الانقلاب بقميص الإصلاح
بقلم/ علي الجرادي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 27 يوماً
الأربعاء 28 أغسطس-آب 2019 05:08 م
 

الإرهابي هاني بن بريك، المتهم حسب محاضر الاستدلال الرسمية باغتيال عدد من القيادات العدنية، أعلن الانقلاب على السلطة الشرعية لتطهيرها من حزب الإصلاح (الإصلاحي)!! حسب تعبيره..

حينها كان في مواجهته ناصر عبدربه منصور وسند الرهوة وأحمد الميسري وصالح الجبواني وعبدالله الصبيحي ومهران القباطي وعدد من مسئولي الشرعية اليمنية التي تتنوع انتماءاتهم ومناطقهم الجنوبية..

انتقل بن بريك كممثل للمجلس الانتقالي للفصل الثاني من الانقلاب بالدعوة للسيطرة على محافظة شبوة وفي الطريق إليها بعث برقية تويترية للعقيد الليبي حفتر يعرض عليه خبراته في قيادة الانقلابات وإسقاط الحكومات الشرعية..

في شبوة واجه الانقلاب المحافظ بن عديو والقائد العسكري جحدل حنش والعقيلي وأبناء شبوة وتلقى الانقلاب هزيمة قاسية أطاحت بحلم الانفصال ووضع جنوب اليمن بيد شركة تجارية عابرة للقارات تجوب بحثا عن موانئ وشواطئ ومطارات وطرق التجارة الدولية..

استفاق بن بريك صباحاً ليجد أن حلم الانفصال وزعامة الجنوب الطارئة تبددت فتلفت يشتم قنوات العربية والحدث والجزيرة معاً باعتبارها قنوات الإصلاح (الاصلاحي ) وأن الحرب بين شمال وجنوب وأن جيش الشرعية اليمنية يشبهونه بالانتماء للقاعدة باعتبار تجربته وخبرته..

لم يشأ بن بريك وصناع الخطاب الإعلامي، الاعتراف أنهم بصدد الانقلاب على الدولة الشرعية التي يرأسها جنوبي ومعظم وزرائها وسفراءها وقياداتها جنوبيون ولا ضير في ذلك..

وتحاشوا الاعتراف بأنهم بصدد استباحة الدم الجنوبي واليمني لذلك كان أقرب وأقصر الطرق هو الحديث عن الإصلاح ( الاصلاحي )..

وكأن الانتماء لحزب الإصلاح يجيز لهم الانقلاب والقتل والترويع

ارتكز الخطاب على عنصرية جغرافية تفتيتية تقوم على جهوية شمال وجنوب وفاتهم ان هذا الخطاب العنصري يعمل بمتوالية هندسية في داخل الجغرافيا الجنوبية التي عادت لتطفو على السطح مجددا.

وأن الخطاب الشمولي والإقصائي العنيف لا يضر ما يتوهمونه خصما مقابل بقدر ما يزرع سلوك فاشي عنصري ظهرت في استباحة منازل دماء وحقوق إخوانهم في الهوية الجغرافية التي اعتمدوها خطابا مركزيا للتوسل للانفصال عن الشمال..

وتحول استخدام العنف إلى انفصالات متعددة داخل الهوية الجغرافية الجنوبية التي قالت كلمتها برفض هذه الفاشية الجديدة المتسترة بنزعة الجغرافيا.

حزب الاصلاح الذي تتخذون منه ذريعة للعنف الذي طال أبناء الجنوب والشمال معا هو حزب يمني ممتد من الشمال إلى الجنوب ومن شرق اليمن إلى غربه.

مارستم اغتياله جسديا ومعنويا وأعلنتم تطهير الجنوب من تواجده وخلال أشهر استبحتم الجنوب بذريعة التخلص من الإصلاح (الاصلاحي)..

حزب الإصلاح ينتمي للفكرة الوطنية الجامعة ويتسامى على استحرار الأفكار العنصرية الجغرافية والطائفية والعرقية والمذهبية..

حزب الاصلاح يؤمن بالعمل السياسي والتنافس الحر والمواجهة المدنية

تعالوا نتواجه في المسرح والنقابة واتحادات الطلاب..

السلاح حكر مطلق للدولة اليمنية وأي تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الشرعية هي بذور احتراب أهلي وبندقية للإيجار لمن يدفع..

الجيش والأمن وحده مسؤول عن مواجهة الانقلابات العنصرية الجهوية والعرقية..

حزب الاصلاح بعدد ألوان الخارطة اليمنية في كل جبالها ووديانها بألوان أبناءها نرتدي الزي اليمني ونرقص البرع اليماني نختلف في الآراء ونتجادل ونتصافح بالأكف البيضاء..

تجربتنا السياسية في الاتفاق والاختلاف مع شركاء الوطن في السلطة والمعارضة وأصواتنا في صناديق الانتخابات..

تحرس تجربتنا المدنية التي توجها اليمنيون في مخرجات مؤتمر الحوار، تكفي لمواجهة ما يخطط له مصاصي الدماء من شهوات نحو العنف وسفك الدماء والخروج على الإجماع الوطني والشرعية اليمنية

سيبقى اليمن نابضا بالحرية والكرامة والاستقلال محروسا بوعي أبناءه وجلدهم في مواجهة مخططات التقسيم والعنف..