأخر يردده و تقيتة تقول تعيش أمريكا تحيا إسرائيل إلي متى نظل نردد شعارات جوفاء لم تبني يوما دولة ولا نصرة مظلوم إنما النصر من العلم والعمل وهما الكفيلان بتغيير المعادلة وإلا فالموت للعرب والحياة لإسرائيل وأمريكا وحلفاءها .

إن إيران يجب أن تكون واضحة المعالم والهدف في علاقتها مع العرب بدء من ردم الهوة القائمة حاليا من خلال إعادة الثقة المفقودة وانتهاء بحسن النية يتبعه حسن الجوار و ما يلزم بعد ذلك في بناء علاقة تقوم على أساس اخوي إسلامي يربط هذه الأمة برباط الدين الإسلامي المتين .

*
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين