مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين
تدخل علاقات التخادم القائمة بين تحالف الحرب في اليمن بقيادة السعودية؛ وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرحلة ملتبسة، إلى حد يؤثر على اليقين بشأن حقيقة هذا التعاون وحجمه وأفقه وأهدافه.
فها هي الإدارة الأمريكية تضطر بعد النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النصفية؛ إلى احتواء موقف الكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، بشأن الدعم الأمريكي للسعودية على وجه الخصوص. هذا ما كشفت عنه أحدث التصريحات الصادرة عن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس؛ التي أوضح فيها أن التحالف السعودي الإماراتي طلب من بلاده وقف تزويد طائراته بالوقود، بحجة أن التحالف طور قدراته على هذا الصعيد.
لا يعدو الأمر كونه مناورة سياسية، الهدف منها تجنب الضغط المحتمل على إدارة الرئيس ترامب من قبل الكونجرس في ظل المعطيات العديدة التي أضعفت الموقف السياسي والأخلاقي للرئيس والمتصل بدعمه المفتوح للرياض، ومن أهم تلك المعطيات جريمة مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر بسفارة المملكة في إسطنبول، في عملية استخبارية سعودية.
هذا التطور في موقف التحالف من الدعم الأمريكي، لا يمكن القبول به دون نقاش؛ لأن ما يجري على الأرض هو جزء من تغطية أمريكية واضحة للتحالف الذي يخوض معركة استعادة الحديدة من الحوثيين، وهي المعركة التي ظلت طيلة السنوات الماضية تحت أنظار المجتمع الدولي الناقد والمعارض، والذي لطالما أبدى حساسية مفرطة تجاه هذه المعركة، وحجته أن مدينة الحديدة هي الشريان الوحيد الذي يضخ الحياة إلى الشعب اليمني الواقع تحت حصار خانق لدواع عسكرية، وفي إطار ترتيبات دولية لم تنجح في تلافي النتائج الكارثية لهذا الحصار، كما لم يفلح الحصار في إضعاف المليشيا والانقلابيين بقدر ما ألحق الأذى الشديد باليمنيين.
تتجه معركة الحديدة نحو الحسم، وهي حقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها مطلقاً، لكن ما لا يمكن تجاوزه أيضا؛ هي حقيقة أن هذا التطور العسكري الوشيك والمتمثل في هزيمة الحوثيين بالحديدة، لن يدخل على الفور في رصيد المكاسب المباشرة لليمنيين، دون أن نجادل في أهمية هذا الإنجاز حالما تحقق، بالنظر إلى أهميته على صعيد إنهاء واحدة من أهم مسببات بقاء المليشيا الحوثية الانقلابية على قيد الحياة؛ وامتلاكها هذا القدر من الإمكانيات في مواجهة عسكرية مفتوحة وشاملة مع التحالف والشعب اليمني منذ أكثر أربع سنوات.
ما أخشاه أن طلب التحالف من واشنطن وقف تزويدها لطائراته بالوقود؛ هو أن معركة التحالف ربما تنتهي باستعادة الحديدة، وهذا مؤشر خطير ربما يكشف الصيغة النهائية لمخطط التحالف الكارثي في هذا البلد.
فثمة معركة حاسمة أخرى هي التي ستحدد مصير الحوثيين، وأعني بها معركة استعادة صنعاء، التي هدأت من حولها الجبهات بشكل لافت. فهذه المعركة تحتاج بالضرورة إلى تدخل الطيران أكثر من أي معركة أخرى، على الأقل من أجل تقليل الأضرار في المساكن والمدنيين في حال اندلعت معركة استعادة المدينة بالفعل.
لا يبدو أن الوقت قد حان لحلول لحظة الافتراق بين المصالح الأمريكية والسعودية، ومعها الإماراتية؛ لأن أمريكا تحتاج إلى أموال هذين البلدين لممارسة دورها الإمبراطوري في المنطقة، وأسوأ ما في هذا الدور وأكثره قذارة ما يتصل بإعادة تفكيك مجتمعات المنطقة، وتطويع مكوناتها الحيوية لمتطلبات الأمن الأمريكي ومعركة واشنطن ضد ما تسميه الإرهاب.
فهذه الجزئية هي المسؤولة عن إفراز هذه الطبقة المتشددة والدكتاتورية والبشعة جداً من الحكام الجدد في منطقتنا، خصوصاً أولئك الذين يضعون اليد على مليارات الدولارات من النقود والموارد الاقتصادية، ولديهم الاستعداد الكامل للتضحية بمقدرات شعوبهم، وتسخيرها لتاجر السياسة الكبير في واشنطن.