آخر الاخبار

الطائر الأسود يكشف شبكة سرية لحزب الله في إسبانيا.. تفاصيل هامة! البيت الأبيض يكشف عن إجمالي الضربات الأمريكية التي تم تنفيذها على مواقع المليشيا الحوثية مليشيا الحوثي تكشف عن إجمالي القتلى والجرحى منذ بدايات الغارات الأمريكية في عهد ترامب عاجل : عقوبات أمريكية على الممول الأول لإمدادات الحرب الحوثية وخنق شبكاتهم في روسيا عاجل: عقوبات أمريكية تستهدف شبكة مرتبطة بالحوثيين حصلت على سلع وأسلحة من روسيا بعشرات ملايين الدولارات بعد ارتفاع مفاجئ لمنسوب مياه البحر الأحمر في الحديدة وعدن ..تحذير رسمي من الجهات المختصة تقرير دولي يكشف عن كميات الغذاء والمشتقات النفطية التي وصلت ميناء الحديدة خلال 60 يوما الماضية تدخل أمريكي للتشويش على نظام التموضع العالمي GPS في البحر الأحمر يربك عشرات السفن التجاربة ويضلل الاحداثيات على مليشيا الحوثي مصادر رسمية...هروب كبار قيادات الحوثيين خارج اليمن مع عائلاتهم وبيع أملاكهم وعقاراتهم .. عاجل الجالية اليمنية تحتفي بعيد الفطر المبارك بفعالية مميزة في العاصمة الماليزية كوالالمبور

في حضرة "الرائي"
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 05 سبتمبر-أيلول 2016 03:13 م
مرة اتصلتُ للأستاذ.
والأستاذ في اصطلاحنا هو البردوني.
قلت أريد أن أجلس معك وحدنا، في الموضوع الذي كلمتك عنه.
قال: تعال بعد الثامنة مساءً.
وذهبت للبيت.
ضربتُ الجرس. 
جاء صوته عبر السماعة على الباب الخارجي: من؟ 
قلت: محمد جميح.
قال: أهلاً وسهلاً.
فتح، وقال: ادفع الباب.
دفعت الباب، ودخلت الحوش الصغير.
كان يسبح في بحر من الظلمات.
البردوني لا يحتاج إلى النور
يحدث ألا يحتاج "الأعمى" إلى النور، فيما يحتاجه "المبصرون"...
كان واقفاً على الباب الداخلي للفيلا، فيما أنا أتحسس طريقي عبر الحوش خلال الباب الخارجي.
وصلت إليه، قال: اصعد، وخطا خطوات إلى الباب الخارجي، ليتأكد من أنني أغلقته بعدي.
أخذت طريقي عبر الدَرَج إلى الغرفة التي يلتقي فيها مريديه.
كانت الأنوار مطفأة، ولا يوجد غير خيط واهن من ضوء خافت يأتي من تحت الباب الذي يفصل الجناح العائلي عن جناح الأستاذ.
صعدتُ الدرج، لا أرى شيئاً، إلى أن دلفت الغرفة، وحاولت أن أتلمس مفتاح الكهرباء لأشعل الأنوار، قبل أن يلحق بي إلى المكان، ولكن دون جدوى.
بدأ حسه يقترب، شيئاً فشيئاً.
وكان ما لابد منه...
أن أسأله عن مفتاح الكهرباء، بحرج مبصرٍ يسأل أعمى عن الطريق...
قلت بخجل: أستاذ، أين مفتاح الكهرباء؟
آه...وقعت في "المطب"، الذي أعده "الرائي" الكبير لي...
ضحك البردوني ضحكته العالية، وقال: ها قد جئنا إليها، أعمى يقود بصيراً...
وبلمحة خاطفة أضاء الغرفة بكبسة على مفتاح الكهرباء...
وبدأ الحديث...
وكانت ليلة من أجمل ليالي صنعاء...
كان البردوني فيها مبصراً عظيماً ينقلني من مكان إلى آخر في تخوم السماء...
الله يا بردوني...
الله يا صنعاء...
والله ما رأيت في غربتي مثل البردوني...
ولا رأيت مثل صنعاء...