آخر الاخبار

صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ... مخطط إيران الذي استخدمت فيه الحوثيين وجعلت من أحداث غزة ذريعة لتنفيذه

الثورة المضادة الى أين ؟!
بقلم/ اعلامي يمني/عبد السلام محمد
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر
الأربعاء 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 09:54 ص

حققت الثورة المضادة في اليمن تقدما كبيرا في اقصاء ثورة 11 فبراير وتشكيك الناس فيها، هذا التقدم ارتكز على عدة عوامل سهلت للثورة المضادة الوصول الى ما وصلت إليه اليوم من هذه العوامل:

- تفكك الصف الثوري المؤدلج وذهاب كل فريق خلف افكاره وايدلوجيته الماضوية.

- تسابق قوى الثورة لتقديم تسهيلات لفريق الثورة المضادة نكاية بالقوى التقليدية والقوى التقليدية مصطلح مفخخ لم يكن سوى تسمية أطلقها الماضويين على حزب الاصلاح وتحالفاته العسكرية والقبلية التي كانت الحامل الاساسي لثورة 11فبراير .

قدرة قوى الثورة المضادة على ايجاد خلف متماسك يضم حلفاء صالح في مختلف مرافق السلطة وشركائه الحوثيين الناقمين على 11 فبراير باعتبارها قادمة من خارج المركز المدنس وانها لا تتصل بمذهبه العنصري الذي اسقطته ثورة سبتمبر 62 واعتبارهم ان ثورة 11 فبراير ليست سوى امتداد طبيعي لثورة سبتمبر .

- تسليم البلد بحكم المبادرة الخليجية الى سلطة العاجز هادي منصور الذي لم يفهم طبيعة المتغيرات على الأرض وحاول الناي بالسلطة عن صراع الثورة مع الثورة المضادة وحاول اللعب على طرفي الصراع وفي خضم عجزه دمر ما تبقى من سلطة ومؤسسات دولة مدنية وعسكرية وبالطبع لم يكن لديه البديل عن كل تلك المؤسسات وظل يشاهد انهيار البلد الى ان تأمر بنفسه مع شلة المتآمرين على اسقاط العاصمة في أيدي قوى الثورة المضادة ظنا ان هذا السقوط سيتوقف في صنعاء وحدها غير مدرك ان الثورة المضادة مستعدة لتدمير كل شئ في الوطن، و أنها تحاول اعادة الأمور الى ما قبل ثورة 62 ، في تحالف جديد بين الزيدية الاجتماعية والزيدية المذهبية او بين فرق الغزاة التي تشكلت بعد 62 وبين الإمامين لا فرق .

خروج الصراع اليوم من صراع سياسي بين الثورة والثورة المضادة الى صراع ايدلوجي زيدي شافعي وان لم يكن في حقيقته مذهبي فهو صراع مناطقي ، ودخول العاجز هادي في حلف الثورة المضادة بعد شراء وزير دفاعه السابق من قبل الثورة المضادة وشراء وسائل اعلامه وشراء موقفه الذي اتسم بالحيادي .

دخول إيران في الصراع وهي قد مهدت لدخول كل فرق وطوائف الشيعة في العالم تحت غطائها السياسي لتحقيق اهدافها في المنطقة وقد استطاعت اذابة الجليد بين اقطاب التشيع الجعفري والتشيع الإسماعيلي القرمطي والتشيع الزيدي كان له أثره في اليمن فهادي مثلا كان يحذر من إيران ويمكن حلفائها من تحت الطاولة وقد استخدم طيلة فترة حكمه لمبدأ التقية السياسية التي منحته قول اشياء وعمل أشياء مغايرة بحكم انتمائه التاريخي والسلالي للقرامطة.

وفي إطار كل هذه المتغيرات مازال الطريق طويلا أمام انتصار نهائي للثورة المضادة بفصائلها الثلاثة هادي وصالح والحوثي لوجود خلافات عميقة بين هذه الفصائل و ايضا وجود تمدد اجتماعي وتغيير احدثته ثورة 11 فبراير في المجتمع اليمني مازال يقف حائلا دون وصول الثورة المضادة الى اهدافها.

مازال امام قوى الثورة وقت لمراجعة خطابها ومواقفها الغبية والسطحية وعدم فهمها لما يجري حولها ولاكتشاف طبيعة الصراع القائم ورؤية قوى الثورة المضادة على حقيقتها المجردة.

مخرجات الحوار الضعيفة هي نقاط التقاء بين الجميع وباستطاعة المجتمع التمسك بها لانهاء محاولة هيمنة الثورة المضادة على مقاليد السلطة ففيها مخارج من طمع الثورة المضادة الرافضة اساسا لمخرجات الحوار وان ادعت تقية التمسك بها ، فالثورة المضادة تريد اليوم عسكرة ميليشاتها بعد انهائها على الجيش اليمني، بينما في مخرجات الحوار وفي المحور المتعلق بالجيش والأمن تم الاتفاق على ان تكون نسبة الجيش متفقة مع نسبة عدد السكان في كل من الاقاليم الستة وهذا ما لم يعجب قوى الثورة المضادة وبالاخص صالح والحوثيين الذين يتمسكون بزيدية الجيش وانتمائه لثلاث محافظات في اقليم ازال فقط.

في هذه الرمال المتحركة لايوجد شئ ثابت فالثورة المضادة حتى لو سيطرت او سبطر فريق فيها على مقاليد الأمور فانه سيفشل في ادارة الدولة وادارة الصراع فبلد مثل اليمن عديم الموارد كثير السكان كثير المشكلات لا يمكن ان يحكمه مذهب او فئة دون البقية بالإضافة الى ان التدخلات الإقليمية لها حساباتها الخاصة والتي لن تترك هذا الموقع الإستراتيجي يذهب في إتجاه محور طهران - موسكو بينما مصالح واشنطن وأوروبا ستكون مهددة على ضفاف الخليج العربي وباب المندب والبحر الأحمر.

الشعب اليمني الحر لن يسمح باستمرار المهزلة وتساقط المدن فما حدث في صنعاء لم يتكرر حتى في قرية خبزة بقيفة حيث فاقت مقاومة القرية مقاومة العاصمة بكثير، ومازالت محافظات البيضاء مارب الجوف شوكة في حلق الثورة المضادة والعنصرية المذهبية وها هو اقليم سبأ المقاوم للعنصرية والإستبداد يطالب بتجنيد ما يقارب من 100 الف جندي من أبنائه في الجيش اليمني ارتكاء على ان قبائل الإقليم وحدها من رفضت سقوط الدولة وعلى انه اقليم النفط والثروة وهم احق بثروتهم من إقليم الجوع والعذاب الذي يريد ان يتسلط باسم المذهب وباسم الله متسترا بشريك الثورة المضادة هادي الشي يعتبر الميليشيات شركاء وحلفاء.

اقليم سبأ من سيقلب الطاولة على صالح وهادي والحوثي واذا اشاركت اقاليم الجند وحضرموت وعدن في المهمة الوطنية ستصبح الثورة المضادة هباء بعد عين في فترة وجيزة وبهذا سيتغلب الشغب اليمني على تحديات الداخل والخارج معا.